الأربعاء، 18 مارس 2020

الطبيب القابع بين ضلوعنا لماذا لا نستشيره؟!


"الإنسان حكيم نفسه" قول فيه الصدق في كثير من الأحيان، ففي داخل جسم كل إنسان طبيب قابع بين ضلوعه، وقوى شفائية إذا عرف كيف يتعاطى معها، ساعدته على البرء من أمراض لم تنفع معها الأدوية الموصوفة من طبيب أو أكثر.

نعم "الإنسان حكيم نفسه" وعلى كل إنسان أن يصغي إلى الأحكام الصادرة من طبيبه الذاتي القابع بين ضلوعه.

قد يصاب الإنسان بمرض ما فيعرض نفسه على الطبيب، ثم يتناول الأدوية التي يصفها له بانتظام، ومع ذلك تظل أعراضه قائمة، فإذا تجاوزت مدة "ضيافة" المرض حدود الراحة والتحمل، فماذا يصنع المريض؟ لقد لجأ إلى رأي ثان من طبيب آخر، فإلى من يلجأ الآن؟

على الإنسان أن يثني أو يثلث لطبيب آخر أقرب إليه من حبل الوريد، الطبيب الذي يقطن في داخل جسمه مستعدًا للتنبه في أي لحظة.

على المريض أن ينظر في المرآة، وعندها سيشاهد وجه طبيبه المنتظر الذي يستطيع مساعدته على الشفاء أو يحسن طريقته في التصدي لما يطرأ عليه من الأمراض الخفيفة والثقيلة.

الكثير من الأدلة العلمية توحي بأن كثيرًا من الأمور مثل وسائل مقاومة التوتر والانفعال، وتناول الغذاء الصحيح، والاستعانة بالأصدقاء والأقرباء يمكن أن تساعد جسم الإنسان على مكافحة المرض، وأكثر هذه التدابير واقع ضمن قدرة الإنسان على التحكم فيها.

في ما يلي بعض الإستراتيجيات التي اقتبست من المنشورات العلمية والطبية، أو سمعت من أفواه الخبراء حول طرق الاستفادة الكاملة من القوى الشفائية الداخلية في جسم الإنسان. إن الإصغاء إلى الأحكام العاقلة الصادرة من الطبيب الذاتي بين الضلوع، لا يعني أبدًا الاستغناء عن الطبيب الخارجي، بل إنه يعني تضافر الاثنين معًا من أجل الوصول إلى الشفاء السريع، لذلك وقبل أي شيء آخر، وقبل أن يتخذ المريض أي قرار بإضافة أو تبديل طرق المعالجة، عليه أن يستثير طبيبه في كل ما يعن له من أمور.

الاستعانة بالغذاء
ما إن يلم بالإنسان أي عارض صحي، كبيرًا كان أم صغيرًا، فإن نفس المريض لم تعد تتقبل الطعام كما ينبغي، ولكن يجب عليه أن يدرك أن لحظة المرض هي في الحقيقة اللحظة التي يجب عليه فيها أن يضاعف عنايته في أمور طعامه وشرابه، فالطعام في كثير من الحالات يعتبر جزءًا من الدواء، فكيف يكون ذلك؟

عندما يمرض الإنسان فإن غدده تأخذ في ضخ أنواع من الهورمونات تجاوبًا مع دواعي الإرهاق والانفعال التي تسببها الإنتانات والأمراض، وتسعى الجملة المناعية في الجسم جهدها لإخماد "الحريق" الداخلي، وهذه الطفرة من النشاط الغددي تعني تسارع نسبة الاستقلاب والسحب من المخزون الاحتياطي في الجسم، ما يعني أن جسم المريض يأخذ في حرق الكثير من السعرات الحرارية وسائر المواد الضرورية للحياة، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، فإذا ضعفت المغذيات التي تدخل إلى الجسم كأطعمة، فإن استعادته لعافيته تتأخر أو تتوقف، وهكذا يعر ض المريض نفسه للأخماج والعديد من المضاعفات والاختلاطات.

في الأحوال العادية لا يكون الإنسان معرضًا لأن يستنفذ خزانته من هذه المواد المغذية، إلا عند مرضه، كإصابته بمرض إنتاني شديد أو تعرضه لحروق كبيرة تلزمه سرير المستشفى لعدة أسابيع، إلا أن إصابة الإنسان بترفع حراري بسيط مثلًا، يمكن أن ترفع قليلًا درجة استقلاله، وهذا يمكن أن يسهم في تقليل مخزون جسمه من هذه المواد الضرورية لحياته.

إن سد مثل هذا النقص في المواد الاحتياطية للجسم، يمنح منظومات مقاومة الأمراض القدرة التي تحتاج إليها لكي تعيد الإنسان إلى سابق عافيته، فإذا كان المريض مقيمًا في المستشفى بعد عملية جراحية كبرى مثلًا، فإنه قد يعالج وسائل التغذية السائلة عبر الوريد، أو يغذي تغذية خاصة بأطعمة مقواة تساعده على استعادة قوته وصحته، ولكن الإنسان معرض أيضًا لملازمة الفراش بسبب إصابته بمرض عابر كالرشح مثلاُ، وعندها عليه أن يجرب طرق الإسعاف التالية:

شرب السوائل الكثيرة الاحتواء على المغذيات، كعصير الفواكه والخضر الخفيفة الأملاح، مخففة بالماء، أو الحساء أو المرق، وكذلك شرب الماء مقدار كاف، ثمانية أكواب أو أكثر يوميًا، لأن شرب الماء من الأمور المهمة.
تقليل مقدار الوجبات مع الإكثار منها عدديًا، فتخفيف مقدار الطعام يقلل فرص إصابة المريض باضطرابات في معدته وأمعائه، كالنفخة والغازات.
الابتعاد عن المواد الدسمة الثقيلة الوطأة على الجهاز الهضمي، فتناول المريض أطعمة خفيفة قليلة الدسم يساعد في زيادة نشاط خلايا الجملة المناعية.

الابتعاد عن عوامل الشدة والانفعال، إن تقليل التأثر بعوامل الشدة والإرهاق يمكن أن يساعد المريض على استعادة صحته، أو تجنب الوقوع فريسة للمرض، فخلايا الجسم تتأثر بعوامل الانفعال، وقد ثبت أن السبيل الهضمي مثلًا، والرئة تزخر بالخلايا الشديدة التأثر بهذه العوامل، مما يدعم الرأي القائل وجود علاقة مؤكدة بين جسم الإنسان وعقله، فالأشخاص المعرضون لحالات من التوتر الطويل كثيرو التهيؤ للإصابة بالقروح الهضمية والرشح وآفات القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الأمعاء، والوسيلة الناجعة لتقليل الانفعال العاطفي والشدة هي شيء فردي إلى حد كبير، فقد يرتاح أحد الناس عندما يشاهد التلفاز ، بينما يرتاح غيره إذا قرأ أو كتب، أو سار في الهواء الطلق .

إسهام المريض
الشعور بالقدرة على التحكم في أعراض المرض، لأن هذا الشعور يعمل في النفس عمل اللقاح في البدن، ويساعد على التعجيل في الشفاء، أما إذا استسلم للعجز والأفكار السلبية فإنه قد يكون عاجزًا عن الاضطلاع بجانب من هذه المسئولية.
ولكن على المريض أن يغذي هذا الشعور الشافي، شعور القدرة على التحكم، بما يلي:

الاهتداء إلى شخص مصاب بمثل مرضه، قادر على التعامل نجاح مع هذا المرض، وذلك لكي يهتدي بأسلوبه في مكافحة المرض.
قراءة أكبر قدر ممكن من المواضيع الطبية التي تتناول مشكلته، فالقراءة تزيده اطلاعًا على أسباب مرضه وطرق تفاديه ومعالجته معالجة صحيحة.
تنسيق المريض مع الطبيب بخصوص مرضه واعتباره شريكًا له في عملية العلاج.

فوائد المشي

يعتبر المشي العلاج الطبيعي لكثير من الأمراض، فالمشي المعتدل القوة؛ لا يؤدي فقط إلى تخفيف التوتر، وإنما ينبه الجملة المناعية أيضًا في الجسم، فهو ينشط الخلايا المناعية، ولكن ينبغي للمريض الإحجام  عن أداء التمرينات الرياضية الشاقة إذا أحس الأعراض الأولى للمرض وان يواجهها الراحة.

