ليس ثمة سفينة كالكتاب تحملنا من مكان الى
آخر وتنقلنا بعيداً، فالكتاب هو الملجأ والحضن، وهو المخزن الذي يحتوي كنوز العالم
من الأفكار والعلوم والإرث.
وعندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة أساسية
عندئذ يمكن ان نقول اننا أصبحنا قوما متحضرين.
لهذا على الأهل أن يدركوا جيداً أهمية هذا
الكتاب ودور المكتبة في تطوير قدرات الطفل ومهاراته اللغوية والاتصالية، كذلك
امكانياته الفنية والعلمية.
من المؤكد ان المكتبات تساعد الأطفال على تزويدهم
بالمعلومات والمهارات والمعرفة والمتعة، لهذا يجب أن يشعر الطفل أن مكتبته هي
عالمه الخاص الذي ينتمي اليه وعليه، يتوجب علينا ان نخصص له مكانا محددا لتكوين هذا
العالم الذي يستطيع أن يطلق عليه اسم " مكتبتي الخاصة " ليس بالضرورة ان
نقوم بشراء الدواليب الخاصة والباهظة الثمن. ان المطلوب هنا تحديد مكان أو أرفف
معينة أو ادراج في خزائن البيت أو في غرفة الطفل إذا أمكن تكون خاصة لطفلك ويشعر
بانتمائه لها.
كيف ننظم مكتبات الأطفال
على الأهل بعد أن يخصصوا المكان ان يتركوا
للطفل حرية توضيب وترتيب مكتبته حسب رغبته ليشعر بالاستقلالية وأنه هو سيد القرار
فيها، ولكن نستطيع ان نطلعه على بعض الأفكار ليختار ما يناسبه.
-
توضيب الكتب حسب المواضيع كفرز القصص عن الكتب المدرسية،
عن المعاجم وكتب المعرفة.
-
ترتيبها وفق ما تم قراءته بالفعل وفصله عن الكتب التي لم
يقرأها بعد، تحفيزا لقراءتها.
-
بحسب أهميتها بالنسبة له وبهذا يكون واضحا بالنسبة لنا
ما هي نوعية الكتب التي تستهويه ونقوم بالاهتمام بها أكثر.
-
نستطيع ان نرتبها حسب الوانها واحجامها .
ليس المطلوب
هنا بمكتبة الطفل الخاصة والصغيرة ان نقوم بترتيب الكتب والقصص وفقا لمعايير الفهرسة
والتصنيف، انما المهم ان يشعر الطفل بالرغبة إلى الانتماء لهذا المكان وأن يشعر
بالسعادة فيه. انه عالمه الخاص وهو المكان الذي سوف يقضي فيه الوقت المحبب له
للترفيه والتسلية وسوف يزوده بالمعلومات الساحرة والمهارات اللغوية من دون اللجوء
الى القوالب الجامدة المعتمدة في التدريس، وبعيدا عن التكنولوجيا الحديثة والألعاب
الالكترونية والبرامج والتطبيقات التي تجذبه وتبعده عن الكتب والمكتبات.
الهدف
من مكتبات الأطفال
يبقى الهدف
الأول والأساسي غرس حب القراءة إنها الخطوة الأهم وكل ما يتبعها يبقى ثانويا، فإذا
غرسنا هذا الحب وهذه الهواية والرغبة استطعنا ان نتوصل الى ما يليها من اهداف مهمة
أخرى ، ولكي نشجعهم على القراءة علينا ان نكون القدوة الحسنة وان نقرأ معهم .
كما ان تنمية
قدرات الطفل على الابداع والخلق والتطوير تبدأ من خلال الكتب، فالأجهزة الالكترونية
تلعب دورا محدودا ومحددا في هذا المجال، بحسب الألعاب والتطبيقات، إضافة الى ما
تحتويه من أفكار عدائية مرفوضة، نعاني من تأثيراتها السلبية على أطفالنا. انما
الكتب تبقي الباب مفتوحا امام جميع الاحتمالات وعلى كافة الأصعدة.
بالإضافة الى
ما سبق تمنح الكتب المعلومات التي تساعدهم على تطوير قدراتهم اللغوية والمعرفية
التي يحتاج اليها الطفل في حياته المدرسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها