الثلاثاء، 11 يونيو 2019

الفشل الدراسي لا يعني السقوط في الحياة



لا تيأس إذا رجعت خطوة إلى الوراء، فالسهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام.
فالفشل أو التعثر في تحقيق النجاح المطلوب ليس نهاية المطاف، والكثير من الناجحين والمشاهير والعظماء الذين حققوا الكثير من الإنجازات كانوا قد تعرضوا الى الكثير من الإخفاقات، ولكنهم اعتبروا هذا الفشل الذي أصابهم سببا ودافعا لتعديل مساراتهم في الحياة.

إن النجاح رحلة مستمرة تمر على عدد كبير من محطات الإخفاق، وفي هذا يقول وينستون تشرشل ان النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل الى فشل آخر دون فقدان الحماسة.
والتفوق الدراسي ليس بالضرورة معيارا على مقياس الذكاء، وفي المقابل الفشل في المدرسة ليس دليلا على الغباء.
الثقة بالنفس، النجاح، التفوق الدراسيقد يكون الانسان مبدعا وعبقريا وناجحا في مجالات أخرى بعيدا عن المدرسة والفصول المدرسية والمواد التعليمية.
لنستعرض معا بعض الذين فشلوا في المدرسة وبرعوا في الحياة حتى ان بعضهم وصف بأنه من الأغبياء وكان من أكبر المخترعين في العالم.



1-                ديفيد بيدج المليونير المحب للبيتزا
المليونير ديفيد بيدج صاحب سلسلة مطاعم بيتزا اكسبرس
هو صاحب سلسلة مطاعم " بيتزا  اكسبرس" أصبح مليونيرا بسبب حبه للبيتزا، هذا الشاب لم يتوقع ان يصبح صاحب سلسلة من أكثر المطاعم شهرة في بريطانيا والعالم . فهو طرد من المدرسة بسبب غيابه المتكرر وفشله، وبدأ حياته في غسل الصحون، بإصراره وثباته حقق أحلامه.

2-                ألبرت اينشتاين عانى من صعوبات التعلم
اينشتاين، عالم الفيزياءهل تعلم ان اينشتاين الذي يوصف بأيقونة النجاح كان يعاني من تأخر في النطق، ولم يتكلم حتى عمر الثلاث سنوات؟
كان يعاني اينشتاين من صعوبات التعلم ولديه عسر في القراءة ويعاني من ضعف في الحفظ وبطء في المدرسة وشرود الذهن، كما انه رسب مرار في اختبارات القبول في عدد من المدارس.
ويقول اينشتاين هذا العالم الناجح انه وقت الامتحان كان يشعر وكأنه ذاهب الى الإعدام. ومع انه تعثر مرارا الا انه نجح في حياته.

3-                توماس اديسون المخترع المطرود من المدرسة
طرد اديسون من المدرسة في رسالة فحواها:
توماس اديسون، المصبح الكهربائي"إبنك غبي جداً، وفي صباح الغد لن يدخل الى المدرسة".
وهذه الرسالة كانت النقطة الأولى لانطلاق هذا الطفل إلى الحياة.
حين حرمته المدرسة مواصلة التعليم أدركت أمه ان الحكم كان جائراً، إلا انه كان أكثر نضجا من أساتذته، فهو كان كثير الأسئلة واستنتجوا ان كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وإنها برهان على الغباء رغم ان العكس هو الصحيح ويدل على يقظة العقل واستقلال التفكير.
وهذا الغبي سجل أكثر من ألف اختراع وأهمها اختراع المصباح الكهربائي لأنه تحدى اليأس ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد الكثير الأسئلة.

4-                وينستون تشرشل المتلعثم الذي لا يجيد القراءة يحكم بريطانيا.
تشرشل، وينستون تشرشلهذا الحائز على جائزة نوبل وتم اختياره رئيسا للوزراء في المملكة المتحدة كان فاشلا في الدراسة ورسب في الصف السادس.
كان الحكم عليه في حياته الدراسية انه فاشل ولن يفلح وسيجد صعوبة في النجاح بسبب تلعثمه وعدم قدرته على الحوار، وتأكد فشله في المرحلة الثانوية بسبب ضعفه في اللغة الإنجليزية.
هذا الطالب الذي يعاني من التلعثم جلس لساعات يدرب نفسه على القراءة بصوت عال ليكسب ثقة نفسه، ويصبح قادراً على مواجهة الآخرين.

بعد أن استعرضنا هؤلاء العظماء وما عانوه من صعوبات حتى وصلوا الى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، لا بد ان نشدد على دور الأهل والاسرة في تحفيز أولادهم والثقة بهم وبما يحلمون به. وتشجيعهم على المثابرة لتحقيق هذه الاحلام.

وهنا علينا أن نقول ان المجتمع والمدرسة يتحملان أحيانا مسؤولية فشل العديد من أولادنا في المدرسة وبالتالي في الحياة، لأننا نعتبر وبشكل خاطئ ان فشل الطفل في المدرسة وتعثره في بعض المراحل سيصل به الى فشل ذريع في الحياة، والاستسلام لهذا الفشل.
علينا كأهل ومدرسة ومجتمع ان نتفهم رغبات أولادنا وميولهم، وتقديم ما يناسب احتياجاتهم حتى يحققوا أحلامهم بعيدا عن القوالب الدراسية الجامدة، والمناهج التقليدية البالية والمجتمعات التي تعتبر ان الدراسات العلمية والتخصصات الجامعية هي أساس النجاح، وغير ذلك من اختصاصات لا قيمة لها، للأسف هذا هو السائد مع المفاهيم المغلوطة السائدة في مجتمعاتنا والتي تقتل الإبداع.

اقرأ أيضاً :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها

توافق الصحة النفسية للطفل بين الاسرة والمدرسة

  توافق الصحة النفسية للطفل بين الاسرة والمدرسة إعداد : سمر ضو   1-العلاقات بين المدرس والتلاميذ التى تقوم على اساس من الديموقراطية والتوجيه...