أما بالنسبة للمشاكل الصحية المزمنة كارتفاع ضغط الدم وآلام الظهر والسكر وأمراض القلب، فإن الرياضة المعتدلة قد تكون من شأنها المساعدة على تخفيف هذه المشاكل وتقليل الحاجة إلى العقاقير، ولكن على المريض ألا ينسى طبيبه، وعليه أن يستشيره قبل الشروع في أي برنامج رياضي، أو مجهود متعب.

مقتبس عن: منور عثمان

سباق على المليارات.. من سيصل أولا إلى لقاح يقضي على كورونا؟

 دخلت عدة دول كبرى في سباق محموم للتوصل إلى لقاح فعال ضد فيروس "كوفيد - 19"، وفيما دفعت الصين بالجنرال تشين وي إلى المعركة، يحاول مختبر أمريكي من سياتل إحراز قصب السبق.

شركات الأدوية ومختبرات الأبحاث العالمية تتسابق مع الزمن للقضاء على كورونا

وأعلنت الصين غداة حقن مختبر أمريكي في مدينة سياتل ثلاثة متطوعين في أول تجربة على لقاح ضد الفيروس التاجي الجديد، إعطاء الضوء الأخضر لفريق من العلماء المتخصصين تقوده تشين واي، وهي عالمة أوبئة شهيرة وجنرال في الجيش الصيني لبدء الاختبارات السريرية على لقاح، وصف بالواعد. 

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أجرت مؤخرا أول تجربة سريرية على لقاحها في مدينة سياتل، مركز تفشي الفيروس على أراضيها، إلا أن الجنرال تشين واي، كانت قد بادرت مطلع شهر مارس إلى إجراء تجربة جسورة، حيث حقنت نفسها وستة من مساعديها باللقاح الجديد الذي توصل إليه فريقها، وهي فعلت ذلك حتى قبل أن يخضع اللقاح للتجربة على الحيوانات.

اللقاح الأمريكي الذي جرب مؤخرا، تم تطويره من قبل المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية بالتعاون مع شركة التقنية الحيوية "موديرنا".

وصرح أنتوني فوشي، مدير المعهد: "تمثل المرحلة الأولى التي تم إطلاقها بسرعة قياسية، خطوة أولى مهمة نحو تحقيق هذا الهدف".

هذا الهدف الملح لوقف تفشي الوباء القاتل، تسعى إليه ليل نهار مختبرات متخصصة في جميع الدول الكبرى، بما في ذلك روسيا وألمانيا وكندا وبريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة والصين، حيث تبدو المنافسة على أشدها.

بالمقابل، تمركزت العالمة الصينية تشين وي وفريقها المتخصص منذ مطلع العام في ووهان، المدينة الذي خرج منها هذا الوباء، وقبل ذلك خاضت هذه العالمة والضابط في الجيش الصيني جولات من المعارك ضد فيروسات خطيرة مثل إيبولا في إفريقيا وسارس على أراضي بلادها، وهي بذلك تخوض المعركة محملة بخبرة كبيرة، وإرادة حديدية اكتسبتها من عملها في صفوف الجيش.

الصين أيضا كانت أول من نجح في الكشف عن مواصفات الفيروس التاجي الجديد الجينية، وتقاسمت ما توصلت إليه مع مختبرات الدول الأخرى، الأمر الذي أتاح للمتخصصين تخليق هذا الفيروس داخل المختبرات لرصد مواصفاته ومواطن قوته وضعفه.

وعلى الرغم من احتدام معركة الإنسان مع هذا الفيروس الجديد والقاتل، ودخول العلماء مرحلة الصراع العملي معه، إلا أن المشوار، كما يؤكد أغلب الخبراء لا يزال طويلا للوصول إلى لقاح قادر على وقف "زحف" هذا الفيروس الجديد، علاوة على التأكد من سلامة الدواء والإلمام بجميع تأثيراته الجانبية المحتملة.

وما يزيد من صعوبة هذه المهمة الملحة لجميع سكان الكوكب، أن العلماء لم يتمكنوا من اكتشاف لقاح ضد فيروس سارس السابق لفيروس "كوفيد - 19"، وحتى إذا تم التوصل إلى لقاح ضد الوباء الجديد، فسيمر بتجارب طويلة ومعقدة تستغرق أكثر من عام قبل أن يصبح في متناول اليد.

ويمكن القول إن نجاح أي دولة في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة، في التوصل إلى لقاح يقضي على  فيروس "كوفيد"- 19"، سيكون انتصارا مدويا يرفع من قدرها ويزيد من هيبتها، إضافة إلى أنه سيكون مصدرا يدر عليها المليارات، ويسجل لصالحها نقاطا أمام خصومها، ويدفع بها إلى الصدارة في هذا المجال لعقود.

فن الإلقاء .. مفاتيح الإلقاء الناجح

عناصر الإلقاء:


أ- عنصر الاتصال:

يقوم الإلقاء بإيصال الكلام إلى المستمع، فإذا لم يصل الكلام إلى المستمع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فقد أهم شرط وهو التلقي.


ب- عنصر الوضوح:

ينبغي أن يتوفر في الملقي الوضوح بأن يكون حديثه خالياً من الغموض واللبس، وهذا إما أن يعود إلى اختلاف اللهجة أو اللغة أو عيب في النطق؛ فالإلقاء الجيد يعتمد على إيضاح المخارج للحروف والكلمات والجمل.

ج- عنصر المعاني والبيان:

هو أهم مميزات الإلقاء الجيد، وبه يتمكن المستمع من بيان معرفة ما يلقى إليه دون إبهام.

ولكي تتوفر هذه العناصر الثلاثة لابد من وجود شروط تعين على ذلك، وهي ما يعرف بأصول فن الإلقاء.

أصول فن الإلقاء:
يحتاج فن الإلقاء إلى بعض الأصول التي تساعد على إتقان هذا الفن وهذه الأصول هي:

1- الموهبة الفطرية:

وهي تعني أن يكون الملقي ذا فطرة سليمة تعينه على النطق السليم بأن يكون خالياً من العيوب الكلامية كاللثغة والتأتأة وغيرها، يجيد إخراج الحروف كلها من مخارجها، قادراً على التحكم في نبرات صوته.

2- الاستعداد الشخصي:

الموهبة وحدها لا تكفي للتفوق في فن الإلقاء، ولكن ينبغي أن يكون لدى صاحبها استعداد تام ورغبة صادقة في معرفة هذا الفن، وممارسته وهوايته، وحب العمل فيه.

3- التدريب والتمرين :

تحتاج الموهبة والاستعداد الشخصي إلى تدريب وتمرين يساعدان على القيام بمثل هذا العمل؛ فالتدريب يبعد الرهبة عن الإنسان ويمنحه الثقة والشجاعة للمواجهة 

ومعنى هذا أن فن الإلقاء علم له صلة بعلوم مختلفة أهم هذه العلوم هو علم التجويد وعلم الأصوات، وعلم التشريح، كما أن له صلة بالفنون الأدبية المختلفة؛ لذلك أبدأ بصلة فن الإلقاء بعلم التجويد.

وإذا كنا قد وعينا العلاقة بين فن الإلقاء وغيره من العلوم فإننا لا ننسى علاقته بالفنون الأدبية فالعلاقة بينها وثيقة جداً؛ فمادة الإلقاء هي العمل الأدبي بمختلف فنونه وأنواعه؛ إذ تطبع العمل الأدبي بطابعه، فإذا ما أردنا أن نجيد فن الإلقاء وجب علينا أن نطلع على الفنون الأدبية المختلفة، ونتعرف إلى مزايا كل منها وخصائصها الأدبية؛ فإلقاؤنا للشعر يختلف عن إلقائنا للنثر، كما أن إلقاءنا لمقالة أو قصة يختلف عن إلقائنا لحديث مسرحي، ومرد ذلك إلى تنوع مزايا الفنون الأخرى وخصائصها.

وإذا كان التأثير في السامعين هو هدف فن الإلقاء فإن العمل الأدبي يهدف إلى نقل تجربة الأديب الشعورية للآخرين بصورة موحية؛ ظهر واضحاً أن الاثنين معاً – الإلقاء والعمل الأدبي – يحاولان الوصول إلى الهدف المشترك، وهو نقل الشعور للآخرين ليحسوا بما أحس به الأديب، أو من يقوم بالإلقاء؛ ليشاركوهما هذا الشعور.

