الكثر من الطلاب ينتظرون العطلة الصيفية ليقضوها
بعيدا عن الأقلام والكتب، وليستمتعوا بكل لحظة فيها، خاصة بعد التخلص من عبء
الدراسة والدرس (وما يعتبرونه سجن المدرسة) للإنطلاق بسعادة وللإستمتاع بكل لحظة
فيها الى أقصى الحدود.
فالطلاب يشعرون برغبة عارمة للشعور بالفوضى
وعدم الالتزام والخروج من الضوابط، بعد ساعات الأسر التي عاشوها في الدراسة
والمراجعة للامتحانات، والقيود التي فرضت عليهم خلال هذه الفترة.
وهم يبحثون عن المتعة والاستمتاع في كل لحظة،
ولكن بالحقيقة ما إن تبدأ الإجازة حتى يعيش الأولاد في منازلهم الملل والكسل
والشعور بالفراغ، من هنا يتوجب على الأهل أن ينظموا هذه الإجازة للاستفادة منها
والاستمتاع بها معاً.
ولهذا يتوجب علينا أن ننظم هذه الإجازة للاستفادة
منها الى أقصى الحدود لدورها المهم في استعادة الطالب لنشاطه وقدراته النفسية
والجسدية وذلك بهدف استقبال العام القادم بنشاط وحماس .
تنظيم الوقت خظة أساسية :
مخطأ من يعتقد ان الإجازة هي مرادف للتسيب
والتحلل من القيود، والخروج عن القواعد الى اقصى الحدود ، لأن الطالب في مختلف
المراحل الدراسية وحتى الجامعية ورغم حاجته الماسة للهو والاستمتاع إلا أنه اعتاد
لفترة 9 أشهر تقريبا على الدرس والاجتهاد ، وهو يشعر خلال العطلة بشيء من الفراغ والنقص في حياته إذا
خلت تماما من الأهداف.
من هنا علينا أن ننظم أوقاتنا في العطلة
الصيفية لندرس ونمرح معاً، وذلك يتم من خلال تنظيم الوقت وتحديد وقتا للترفيه
واللهو وآخر يكون محددا لتحقيق أهداف معينة .
أنت تحب ممارسة الرياضة معينة وتستمتع بها
وتشعر انك خلال العام الدراسي أخفقت فيها أو ابتعدت عنها بسبب ضيق الوقت ، اغتنم
الفرصة اليوم وانضم إلى المخيمات الرياضية المخصصة لتعزيز رياضتك المحببة .
انت لا تجيد السباحة حان الوقت للخضوع الى
تدريبات منتظمة لتعلم السباحة وتعزيز مهاراتك .
نمي هواياتك وعزز قدراتك :
الحياة
قصيرة جداً، لهذا علينا أن نستمتع قدر المستطاع بكل لحظة فيها ، ومن هنا يتوجب علينا ان نضع الهوايات في سلم أولوياتنا.
اذا كنت من
محبي الرسم أو التصوير أو الرقص أو تتمتع بموهبة معينة الآن لديك متسعا من الوقت
لتنفيذ هذه الهوايات ، لا تقتل إجازتك بالنوم والسهر ليلاً ولا تحولها الى ساعات
فارغة بلا هدف وانت جالس أمام التلفزيون أو الانترنت أو الألعاب الالكترونية ،
ابحث عن النشاطات الترفيهية التي تحارب من خلالها الفراغ بهوايات ممتعة ومفيدة
للعقل والذهن والنفس والجسد معاً.
دور الأهل في تحقيق إجازة ناجحة:
للأهل دور
في تحفيز أولادهم على تمضية إجازة سعيدة ومفيدة، وعلى الاهل مشاركة أولادهم في هذه
الاجازة فهم بحاجة ماسة إلى الجلوس مع أهلهم والاستمتاع بقضاء الوقت معهم. ومن
المهم تحديد أيام للسفر ، وايام للبحر والجبل، على ما تحمله هذه الاجازات حتى لو
كانت قصيرة من تجارب وخبرات وذكريات مهمة وجميلة للأولاد.
