يقول آينشتاين: "ان الخيال أكثر أهمية
من المعرفة، فالمعرفة محدودة بما نعرفه الآن وما نفهمه، بينما الخيال يحتوي العالم
كله، وكل ما سيتم معرفته وفهمه الى الأبد."
وبهذا يعتبر استخدام الأطفال لبرامج الحاسوب
(الكمبيوتر) في العملية التعليمية وسيلة تمده بتقنية التخيل والرؤية، وهو ما
يحتاجه الطفل في حياته للإبداع.
يعتقد البعض ان أولادنا أصبحوا على دراية
كاملة بالحاسوب (الكمبيوتر) وبرامجه وبرمجياته، وانه بمجرد قدرة الطفل على حمل
الآيباد وغيره من الالكترونيات والهواتف، واستخدام برامج التواصل الاجتماعي واللعب
في بعض الألعاب الترفيهية او تمضية الوقت على بعض التطبيقات التعليمية أصبح ملماً
بجميع الجوانب الأساسية لاستخدام الكمبيوتر، وهذا الأمر غير صحيح.
ان أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة
الالكترونية الحديثة أكثر تعقيدا ونحتاج الى تعلم مهارات استخدامها. واطفالنا لا
يعرفون الا القشور السطحية في هذا الكم الهائل من الإنجازات التكنولوجية الحديثة.
من هنا كانت ضرورة ادخال تعليم مادة
الكمبيوتر كمادة أساسية في المناهج الدراسية وان لا يتم اعتماد هذه المادة كمادة
بسيطة وترفيهية، انما على المدارس ان تخصص قاعات خاصة تحتوي على الأجهزة المناسبة
لتعليم وتطبيق هذه المادة، وان يتم تناولها بجدية تامة لما لهذه المادة من ارتباط
وثيق باختصاصات الغد والمستقبل، ولما لها من قدرة على توسيع مدارك ومعلومات
الأطفال.
أهمية تعليم مادة الحاسوب (الكمبيوتر)
1-
خلق روح التجربة والمحاولة، والصواب والخطأ، والتفكير
المنطقي والتحليلي لدى الأطفال.
2-
استخدام اللغات والتواصل من خلال النص والصوت والصورة.
3-
يضفي على الطفل الشعور بالتحكم، والثقة بالنفس وبالتالي التفوق
والتميز.
4-
تعويد التلاميذ على استخدام الكمبيوتر في المراحل الأولى
من حياتهم وصولا الى استخدام شبكة الانترنت في مختلف مراحل التعليم اللاحقة وهو
أمر أساسي جدا في عصرنا الحالي.
5-
يثير جذب الطلاب بدل المواد الورقية الجافة وذلك من خلال
تقديم الصور والأفلام والتسجيلات الصوتية بعيدا عن روتين الحفظ والتلقين.
6-
توفير بيئة تفاعلية والاستفادة من المفاهيم المرئية
(البعد الثالث) خاصة في المواد الجافة كالرياضيات، والخرائط في الجغرافيا.
7-
يجعل عملية التعليم أكثر جاذبية، وتوفر الألوان
والموسيقى والصور والتجديد في الشكل اختصارا للوقت والجهد.
والمطلوب
هنا دراسة الطفل لمادة الكمبيوتر حتى يكون قادراً على استخدام هذه الأجهزة السحرية
بيسر وسلاسة، ولا نتعلم هذه المادة بطريقة نظرية لنضيفها الى المواد الأخرى الجافة
الموجودة في مناهجنا بل نتعلمها بطريقة تطبيقية ننفذ من خلالها أنشطة مختلفة.
ففي
الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوروبية واليابان ينظر الى الحاسوب كشرط
أساسي في التدريس وهو مادة تعلم في جميع المناهج التعليمية.
ما هي مادة
الحاسوب (الكمبيوتر)
من خلال هذه
المادة يتعرف الطالب على مكونات الحاسوب الصلبة (hardware) وهي التي تضم معالج الحاسوب والذاكرة والتخزين
وغيرها.
والبرمجيات
(software) والتي تشمل
نظام التشغيل وتطبيقات البرامج.
وبحسب
المراحل التعليمية يتعلم الطلاب أساسيات استخدام الكمبيوتر، وأساسيات استخدام
البرامج وكيفية البحث، لغة البرمجة البسيطة، شبكة الانترنت، برنامج مايكروسوفت
بمختلف تطبيقاته، والذي يعتبر من اهم البرامج المستخدمة في حياتنا اليومية بمختلف
اتجاهاتها.
الحاسوب من
أهم المهارات التي يحتاجها الطلاب للنجاح
في القرن
الواحد والعشرين لم تعد العملية التعليمية تقتصر على التلقي والحفظ واسترجاع
المعلومات من خلال الامتحانات والاختبارات، فالعملية التعليمة أصبحت
فالطالب الجامعي مطالب حالياً بأن يجيد الطباعة باللغتين العربية والأجنبية، وأن يكون ملماً باستخدام العديد من التطبيقات التي تساعده في دراسته وفي عرض وتقديم أفكاره (Presentation).
كما عليه أن
يجيد استخدام الكمبيوتر في عملية البحث عن مراجع ومصادر ومعلومات مطلوبة، حتى
التواصل مع الجامعة ومع الأساتذة فيها أصبح يتم من خلال هذه الشبكة العنكبوتية.
إن لغة
العصر الحديث هي لغة الكمبيوتر ولا نستطيع ان نواكب تطورات العصر ونحن نجهل جزء
أساسي منه وهو التكنولوجيا والاجهزة الالكترونية وشبكات الانترنت وغيرها.
سوء استخدام
الكمبيوتر
يعتبر البعض أن أولادنا الذي يقضون ساعات على أجهزة الكمبيوتر والألعاب الالكترونية هم ضحية
التكنولوجيا الحديثة، ومن الضروري إبعادهم عنها قدر المستطاع بدل من ان ينغمسوا في
فهمها أكثر وبالتالي يتعلقون بها أكثر.
والحقيقة ان
سوء استخدام هذه الالكترونيات وعدم وجود رعاية ومراقبة ومتابعة من الأهل ومن
المعنيين هو المشكلة. نجد من يقول ان الأجهزة الالكترونية قد تتسبب بتشتت الأطفال
من كثرة المعلومات المتوفرة فيها، كما تسبب بحالات من الإدمان للتكنولوجيا وأنها أساءت للأنشطة المختلفة التي كانت ترافق الطالب في وقت الدرس، إضافة الى إزالة
الخصوصية والميل الى العزلة وتعلم عادات عنيفة وغريبة عن مجتمعاتنا، ولكن السبب
ليس في هذه التكنولوجيات إنما بسوء استخدامها على الشكل الصحيح والمطلوب والمرجو
منها.
ففي الدول
الأجنبية والتي يستخدمون فيها الآيباد بدل الكتب ويتواصلون مع اساتذتهم في العملية
التربوية عبر الانترنت بدل الدفاتر والكتب، لا يسمح للأطفال بالتمادي في استخدام
هذه الالكترونيات تفاديا للوقوع بالإدمان واضرار التكنولوجيا.
اقرأ أيضا:
أسباب التعثر الدراسي ، وكيفية مواجهته
ندوة : ” أهمية مرحلة الروضة في تطوير قدرات الطفل “
اقرأ أيضا:
أسباب التعثر الدراسي ، وكيفية مواجهته
ندوة : ” أهمية مرحلة الروضة في تطوير قدرات الطفل “