فالأديب يحاول أن ينقل أفكاره وتجربته الشعورية التي أحس بها عن طريق التعبير عنها بصورة موحية، والملقي يحاول تمثيل هذه الأحاسيس التي صدرت عن كاتبها لينقلها إلى السامعين عن طريق التأثير، وليس عن طريق التلقين، أو طرح الأفكار فيشيع لديهم الشعور بهذا العمل الأدبي ..

وإذا كان ذلك وظيفة فن الإلقاء فإنه يجب أن يتصف الملقي بصفات تمكنه من إجادة فن الإلقاء، وهذه الصفات هي:

1- سلامة النطق:

يجب على الملقي أن يكون سليماً في نطقه خالياً من العيوب  
مثل الخلط بين الذال والزاي، والخلط بين الثاء والسين، والضاد والظاء، والصاد والسين، والظاء والزاي، او عيوب صوتية وهي:
- التأتأة: وهي تكرار النطق بحرف التاء 
- الفأفأة: وهي تكرار النطق بحرف الفاء.
- الوأوأة: وهي تكرار النطق بحرف الواو.
- الحبسة وهي: ثقل النطق وتعذر الكلمات.
- اللكنة وهي: إدخال بعض الحروف الأجنبية أو الأعجمية في حروف العرب
- الحكلة وهي: عجز الإنسان عن النطق ببعض الحروف من مخرجها مما يصعب معها التعرف إلى معانيها إلا بصعوبة 
- التنحنج والسعلة.
- اللثغة: وتكون في أربعة حروف هي: القاف، والسين، واللام، والراء 


2- سعة الثقافة والإطلاع  : حتى يتمكن من تحريك مشاعر الجماهير، فبقدر ثقافته بقدر ما يستطيع أن يقدم أفكاراً جديدة، أو يطور أفكاراً أخرى.

3- الإلمام بنفسية السامعين وظروفهم حتى يتعرف إلى مشاعرهم، وما يروق لهم، وما يعمل على تهدئتهم فيبتعد عما يغضبهم ويسخطهم 

4- حرارة العاطفة وهي تلعب دوراً مهماً في التفاعل، وإذكاء المشاعر؛ فإن كان الشخص متحمساً لفكرة ما يسهل عليه أن ينقل ذلك إلى الجماعة.

5- صحة القراءة وصحة مخارج الحروف: وهي تتطلب أن يكون الملقي عارفاً وملماً بالقواعد النحوية التي تساعده على ضبط الكلام وقراءته قراءة صحيحة. وصحة مخارج الحروف تتطلب معرفة مخارج الحروف؛ حتى يستطيع الملقي أن يتقن تلك المخارج؛ فيعطي كل حرف حقه .

6- الحس اللغوي السليم؛ ليستطيع أن يدرك خطأه فيبادر إلى تصحيحه إذا أخطأ، ويمكن تربيته عن طريق المطالعات الأدبية، وتفهم النصوص المتنوعة واستيعابها، وبيان مواطن الجمال فيها وتذوق ما نقرأ؛ حتى تتعود آذاننا على سماع ما يوافق الطبع السليم .

7- جهارة الصوت وموسيقاه؛ لأن ذلك يساعد المتحدث على التأثير في النفوس؛ فيبعد السأم والملل عن الناس، ويوفر لديهم الحماس والرغبة في الاستماع؛ ولذا يجب عليه أن يغير من نبرة صوته بشكل يتلاءم مع المعنى؛ فيرفع صوته تارة ويخفضه تارة أخرى، وقد يصمت ليلتقط أنفاسه، أو ليعود للحديث بلهجة قوية .

8- الثقة بالنفس؛ لأن هذا أمر يعزز موقفه، ويبعده عن الارتباك فيكون قادراً على مواجهة المواقف الطارئة؛ فإذا اهتزت ثقته بنفسه، أو اعتراه الخجل أرتج عليه فلم يعد يدري ما يقول .

 أساليب الإلقاء:
تختلف أساليب الإلقاء تبعاً لنوع الموضوع الملقي؛ فإلقاء الشعر يختلف عن إلقاء النثر؛ إذ يتطلب إلقاء الشعر إحساساً بما في الشعر من موسيقى تنبع من الوزن والقافية؛ فللوزن قيمة كبرى في الشعر حتى عد أهم فارق بينه وبين النثر، كما أن لجرس الألفاظ وانسجامها في توالي المقطع أثراً كبيراً في النفوس.

وعلى من يلقي الشعر أن يتذكر أن الشعر بما فيه من خصائص بأوزانه وقوافيه، وبما يتخير من ألفاظ يكون أقدر على إثارة المشاعر، وذلك بوضعها في قوالب خاصة تميزها عن التراكيب المختلفة.

وإلقاء الشعر بطبيعته يحتاج إلى ملقٍ متمرس، ولابد له من أن يفهم معنى القصيدة كاملاً ويحيط برويها وبحرها وكلماتها ومفرداتها ومعانيها. بمعنى أن الملقي يجب أن يكون ملماً بفهم القصيدة والمناسبة التي ألقيت فيها؛ فإلقاء قصيدة حماسية تختلف عن قصيدة غزلية، وإلقاء قصيدة في الرثاء يختلف عن إلقاء قصيدة في الحكمة... إلخ.

والشعر يختلف في إلقائه بحسب ما تمثله مناسبة القصيدة، وحسب ما تحمله من العبارات والجمل والأخيلة والصور البديعية التي تضفي على القصيدة ثوباً من الجمال، ويزيد جمالها لو ألقاها أحد الملقين المتمرسين، وأعطاها حقها في الإلقاء من النبر والوقف والتقطيع.

وتختلف النغمة الموسيقية في الإنشاد وفقاً لاختلاف المعنى؛ فالاستفهام له نغمة تختلف عن نغمة التعجب، والتعجب له نغمة تختلف عن الخبر، فإلقاء الشعر لا يراعي فيه المعنى فقط. بل ينبغي أن نكيف النغمة وفقاً لطبيعة المعنى في البيت الواحد، أو في مجموعة من الأبيات، وينبغي أن ينوع في صعود النغمة وهبوطها حتى ينتهي المعنى وقد هبط الصوت إشعاراً بانتهاء المعنى. 
وقد تقسم القصائد إلى مقاطع كل مقطع يشتمل على مجموعة من الأبيات يمكن أن تستقل كل مجموعة بمعنى، وقد يتكون المقطع من بيتين أو ثلاثة أو أربعة وينشد الملقي المقطع وفق النغمة التي تؤدي المعنى حتى نهاية المقطع، ويتوقف عن الإلقاء قليلاً ليوحي للسامع أن المعنى قد انتهى فتستريح أذنه، ثم ينتبه إلى المعنى الثاني للمقطع الذي يليه، وقد يحتاج المعنى الواحد في المقطع إلى التنوع في النغم هبوطاً وصعوداً وفقاً للمعنى المراد.

وإلقاء الخطب تختلف قليلاً عن إلقاء الشعر؛ لخلوها من الموسيقى وإن بدت الموسيقى أحياناً من توالي النغمات الصوتية المتجانسة التي تنتهي بها الفقرات، وهي ما تعرف بالسجع خاصة عندما يلتزم فيها طولاً معيناً متتابعاً ولكنه يكون محدوداً إذا ما قيس بالشعر؛ لذلك تحتاج الخطبة إلى مراعاة علامات الترقيم للوقف عندها، كما ينبغي عليه أن يعرف المواطن والكلمات التي ينبغي أن يركز عليها فيرفع فيها صوته أو يخفضه وهو ما يعرف بـ"النبر"، كما يجب عليه أن يدرك المعاني لهذه الخطبة ليستطيع أن يعبر عن السؤال والتعجب والنفي...

أما القصة فلها قالب يختلف عن الشعر والخطبة فهي تعتمد على شخصيات متعددة متنوعة كل لها طريقتها الخاصة؛ فينبغي للقاص أن يمتلك القدرة على تغيير صوته بحسب الشخصية؛ فصوت المرأة يختلف عن صوت الرجل، وصوت الشاب يختلف عن صوت العجوز، وصوت الطفل يفترق عن صوت المراهق أو الرجل، وهذه من أهم مميزات ملقي القصة؛ لأنه لو سار على وتيرة واحدة أصاب المستمع بالملل.

