الثلاثاء، 11 يونيو 2019

الفشل الدراسي لا يعني السقوط في الحياة



لا تيأس إذا رجعت خطوة إلى الوراء، فالسهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام.
فالفشل أو التعثر في تحقيق النجاح المطلوب ليس نهاية المطاف، والكثير من الناجحين والمشاهير والعظماء الذين حققوا الكثير من الإنجازات كانوا قد تعرضوا الى الكثير من الإخفاقات، ولكنهم اعتبروا هذا الفشل الذي أصابهم سببا ودافعا لتعديل مساراتهم في الحياة.

إن النجاح رحلة مستمرة تمر على عدد كبير من محطات الإخفاق، وفي هذا يقول وينستون تشرشل ان النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل الى فشل آخر دون فقدان الحماسة.
والتفوق الدراسي ليس بالضرورة معيارا على مقياس الذكاء، وفي المقابل الفشل في المدرسة ليس دليلا على الغباء.
الثقة بالنفس، النجاح، التفوق الدراسيقد يكون الانسان مبدعا وعبقريا وناجحا في مجالات أخرى بعيدا عن المدرسة والفصول المدرسية والمواد التعليمية.
لنستعرض معا بعض الذين فشلوا في المدرسة وبرعوا في الحياة حتى ان بعضهم وصف بأنه من الأغبياء وكان من أكبر المخترعين في العالم.



1-                ديفيد بيدج المليونير المحب للبيتزا
المليونير ديفيد بيدج صاحب سلسلة مطاعم بيتزا اكسبرس
هو صاحب سلسلة مطاعم " بيتزا  اكسبرس" أصبح مليونيرا بسبب حبه للبيتزا، هذا الشاب لم يتوقع ان يصبح صاحب سلسلة من أكثر المطاعم شهرة في بريطانيا والعالم . فهو طرد من المدرسة بسبب غيابه المتكرر وفشله، وبدأ حياته في غسل الصحون، بإصراره وثباته حقق أحلامه.

2-                ألبرت اينشتاين عانى من صعوبات التعلم
اينشتاين، عالم الفيزياءهل تعلم ان اينشتاين الذي يوصف بأيقونة النجاح كان يعاني من تأخر في النطق، ولم يتكلم حتى عمر الثلاث سنوات؟
كان يعاني اينشتاين من صعوبات التعلم ولديه عسر في القراءة ويعاني من ضعف في الحفظ وبطء في المدرسة وشرود الذهن، كما انه رسب مرار في اختبارات القبول في عدد من المدارس.
ويقول اينشتاين هذا العالم الناجح انه وقت الامتحان كان يشعر وكأنه ذاهب الى الإعدام. ومع انه تعثر مرارا الا انه نجح في حياته.

3-                توماس اديسون المخترع المطرود من المدرسة
طرد اديسون من المدرسة في رسالة فحواها:
توماس اديسون، المصبح الكهربائي"إبنك غبي جداً، وفي صباح الغد لن يدخل الى المدرسة".
وهذه الرسالة كانت النقطة الأولى لانطلاق هذا الطفل إلى الحياة.
حين حرمته المدرسة مواصلة التعليم أدركت أمه ان الحكم كان جائراً، إلا انه كان أكثر نضجا من أساتذته، فهو كان كثير الأسئلة واستنتجوا ان كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وإنها برهان على الغباء رغم ان العكس هو الصحيح ويدل على يقظة العقل واستقلال التفكير.
وهذا الغبي سجل أكثر من ألف اختراع وأهمها اختراع المصباح الكهربائي لأنه تحدى اليأس ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد الكثير الأسئلة.

4-                وينستون تشرشل المتلعثم الذي لا يجيد القراءة يحكم بريطانيا.
تشرشل، وينستون تشرشلهذا الحائز على جائزة نوبل وتم اختياره رئيسا للوزراء في المملكة المتحدة كان فاشلا في الدراسة ورسب في الصف السادس.
كان الحكم عليه في حياته الدراسية انه فاشل ولن يفلح وسيجد صعوبة في النجاح بسبب تلعثمه وعدم قدرته على الحوار، وتأكد فشله في المرحلة الثانوية بسبب ضعفه في اللغة الإنجليزية.
هذا الطالب الذي يعاني من التلعثم جلس لساعات يدرب نفسه على القراءة بصوت عال ليكسب ثقة نفسه، ويصبح قادراً على مواجهة الآخرين.

بعد أن استعرضنا هؤلاء العظماء وما عانوه من صعوبات حتى وصلوا الى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، لا بد ان نشدد على دور الأهل والاسرة في تحفيز أولادهم والثقة بهم وبما يحلمون به. وتشجيعهم على المثابرة لتحقيق هذه الاحلام.