على الاهل
اصطحاب أولادهم معهم خلال زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء لتنمية روح الحياة
الاجتماعية لديهم وروح المشاركة ومعنى هذه العلاقات .
خطة لتحسين المستوى التعليمي :
عندما يسمع الطالب بأن هناك خطة لتحسين
قدراته التعليمية يشعر بالغبن والانزعاج فهو الذي يبحث عن المتعة في الإجازة يرفض
رفضا قاطعا لأي نوع من أنواع الدراسة وبكافة اشكاله ، إلا أن التربويين يؤكدون على
ان إبتعاد الطالب لفترة طويلة عن الدرس والمذاكرة تجعله يعود الى صفوف الدراسة وقد
ضاعت منه الكثير من المهارات التي كانت مكتسبة في السابق والتي فقدها مع الوقت
وبسب قلة الممارسة .
لهذا نعتقد ان تخصيص ساعتين في اليوم
لاستذكار ما درسناه في العام الدراسي ليس بالوقت الطويل سواء من خلال الكتب
الصيفية الخاصة Cahier De Vacances والتي تأتي شاملة على مظم المواد الأساسية وبأسوب ممتع
ومشوق. او من خلال البرامج التلفزيونية التعليمية أو التطبيقات الهادفة او البرامج
الوثائقية.
الدورات التدريبة وتنمية المهارات :
ان شعور الطالب خاصة الجامعي بالضعف في جانب
من جوانب المهارات المطلوبة والتي قد تؤثر على أدائه الجامعي والدراسي خطر كبير
على تفوقه . من هنا يستطيع الطالب ان يستفيد من هذه الاجازة لمراجعة نقاط الضعف
لديه والعمل على تحسينها من خلال الخضوع لبعض الدورات الأساسية التي تقوي معرفته
ومهاراته وبالتالي ثقته بنفسه، ومن هذه الدورات المتخصصة دورات الكمبيوتر،
دورات التقوية
في المواد الأجنبية، دورات في التنمية البشرية لتطوير المهارات على ما لهذه
الدورات من دور كبير في الارتقاء بقدراته التربوية خلال العام القادم.
العمل الاجتماعي والتطوعي أسلوب حياة :
مع انتشار العديد من المبادرات الخيرية
والثقافية والاجتماعية بدأ العمل التطوعي يأخذ حيزا كبيرا في حياة الشباب .
فالتطوع يلعب دوراً مهماً في تنمية الفرد نفسياً واجتماعياً، فالمتطوع يسهم في تكاتف المجتمع وزيادة أواصر المحبة والمودة.
كما ان العمل التطوعي يدرب الشخص على التضحية
والعمل الجماعي، وتقوية الشخصية من خلال الاحتكاك مع الاخرين.
إضافة الى اكتساب المهارات وملء أوقات الفراغ
بما يفيد المجتمع .
خطر الوقوع في الفراغ:
تكتسب الكثير من العادات السلبية في حياتنا
بسبب الجهل والملل، ولهذا علينا أن نهتم ونعمل بشكل دؤوب على عدم الوقوع في الفراغ
لما لهذه الظاهرة من تداعيات سلبية وتأثيرات قد تعيق نجاحنا وتطورنا.
ان نعيش لأيام من دون أي هدف او نشاط هو سبب
وقوعنا باكتساب هذه العادات السيئة سواء النوم لوقت طويل أو الجلوس لساعات أمام
الشاشات الالكترونية وما يسبب من بدانة وانطواء وعزلة ، وبالتالي خفض النشاط
الذهني والجسدي ، ولما لهما من تأثير على صحتنا النفسية والجسدية .
لهذا عل الطالب ان يملء وقت الفراغ بالهوايات
كالمشي والسباحة والرسم والتصوير والأعمال الاجتماعية والتطوع أو حتى العمل
الصيفي لما لهذا المجهود من فائدة مادية ومعنوية .