ومن الوسائل التي تحدد حسن الإلقاء معرفته بالمعاني؛ بحيث يمتلك القدرة على تنغيم الصوت حسب المعنى المطلوب تأديته، كما يجب عليه أن يعرف المواطن والعبارات التي ينبغي التركيز عليها فيرفع صوته أو يخفضه لينتبه السامع لأهمية الكلام الملقى عليه .

 وسائل توصيل المعاني:
لتوصيل المعاني وسائل تعين عليها، ومن تلك الوسائل: الوقوف، التركيز والتوضيح، والتنغيم، والنبر.

1- الوقوف:
يحقق الوقف أغراضاً متعددة منها:
- التنفس واكتساب أكبر كمية ممكنة من الهواء.
- التهيؤ للمعنى المقبل وتصويره.
- الخروج من الروي الواحد؛ لتفادي الرتابة؛ إرضاء للذوق العام.
- استثارة السامع وتشويقه. ومثال ذلك قوله تعالى: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) فينبغي الوقوف هنا ليتشوق السامع لمعرفة التجارة المنجية ثم يستأنف فيكمل الآية (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وأَنفُسِكُمْ) .

- دفع اللبس والإبهام . فيجب الوصل حين يكون الوقف ممنوعاً، كما يجب الوقف حين يكون الوقف لازماً؛ فمن الأول في القرآن الكريم قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ)؛ حيث يستنكر جداً الوقف على كلمة "إله" إلا اضطراراً مع العمل على تلافيه، ومن الثاني قوله تعالى: (إنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ والْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ) فمن اللازم الوقوف على كلمة "يسمعون"؛ لئلا يوهم العطف اشتراك السامعين والموتى في الاستجابة.

 ماذا يجب عليك إذا أردت الإلقاء؟ للإجابة عن السؤال أقول:

1- احتفظ بنسخة إضافية من أي عمل تريد إلقاءه؛ تحسباً للظروف الطارئة.
2- اقرأ النص قراءة مستفيضة، ثم قم بتحليل أفكاره ومعانيه.
3- تأكد من سلامة النص نحوياً ولغوياً؛ حتى لا يقع خطأ عند الإلقاء.
4- التعرف إلى مناسبة النص إن كان هناك مناسبة؛ لتكون الإحاطة بالنص شاملة، فهذا يساعد على الإلقاء بين يدي الجمهور.
5- توضع علامات الترقيم للنص؛ فهذا يساعد على معرفة مواطن الوقف.
6- تختار الكلمات أو الألفاظ التي تود التركيز عليها ، أو تلوين الصوت فيها وتنغيمه؛ بوضع لون مخالف لكل نوع، مع بيان المواطن التي ينبغي أن يسرع أو يبطئ فيها.
7- اختر الكلمات التي تحتاج إلى استخدام لغة غير لفظية (لغة حركات الجسد)، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل لهذه اللغة أهمية في الإلقاء.

في دراسة أجريت في إحدى الجامعات حول كيفية تلقي الناس رسائل من الآخرين جاءت النتائج كالتالي:
55% مما نعرفه من الآخرين من لغة أجسامهم.
38% مما نعرفه من الآخرين من نبرة أصواتهم.
7% مما نعرفه من الآخرين يأتي من الكلمات التي يلفظونها .


طرق الاتصالات الشفهية وغير الشفهية

معنى هذا أن للغة الجسد وظيفة في الإلقاء؛ فهي تدعم الكلام اللفظي وتوضحه، وتضفي الشعور بالوجدان عليه، ومن أنواع حركات الجسد: لغة العيون، تعبيرات الوجه، حركات اليد، الحركة الكلية للجسم، إيماءات الرأس.

تُرى ما أهمية كل حركة من حركات الجسد في الإلقاء نبدأ أولاً بـ:

لغة العيون: لغة العيون مهمة في الاتصال الثنائي. بينما في الاتصال الجماعي فإنها تستخدم للتنبيه والإطلاع؛ فالملقي لا يركز النظر على مجموعة معينة، وإنما ينقل بصره من مجموعة إلى أخرى؛ لإشعارهم باهتمامه بهم.

بينما قد يركز نظره على شريحة معينة عدة مرات متتالية للتنبيه عليهم، ولإبعادهم عن الانشغال بأمر آخر. كما تبين لغة العيون انفعالات الشخص الفرح، الحزن، الغضب، الألم.. الخ.

كما ينبغي للملقى أن ينتبه من أن يركز نظره في الورقة التي يلقى فيها ولا يرفع بصره إلى الجمهور؛ لئلا يحدث انقطاع في الاتصال بينهما، فيشعر بالملل.

تعبيرات الوجه: تشير تعبيرات الوجه إلى مشاعر الخطيب لحظة الإلقاء؛ فالوجه البشوش ينقل ترحيب الإنسان بجمهوره، كما أنه يضفي بواسطته وجدانه الداخلي على الكلمات التي يقولها فالتعبير عن الحزن والفرح والخوف والرفض كلها تظل ناقصة إن لم تصاحبها تعبيرات للوجه أو اليدين.

حركات اليد: تستخدم بأشكال متعددة لنقل معانٍ مختلفة؛ فالرفع بإحدى اليدين إلى الأعلى يشير إلى مواقع الحماس والقوة، ويشير استخدام الأصابع إلى التنويه بالنقاط المتعددة التي ينوي سردها أو التي يحتويها الموضوع. بينما استخدام الإصبع الواحد (السبابة) إلى الأعلى في مرات متكررة دلالة على التهديد والتحذير، والخبط على المنصة يستخدم للتشديد على فكرة معينة والتهديد، ثم الدعوة للتمسك بها أيضاً.

إيماءات الرأس: تستخدم للموافقة أو عدمها

المشي في منطقة الإلقاء: فيه دفع استمرار متابعة المستمعين، ويعني نزول الملقي إلى الجمهور ترسخ الألفة والاقتراب بينه وبين الجمهور.

هذه اللغة الجسدية لو أحسن الملقي التعامل معها فإنها تتيح له قدراً كبيراً من المعلومات التي تعبر عن قوته ومهارته، ثم أهليته وجدراته.

بتصرف : اعداد : صباح عبد الله محمد بافضل

أنظر أيضا : المرأة العاملة والامال المرجوة

الثلاثاء، 17 مارس 2020

أهمية الإذاعة المدرسية في تنمية مهارات الاتصال اللغوي لدى الطلاب

للإذاعة المدرسية أهمية قصوى، وأثر فاعل في إعداد النشء، وتكوينه، وتوعيته، وتبصيره، وإثرائه وتنمية مهاراته، وتدريبه على النطق السليم وفن الخطابة وطلاقة اللسان، وحسن الاستماع والتركيز في الإصغاء، وبث روح العمل الجماعي، وتنمية قدرته على القيادة والقيام بالأعمال المناطة به بهمة قوية وعزيمة أكيدة.

فمن المؤكد أن الإذاعة المدرسية لا تقل أهميتها عن باقي الأنشطة والمواد الدراسية باعتبارها نشاط عملي؛ لتكوين ثقافة معينة لدى الطلاب يشارك في إعداده، وتلقيه جميع الطلاب بهدف إثراء عقولهم جميعا ولا يقتصر على مرحلة معينة، أو صف دون الآخر، أو فئة دون الأخرى.

 يشير الواقع إلى أن هناك ضعفاً واضحا، وجلياً في مخرجات التعليم في المجال اللغوي، وقد يرجع السبب في ذلك إلى غياب الممارسة الحقيقية لمهارات اللغة العربية في المؤسسات التربوية، وغياب توظيفها التوظيف الأمثل من خلال الأنشطة اللغوية، وخصوصاً الإعلام المدرسي الذي من أهم الأنشطة المدرسية التي يمكن أن تحدث نقلة نوعية في ممارسات العمل التربوي، والتعليمي، وتجويده، لاسيما ما يتعلق من ذلك بتنمية المهارات اللغوية عن طريق وسائله المتنوعة، التي منها: الإذاعة والصحافة، والمسرح. 

الإذاعة المدرسية: يقصد بها نقل معلومات علمية، وثقافية، وترفيهية، ولغوية مفيدة لطلاب المرحلة المتوسطة؛ بقصد إكسابهم المهارات اللغوية، وتنميتها، وإتاحة الفرصة أمام الطلاب لإظهار مواهبهم وقدراتهم والتعبير عن آرائهم واتجاهاتهم وآمالهم وطموحاتهم، وتمكينهم من حسن الاختيار واتخاذ القرارات المناسبة.

التنمية: الارتقاء بمستوى مهارات الطلاب اللغوية- الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة، وإكسابهم تلك المهارات باستخدام الإذاعة المدرسية.


نتيجة بحث الصور عن الاذاعة المدرسية
الاتصال اللغوي: عملية نقل هادفة للمعلومات بواسطة الإذاعة المدرسية بلغة واضحة، ونطق سليم، وأداء جيد بهدف إكسابهم المهارات اللغوية، وتنميتها، وتمكينهم من حسن الاختيار واتخاذ القرارات المناسبة.

 وتعد الإذاعة المدرسية نشطًا مدرسياً بالغ الأهمية، والخطورة، إذ تحتل مكانًا بارزًا داخل المدرسة، وتهدف إلى بلورة شخصية التلميذ، ومساعدته على التكيف مع المجتمع المدرسي، وإكسابه المهارات المختلفة، وعلاج بعض السلبيات التي قد يكون هذا التلميذ واقعًا تحت تأثيرها، مثل الخجل، أو عدم الانتماء، وتعمل الإذاعة المدرسية على استغلال وقت الفراغ مما يوفر لهم فرصًا حقيقية لاكتساب بعض الهوايات .

- للإذاعة المدرسية دوراً حيوياً في إثراء العملية التربوية بوصفها إحدى وسائل الإعلام التربوي.
- تحقق الإذاعة المدرسية تواصلاً إيجابياً ما بين المدرسة، والطلاب فيما يتعلق بأنظمة المجتمع المدرسي، وخدمة المناهج الدراسية.
- تعمل الإذاعة المدرسية على بلورة شخصية الطالب.
- تساعد الإذاعة المدرسية الطلاب على التكيف مع المجتمع المدرسي.
- تعالج بعض السلبيات التي قد يكون التلميذ واقعًا تحت تأثيرها: "الخجل، الخوف، أو عدم الانتماء...".
- تعمل الإذاعة المدرسية على استغلال وقت الفراغ
- توفر الإذاعة المدرسية فرصا حقيقية لاكتساب بعص الهوايات والمهارات المختلفة.
- تساهم الإذاعة المدرسية في تحقيق التربية المتكاملة في مختلف مراحل التعليم.
- تغرس الإذاعة المدرسية روح التعاون والعمل بروح الفريق الواحد بين الطلاب.


أهداف الإذاعة المدرسية:

- تنمية مهارات التلاميذ اللفظية، وغير اللفظية، كما أنها تعودهم على السرعة في التفكير، والتعبير.
نتيجة بحث الصور عن الاذاعة المدرسية- صقل مواهب التلاميذ، وإبداعاتهم، والعمل على زيادة ثروتهم اللغوية.
- تشجيع التلاميذ على حسن الإلقاء، وذلك عن طريق ممارسات تدريبهم الجيدة، كما تجعلهم أقدر على التعبير، واختبار الألفاظ اللغوية المناسبة للسياقات المتنوعة، وتعمل على تطوير أفكارهم، وتنمية أحاسيسهم.
- تعزيز تفاعل التلاميذ مع أحداث مجتمعهم الداخلي- المدرسة-، والخارجي- البيئة، بشكل إيجابي.
- تنمية قدرات التلاميذ، ومعالجة بعض المشكلات الصحية، والنفسية لديهم؛ لدور النشاط في تغيير سلوك التلاميذ، وتنمية قدراتهم المختلفة، ومعالجة الانطوائية، والأنانية، وتعويدهم على الطاعة، وإذكاء روح التنافس الشريف مع الآخرين، وصقل الشخصية بوجه عام، وكلها تغييرات يهدف الإعلام المدرسي إلى أحداثها. 
- تعويد التلاميذ على كيفية القراءة الصحيحة.
- إثارة اهتمام التلاميذ نحو الاستماع الجيد للأخبار المحلية والبرامج الثقافية المتنوعة.

فالإذاعة المدرسية تأتي في مقدمة الوسائل الناجحة التي لها تأثير كبير في تحقيق الأهداف التربوية من خلال توظيف منظومة تربوية تعليمية كاملة.

أهمية مهارات الاتصال اللغوي
تعد مهارات الاتصال اللغوي من جوانب التعلم المهمة؛ فهي تمثل مطلبا أساسيا من مطالب تعليم اللغة العربية؛ فإتقان التلميذ اللغة، والسيطرة عليها، وسهولة استعمالها أمور تساعد على كيفية تعلم المهارات الأساسية للغة، واكتسابها، يعد اكتسابًا لمنهج اللغة العربية عمومًا .

ويمكن الاتصال اللغوي التلميذ من أدوات المعرفة عن طريقة تزويده بالمهارات الأساسية للغة استماعًا، وتحدثا وقراءة، وكتابة، ومساعدته على اكتساب عاداتها الصحيحة، واتجاهاتها السليمة، ومما يساعد على تكوين هذه المهارات كثرة الممارسة، على أن تتم في مواقف حيوية ومتنوعة، وبصوره طبيعية، ويؤدي التوجيه، والتعزيز دورًا كبيرًا في تنميتها .

وتتعدي أهداف الاتصال اللغوي إلى إعداد النشء الصالح القادر على القيام بالمسئوليات والتكيف مع الحياة الإجتماعية، والقدرة على التوصل الإجتماعي والتعبير عن أفكار الآخرين ونقلهم تلك الأفكار وحفظ التراث للأجيال عبر الأزمان، وممارستهم التفكير وإبراز مواهبهم وتنميتها وصقلها، وإعداده الإعداد المتقن ليصبح عضوا نافعاً في مجتمعه.
  

بتصرف : اعداد : غازي بن الحميدي بن عيسى العتيبي

الأرض تأخذ استراحة.. انخفاض التلوث العالمي بنسبة 48%

أظهرت صور نشرتها وكالة ناسا الأميركية تراجعا حادا في مستويات التلوث في الصين، وهو ما يرجح أن يكون نتيجة لتباطؤ النشاط الاقتصادي بسبب انتشار فيروس كورونا.

وأظهرت خرائط ناسا انخفاضا في مستويات أكسيد النيتروجين في الصين هذا العام.

يأتي ذلك وسط تراجع قياسي في نشاط المصانع الصينية، إذ أوقف المصنعون الإنتاج في إطار جهود تستهدف احتواء الفيروس.

وأجرت الوكالة الأميركية مقارنة بين انبعاثات هذا الغاز في أول شهرين من 2019 وفترات أخرى في العام الجاري.

وأشارت ناسا إلى أن تراجع التلوث في الصين جاء تزامنا مع قيود فرضتها السلطات على الانتقالات وأنشطة الشركات مع خضوع ملايين الأشخاص للحجر الصحي.



كما انخفض معدل التلوث بإنبعاثات الغازات السامة في مختلف القارات ايضاً مع توقف حركة الإنتاج الصناعي، وحركة التنقل بعد فرض الحجر المنزلي في مختلف دول العالم وتوقف التدريس والعمل والتزام ملايين الأشخاص منازلهم في مختلف دول العالم.

وتشير الدراسات ان نسبة التلوث في العالم انخفضت في الأيام الماضية بما يعادل 48% من النسب المسجلة سابقاً.

المرأة العاملة الواقع والآمال المرجوة

 قضية النهوض بواقع المرأة المتخلف من القضايا الإنسانية والاجتماعية التي أولتها الدول والمنظمات كل الاهتمام لما لها من صلة وثيقة بمختلف قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لأن المرأة هي الجيل الجديد وهي الأسرة، وإذا شكلت نصف المجتمع في جميع الدول فإن أهميتها في الدول النامية تزداد كثيراً لحاجة هذه الأخيرة إلى الجهد والمثابرة من كل فرد من أفراد المجتمع بكل طاقاته، بغية الإسراع في التطور والوصول إلى ما وصلت له الدول المتقدمة في مجال الرقي بمختلف مجالات الحياة.

وإذا كانت الدول تهدف إلى تنشئة جيل سليم بفكره وعقله وجسده فلابد من أن تفتح أبواب العمل إلى المرأة، وفعلاً اقتحمت المرأة هذه الأبواب ودخلت سوق العمل وأثبتت الكفاءة والقدرة في كل ما يناط بها، وشاهدنا الوزيرة والبرلمانية والقاضية والطبيبة والممرضة وعاملة الكومبيوتر، وبالرغم من كل هذا إلا أن النظرة المتخلفة للمرأة لا تزال متجذرة في عقول الكثيرين ممن يملكون القرار في الكثير من الدول.


مشاكل المرأة العاملة
إن المرأة العاملة مهما كان عملها فإنها تواجه عدة مشكلات ناجمة عن عدم التوفيق بين الواجبات في العمل التي يطلق عليها بالمشاكل المهنية وواجباتها تجاه الأسرة التي تسمى بالمشاكل العائلية .

المشاكل العائليةإن المشاكل العائلية من أهم المشاكل التي تواجهها المرأة العاملة وعليه فإن تساؤلاً مفاده كيف يمكن للمرأة العاملة أن تقوم بواجباتها الأسرية دون أن يؤثر ذلك على عملها، أو بمعنى آخر كيف يمكنها أن تقوم بعملها على أكمل وجه دون تقصير منها في واجباتها المنزلية.

وهذا التساؤل يتعلق بالمرأة العاملة المتزوجة وغير المتزوجة، وإن كان بالنسبة للأولى يثير صعوبات أكثر، فالمرأة غير المتزوجة تتأثر بآراء الوالدين والأخوة الكبار، ويمكنها أن تجد من يتعاون معها ويشجعها على العمل، كما أنها لا تترك فراغاً كبيراً في العائلة، أما العاملة المتزوجة فإن تأثير الزوج في عملها يبقى محورياً في ظروفها الأسرية، فمتى ما كان الزوج متعاوناً ومتفهماً لظروف زوجته وواجباتها في العمل تذللت معظم المشاكل وزالت الصعوبات وخفت معها المسؤوليات.

أما إذا كان الزوج غير متقبل لعمل زوجته لعدم رغبته في غيابها عن البيت لساعات طويلة، فإن ذلك سيخلق مشاكل في منتهى الصعوبة لا يمكن التغلب عليها أو تجاوزها إلا بموافقة الزوج، لأن عدم موافقته قد يتطور إلى تهديد لاستقرار الحياة الزوجية والأسرية قد تنتهي بها إذا ما تطورت الأمور ولم تعالج في بداياتها معالجة عقلانية إلى الطلاق الذي يقود المرأة إلى مشاكل وتداعيات متعددة تؤثر في كفاءتها وتدفعها للاستسلام لتلك الضغوط لكي لا تفقد عائلتها أو يتشرد أطفالها، وهذه الممارسات من العائلة أو من الزوج تزداد في المجتمعات التي تفتقر إلى التعليم.

ولكن موافقة الزوج المتفهم تجعل الاثنين يفكران في معالجة المشاكل الأخرى، وتأتي في مقدمتها رعاية الأولاد التي تتحدد في ضوء عددهم وأعمارهم واحتياجاتهم، وهذا يضع المرأة أمام مسؤولياتها المتقدمة في الأسرة، فهي التي تتحمل المسؤولية الأولى وأن أي تقصير منها في الرعاية قد يولد لديها إحساساً بالتقصير الدائم وتنامي عقدة الذنب لديها، وقد يدفعها هذا لترك العمل، لأن الأزواج عموماً لا يساعدون زوجاتهم في أداء الأعمال المنزلية بسبب العادات والتقاليد القديمة التي تعتبر الأعمال المنزلية حصراً للمرأة، وكذلك تربية الأطفال ومتابعتهم التي تأخذ من وقت المرأة وجهدها الكثير، فهي تفكر بهم وتقلق عليهم وهي في العمل، وأن غيابها عنهم لساعات طويلة يعرضهم إلى سوء الأحوال الاجتماعية والصحية.
ولهذا فإن النجاح الحقيقي للمرأة العاملة المتزوجة هو في مدى توفيقها بين عملها وبيتها وهذا هو أساس السعادة في المنزل .

وذهب البعض للقول بأن الأم العاملة تقسو على أولادها وهي أكثر قسوة من الرجل، لأن مشاكل العمل ومعاناته وأعباء المنزل، إضافة إلى هموم الأطفال الذين ينتظرون عودة الأم من العمل للتحدث إليها عن مشاكلهم وطلباتهم، وفي بعض الأحيان يفقدها هذا صوابها فتقسو عليهم.

ولكن الحقيقة التي لا يمكننا تجاهلها هو أن الأم العاملة تستطيع أن تؤمن لأولادها ولعائلتها دخلاً أكبر فيما لو كانت لا تعمل، وهذا يساعد دون شك على رفع مستوى معيشتهم ويحقق رفاهية أكبر للأطفال.

فالوقت الذي تمضيه الأم في العمل يحتاجه الأولاد دون شك ولكنه وقتاً مثمراً يحقق عطاء للعائلة، فما قيمة أن تكون الأم إلى جانب أولادها وهم في حاجة وعوز، وهذا ما يطلق عليه بالوجود الصامت غير المثمر أما الوجود المثمر الذي يقدم كل ما يحتاجه الأولاد فإنه يؤدي إلى زيادة علاقة الحب والحنان بين الأم وأولادها، لأن الأم تحاول أن تعوضهم عن الفترة التي أمضتها بعيداً عنهم وعندما تلتقي معهم تظهر عاطفتها الإنسانية الفياضة حساً إنسانياً هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الأولاد يشعرون الأم بأنهم يعتمدون على أنفسهم وأن لديهم طموح كبير لتعويضها عما تقدمه لهم، يضاف لما تقدم أن الأم التي تعمل تمتلك الكثير من الخبرات والمعارف التي اكتسبتها في محيط العمل وتنقلها لأولادها وهذا ينعكس على تربيتها لهم.

 المشاكل المهنية : إن اهتمام المرأة بالواجبات المنزلية يجعلها تهمل جانباً من واجباتها في العمل، ولهذا تتعرض علاقاتها هناك إلى النقد والتوجيه، مما يجعلها تفكر في ترك العمل أو تحضر وهي ليست راضية عنه، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى عطائها وإنتاجها.

أن العلاقة المهنية والاجتماعية الجيدة بين المرأة في العمل والمسؤولين الإداريين يحقق المستوى المطلوب من الناحية الإنتاجية، وفي ضوء ذلك فإن على الإداريين المسؤولين تحقيق العلاقات الإنسانية المنسجمة والمتفهمة لواقع المرأة من جانب والعمل من جانب آخر، وعندها سيجدون المرأة الملتزمة بعملها، واحترامها للقوانين والتعليمات التي تعتمدها الجهات التي تعمل لديها.


نتيجة بحث الصور عن المرأة العاملةإن حب العاملة لعملها وإتقانها له واطمئنانها من أجواء العمل والمحيطين بها وتشجيعهم لها ومكافأتها على حرصها في العمل وإسهامها في زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته يذلل الكثير من المصاعب ويحقق لها إشباعاً نفسياً واجتماعياً واقتصادياً، فالراحة النفسية والشعور بالأمن الاقتصادي يسهمان في ارتقاء علاقات العاملة الإنسانية ويجعلان لها كياناً مستقلاً ورأياً خاصاً وقدرة على تحقيق الذات دون حاجة إلى تبعيتها للرجل.


العوامل المؤثرة على مشاكل المرأة العاملة
هناك عوامل متعددة تؤثر كثيراً على ما تواجهه المرأة العاملة في مختلف جوانب الحياة سلباً أو إيجاباً، إلا أن حدود هذا التأثير تبقى مرهونة بمدى تفاعل كل عامل من هذه العوامل مع العوامل الأخرى .

المطلب الأول: العوامل الاجتماعية والثقافية
أن العوامل الاجتماعية تشمل مجموع القيم التي تسود المجتمع وتؤثر في تحديد العلاقة بين أبنائه بصورة عامة وبينه وبين المرأة بصورة خاصة، والتي تحدد على ضوئها مكانة المرأة الاجتماعية، وأنها تتأثر بطبيعة علاقات الإنتاج السائدة ومدى التطور الثقافي والاقتصادي للدولة، والذي يحدده النظام الاجتماعي والسياسي والأيديولوجية التي تقود هذا النظام.

أن الواقع المتخلف للمجتمع في القرون المتأخرة كان تأثيره كبيراً في دور المرأة السلبي، حيث اقتصرت مساهمتها في أغلب الأحوال على أداء الوظائف المنزلية فقط، وإن كان ذلك لا يشمل بنفس الدرجة المرأة الريفية، لأن أعمالها اليومية تتعدى العمل المنزلي، لتمتد وتشمل جميع أنواع العمل الحقلي، ولهذا فإنها معروفة بجديتها في عملها وعانت كثيراً من العمل الدؤوب الشاق في الحقل والبيت مع عناء وضيق في العيش فهي تقوم بالأعمال المنزلية المرهقة، تحمل الحيوانات وتنزل الأحمال وتذهب مع القطعان لحلب المواشي، وتجمع الأغصان والحطب للطبخ والتدفئة، وتجلب الماء، إضافة لذلك تربية الأطفال، ومع كل هذا نراها قوية الجسم فأحياناً تحمل طفلها على ظهرها وتؤدي أعمالها.

كما أن العمل في مفهومها واجب مقدس وراحة نفسية لها، ولهذا فإن قابليتها على العمل متقدمة حيث تنجز أعمالها بأحسن أسلوب، أنها تعمل بهدوء وصبر واستقرار نفسي، في حين أن المرأة الغربية تعمل بأعصاب هائجة يصاحبها توتر نفسي شديد، ولهذا فإنها أي المرأة الغربية تتعرض للتعب بسرعة، وتتعرض لمختلف الأمراض النفسية والعصبية وأمراض القلب والشرايين. وبالرغم من هذا الدور الهام الذي لعبته المرأة العراقية إلا أنها عانت كثيراً من الفقر والجهل والأمية في ضل عهد الإقطاع، وكابدت العناء من تبعيتها للرجل وسلطانه على أحوالها الشخصية من زواجها قسراً أو بيعها أو استبدالها أو الزواج عليها أو خطفها.


وأن للعوامل الثقافية والحضارية تأثيراً كبيراً على دور المرأة وارتباطها بدرجة التأثير بمستوى العلاقات الاجتماعية والتطور الاقتصادي والعلاقات السائدة في الإنتاج.

إن ازدياد التقدم الفني واتساع الإنتاج أدى إلى المزيد من القوى العاملة، وما نتج عن الحروب الكبرى من التهام لملايين الرجال، أوجب الحاجة إلى استخدام العنصر النسوي في العمليات الإنتاجية، مما جعلها في وضع أثبتت قدرتها وشخصيتها واستقلالها .

فالمرأة العاملة تستيقض في الصباح الباكر لكي تهيئ ما تتطلبه العائلة وتذهب لتؤدي عملها، وعند عودتها تنتظرها مهام كثيرة تقوم بها.

إنها مهام صعبة للغاية، ومع هذا تجاوزتها وحققت فيها وجوداً فاعلاً ومؤثراً، فهي الأب والأم والمعلم والحارس، وهذا يعطينا صورة واضحة عن مدى تفاعل المرأة مع ظروف مجتمعها سلباً أو إيجاباً، وأخذاً وعطاء.
نتيجة بحث الصور عن المرأة العاملة
وبعد كل هذا أليس من حقها أن تقطف ثمار معاناتها وأن تحصل على حقوقها كاملة، التي كفلتها لها التشريعات الدولية وتضمنها الدستور العراقي والتشريعات الوطنية النافذة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فليس هناك حقاً يتقدم على حق آخر، إنها مترابطة، فالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لا تتقدم على حقوق المرأة السياسية، إنها حقوقاً مترابطة متى ما تهيأت الظروف للحصول عليها جميعاً، ويجب تجاوز الحدث عن عدم المساواة أو التمييز أو مراعاة المرأة العاملة والعطف عليها وكأنها كائن ضعيف يتطلب العطف والمساعدة والنظر إليها على أن المجتمع لا يستقيم بدونها وعندها تستطيع أن تتجاوز كل الحواجز وكل المعوقات وأن تأخذ حصتها في الحياة أسوة بأخيها الرجل .

أن المرأة بحد ذاتها قيمة اجتماعية جديدة أضيفت للمجتمع المتخلف الذي تنكر لها، فهي لم تعد وصمة العار والشرف الذي لابد من إخفائه وسجنه إذ أصبحت قادرة على الخروج من البيت إلى مكان الدراسة ثم إلى مكان العمل والاختلاط ضمنه، أنها تنتج وتعيل نفسها وسواها.

المطلب الثاني: العوامل السياسية والاقتصادية
إن مشاركة المرأة في الحياة السياسية من أهم عناصر الديمقراطية وهي تعكس إلى حد كبير طبيعة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة، وأن التزام مؤوسسات الدولة بالمنهج الديمقراطي القائم على مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة يحقق انصافاً للمرأة.

ولكننا نجد جملة من العوامل تقف حائلاً دون أن تأخذ المرأة المشاركة المطلوبة في العملية السياسية من أبرزها العادات والتقاليد الموروثة التي مازالت سائبة، وتلعب دوراً سلبياً في مشاركة المرأة في الحياة السياسية.

وأن تطبيقات التشريعات الصادرة المتعلقة بالمرأة لا تأخذ مجالها في التطبيق على أكمل وجه. كما أن ضعف مشاركة المرأة السياسية في التنظيمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني جعلها ضعيفة في الوعي السياسي والقانوني، وثمة حقيقة لا يمكن إنكارها هو أن الأحزاب على اختلافها تستغل أصوات النساء التي تشكل نصف الأصوات، دون أن تمنحها ما تستحقه من مشاركة فاعلة.


وخصص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المادتين الأولى والثانية منه للتأكيد على أهم حقين من الحقوق الإنسانية وهما الحق في الحرية والحق في المساواة والأخوة بين البشر، فجاء في المادة الأولى أن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الحقوق والكرامة والعقل والضمير، لذا يجب أن يتعاونوا مع بعضهم البعض بأخوة وتعاون، وتضمنت المادة الثانية أن على كل شخص أن يتمتع بكل الحقوق والحريات الواردة في الإعلان دون تمييز بينهم بسبب الجنس أو اللون أو الأصل أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر، ويتضح من النصين شمول في عدم التمييز بين البشر بأي لون من ألوان التمييز، ولو طبق هذا وحده لكان كفيلاً بتحقيق السعادة والأمن والاستقرار بين جميع البشر.
نتيجة بحث الصور عن المرأة العاملةأن الحياة التي تعيشها المرأة العاملة بين عملها وبيتها جعلها تتحمل جميع مسؤوليات المنزل والزوج والأطفال ولا تتذمر ولا تشكو، وتحاول تأدية عملها على أفضل وجه، كما أنها اقتصادية في مطالبها لأنها بحكم عملها تعرف قيمة النقود جيداً وكيف تحصل عليها.

وذهب البعض للقول بأن المرأة العاملة رغم متاعبها ومعاناتها فهي أفضل من المرأة الجالسة في البيت، لأن زوج العاملة يشعر بأن زوجته يمكن الاعتماد عليها، وأنها تتحمل مسؤولية كبيرة فهي تساهم في تذليل المصاعب الاقتصادية إلى جانب الزوج إضافة إلى مهامها المنزلية.

ولابد من التأكيد على أن الذين يطالبون بحرية عمل المرأة وحقها في أن تأخذ دورها جنباً إلى جنب مع الرجل لا يريدون أن تكون رجلاً، لأن العمل ليس حكراً بالرجال، فالطب والهندسة والنجارة والحدادة والخياطة أعمالاً يتخصص فيها الرجل كما تتخصص فيها المرأة، وإذا كان تخصص الرجال ببعض الأعمال لصعوبتها وإرهاقها للمرأة في سنين سابقة فإن التطور التكنولوجي سهل العمل ولم يعد هناك عملاً مرهقاً، فالمرحلة الحالية والمستقبلية في إطار الثورة التكنولوجية وضعتنا في عصر المعلومة، عصر الآلة التي حلت محل الإنسان، وأن المرأة المتدربة على الآلة بشكل جيد هي أكفأ من الرجل الذي هو أقل مهارة منها والعكس صحيح.


بتصرف : اعداد :  سعد جبار حسن
أنظر أيضا : لغة الجسد

الاثنين، 16 مارس 2020

لغة الجسد..علم الفراسة

شاع في السنوات الأخيرة ما يسمى بلغة الجسد Body language حتى ظن البعض أنه علم مستحدث يهتم بدلالات الحركات والإشارات الصادرة عن أعضاء الجسد المختلفة، وخاصة ملامح الوجه واليدين وتعبيراتها.

ومن النتائج التي كشفت عنها بعض الدراسات العلمية أن 55% من انطباعات الناس عنك تؤخذ من حركاتك ووضعك، وأن 38% تؤخذ من نبرة صوتك، و 7% فقط من كلامك.
نتيجة بحث الصور عن لغة الجسد
ومعنى هذا أن 93% من الانطباعات المأخوذة عنا لا تأتي من كلامنا، ولكن من حركاتنا وإيماءاتنا (لغة الجسد)، فهي لغة لا تعرف الكذب ولا الرياء، لغة ليست بلغة كسائر اللغات، لكنها مرآة صافية تعكس مباشرة كل المشاعر، وتبوح بالأسرار.

 فهل يستطيع جسدك أن يقول كل ما تريده منه؟ وهل تستطيع أن تفهم وتفسر لغة أجساد الآخرين؟

والحقيقة أن لغة الجسد تفيدنا في تسهيل العملية الاتصالية أو التواصل مع الآخرين، وبالتالي إنهاء أي توتر في العلاقات، وذلك من خلال:

لغة العيون، وما تدل عليه من معان لا حصر لها.
علامات الانتباه والسرحان والتركيز واللامبالاة.
علامات عدم التصديق والتكذيب لدى الشخص المستمع.
علامات الثقة بالنفس وكيفية الوصول إليها من خلال لغة الجسد.

فراسة العرب

والحقيقة، أن العرب والمسلمين اهتموا بتلك الدلالات في إطار «الفراسة».

وليس في ذلك أدنى شك، فالمؤمن قوي البصيرة حاد البصر، يرى أبعد مما يراه الإنسان العادي. ففي مجال رؤيته أو استكشافه، تتجلى أمامه خفايا شتى يصعب على غيره أن يسبر أغوارها أو أن يفك غموضها.

وتعتبر الفراسة إحدى أهم متطلبات ممارسة بعض المهن، مثل الطب والتحقيق والضبط والحراسة.

ولعل أهم ما أوصى به أبو قراط -إمام الأطباء وكبير حكماء اليونان- هو تقـوى الله وطاعته، وعد ذلك من مقومات نجاح الطبيب وفراسته، لأن شعاع الإيمان يطوي خفايا الأشياء، ولأن مجهر البصيرة أبعد من مجال رؤية العين المحدودة.

والفراسة من الإيمان، أو أن الإيمان يورث الفراسة، لأن اليقين والثقة بالله عز وجل تعطي المرء رصيدا ضخما من الشفافية، وهذا بالتحديد كان معهودا في سير الأنبياء والرسل والصالحين، ولعل في وصايا لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه دليلا على فراسة وذكاء.
نتيجة بحث الصور عن لغة الجسدوإذا كان العرب والمسلون قد أهملوا دراسة الفراسة، حتى أصبحت مجرد قدرات ذاتية أو شخصية لدى بعض البدو، يتوارثونها جيلا بعد جيل، في مجتمعاتهم المغلقة أو شبه المغلقة، على اختلاف في ذلك من دولة إلى أخرى. فإن الغرب قد أعاد اكتشافها، مقدما إياها لنا في ثوب جديد ومسمى آخر، واضعا لها ملامح علم، أصبح من أهم علوم التنمية البشرية، وإن كانت تنقصه بعض المقومات، التي أظن أنها في طريقها للنمو.

لغة الجسد ومفاتيح الشخصية

نتيجة بحث الصور عن لغة الجسدتعتبر العين من أهم مفاتيح الشخصية التي تدلنا بصورة حقيقية على ما بداخل عقول من أمامنا، فستعرف من خلال أعينهم ما يفكرون فيه على نحو دقيق، فإذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه سمع منك في التو شيئا أسعده، أما إذا ضاق بؤبؤ العين فإن العكس يكون قد حدث. وإذا ضاقت العين فإن ذلك ربما يدل على أنه استمع منك إلى شيء يصعب إن لم يستحل تصديقه!

والحواجب تأتي لتضيف مفتاحا آخر، فإذا رفع المرء حاجبا واحدا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئا إما أنه لا يصدقه أو يراه مستحيلا، أما رفع الحاجبين كليهما فإن ذلك يدل على المفاجأة أو الدهشة!

ويأتي الأنف والأذنان ليقدموا إشارات إضافية، فإذا حك من أمامك أنفه أو مرر يديه على أذنيه ساحبا إياهما بينما يقول لك إنه يفهم ما تريده فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله، ومن المحتمل أنه لا يعلم مطلقا ما تريده منه أن يفعله!

أما جبين الشخص فيضيف أداة جديدة للتشخيص وفهم الآخر، فإذا قطب جبينه وطأطا رأسه للأرض في عبوس فإن ذلك يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يحب سماع ما قلته في التو واللحظة، في حين أنه إذا قطب جبينه ورفعه إلى أعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك!

وتحدثنا الأكتاف معلنة اللامبالاة، فعندما يهز الشخص كتفه فإن ذلك يعني أنه لا يبالي بما تقول!

بينما تكشف الأصابع عن مدى الصبر وقوة الأعصاب، فحينما ينقر الشخص بأصبعه على ذراع المقعد أو على المكتب، فإن ذلك يشير إلى العصبية أو عدم الصبر!

وعندما يربت الشخص بذراعيه على صدره، فهذا يعني أن هذا الشخص يحاول عزل نفسه عن الآخرين، أو يدل على أنه خائف بالفعل منك!

وغني عن البيان أن تلك الأعضاء أو الأجزاء السبعة، بما تفصح عنه من إشارات، تقدم لنا فكرة جيدة عن لغة الجسد ككل، وكيف يمكن استخدامها ليس فقط في إبراز قوة شخصيتك، ولكن أيضا للتعرف على ما يفكر فيه الآخرون مهما حاولوا إخفاءه!

لغة الجسد لكشف الكذب

تفيدنا لغة الجسد Body language -الفراسة سابقا- في معرفة وكشف كذب الشخص المتحدث، من خلال العلامات أو الأمارات السبع التالية:

زيغ البصر: حيث لا يكاد يستقر على جهة أو اتجاه أو شخص أثناء الحديث، وإن كان بعض معتادي الكذب والمتمرسين عليه يحاولون الهرب من نظرات الآخرين لعيونهم حتى لا يكشفوا زيغ بصرهم!
التكلف العصبي: حيث يميل الكذاب إلى تكلف منظر الجاد في سيماء وجهه وفي نبرات صوته، كما يختار كلمات جيدة، غير أنه لا يفطن إلى أنه يكشف نفسه ببعض التصرفات العصبية اللاإرادية، من قبيل: مسح النظارة، أو لمس الوجه، أو غير ذلك من الإشارات العصبية التي تنم عن الكذب!
استخدام كلمات قليلة: فمعتادو الكذب يستخدمون أقل عدد ممكن من الكلمات ويتكلمون ببطء، كما لو كان من الصعب عليهم إيجاد الكلمات، وهم في الحقيقة يفكرون فيما عساهم يقولون من أكاذيب ويحاولون ترجمة تخيلاتهم، وهناك أيضا كذابون ينهجون العكس تماما ليثبتوا أنهم صادقون، لأنهم يعرفون أنهم إذا تكلموا بسرعة وتحدثوا كثيرا فإنهم يربكون المستمع فلا يجد وقتا لاكتشاف كذبهم!
التكرار: فالكذاب يميل غالبا إلى استخدام ذات الكلمات مرات متتالية، وكذلك ذات المبررات.
التعميم: إذ يحاول الكاذب تجنب مسؤولية أفعاله باستخدام أسلوب التعميم، كأن يتعلل المتأخر بظروف المواصلات أو وقوع حادثة، كما أن الكاذب يطلق كثيرا من التعبيرات العامة دون تحديد يكشفه ويفضح كذبه!
تجنب الإشارة إلى الذات: حيث يتجنب الكذاب كلمة «أنا» ويستخدم بدلا منها كلمة «نحن» أو «الناس».
إطلاق كلمات الاستخفاف بالآخرين: فالكذاب يميل إلى أن ينسب للآخرين تصرفات أو أقوالا رديئة، مثل رذيلة الكذب التي هو مصاب بها.

مقتبس : راغب السعيد
اقرأ أيضا : خصائص التعليم الفنلندي

                              ادارة الوقت

( محو الامية المالية Financial literacy)

 هل ترغبون في معرفة المزيد عن المال وكيفية التعامل معه بذكاء؟ اليوم سنتعلم سوياً كيف نكون أذكياء مالياً  اليوم سندخل في رحلة ممتعة إلى عالم ...