وهنا علينا أن نقول ان المجتمع والمدرسة يتحملان أحيانا مسؤولية فشل العديد من أولادنا في المدرسة وبالتالي في الحياة، لأننا نعتبر وبشكل خاطئ ان فشل الطفل في المدرسة وتعثره في بعض المراحل سيصل به الى فشل ذريع في الحياة، والاستسلام لهذا الفشل.
علينا كأهل ومدرسة ومجتمع ان نتفهم رغبات أولادنا وميولهم، وتقديم ما يناسب احتياجاتهم حتى يحققوا أحلامهم بعيدا عن القوالب الدراسية الجامدة، والمناهج التقليدية البالية والمجتمعات التي تعتبر ان الدراسات العلمية والتخصصات الجامعية هي أساس النجاح، وغير ذلك من اختصاصات لا قيمة لها، للأسف هذا هو السائد مع المفاهيم المغلوطة السائدة في مجتمعاتنا والتي تقتل الإبداع.

اقرأ أيضاً :

الأحد، 9 يونيو 2019

قواعد النجاح لدى بيل غيتس


شرح بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، قواعد النجاح في محاضرة تحت عنوان " مهارات وأفكار لن تتعلموها في المدارس " القاها في إحدى المدارس الأمريكية عن التنمية الذاتية، وذلك لاقتناعه بأن أغلب أنظمة التعليم تعزز الإحساس الكاذب بسهولة النجاح، وبالتالي فهي تخلق جيل غير قادر على الابتكار أو التعامل مع الواقع.
بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت

القاعدة الأولى: الحياة ليست عادلة تماماً وعليك أن تقبل وتعتاد العيش في الظروف التي تعيش فيها.
القاعدة الثانية: لن تستطيع الحصول على دخل سنوي قدره 60 ألف دولار بمجرد التخرج من المدرسة الثانوية، ولن تتقلد منصباً رفيعاً لمجرد أنك إنسان محترم، ولن تحصل على سيارة إلا بعد أن تجتهد وتجد في الحصول على الوظيفة المرموقة والسيارة الفارهة.
القاعدة الثالثة: العالم لا يعنيه مدى احترامك لذاتك ولا كيف ترى نفسك، فسوف يتوقع منك الجميع أن تنجز شيئاً وأن تؤدي دوراً قبل أن ينتابك شعور بالفخر تجاه نفسك.
القاعدة الرابعة:  اذا كنت تعتقد أن معلمك شديد وعنيف وأن طلباته المتواصلة تفوق طاقتك، فلا تسرع في الحكم وانتظر حتى يكون لك مدير.
 القاعدة الخامسة: لا تظن أن العمل في مطاعم الهمبرجر وغسيل الأطباق وظيفة دون المستوى، فقد كان أجدادنا وآباؤنا وما زال الناس فى الدول الفقيرة يتمنون فرصة عمل كهذه.
القاعدة السادسة: قبل ولادتك لم يكن والداك شخصين مملين، كما تظن الآن، لقد أصبحا كذلك بسبب مصاريف دراستك وارتفاع ثمن ملابسك الجميلة، والنظر إليك وأنت تكبر يوماً بعد يوم، ولذلك وقبل أن تشرع في إنقاذ وتغيير العالم وإنقاذ الغابات الاستوائية من الدمار وفى حماية البيئة والتخلص من السلبية في العالم، ابدأ أولاً في تنظيف دولابك الخاص، وأعد ترتيب غرفتك.
 القاعدة السابعة: إذا ما أخطأت وسقطت وارتبكت، فاعلم أن الذنب ذنبك، وليس ذنب أهلك أو والديك، وبدلاً من أن تبكي وتندب حظك، تعلم من أخطائك.
القاعدة الثامنة: قد تكون مدرستك قد تخلصت من المتفوقين والكسالى معاً، إلا أنهم ما زالوا موجودين في كل مكان. وفى بعض المدارس تم إلغاء درجات الرسوب، حيث يتم منح الطلبة أكثر من فرصة لإعطاء الإجابات الصحيحة، وهي فرص لن يتمتعوا فيها عند الخروج إلى الحياة العملية، ففي بعض الأحيان لا يتم منحنا إلا فرصة واحدة فقط.
 القاعدة التاسعة: الحياة التي نراها في الأفلام السينمائية؛ ليست واقعية ولا حقيقة. في الواقع لا يقضى الناس كل وقتهم في اللعب والإجازات والجلوس في المقاهي الفارهة، بل عليهم الذهاب إلى العمل.
القاعدة العاشرة: الحياة ليست سلسلة من الفصول الدراسية المتتابعة، ولن تستطيع أن تقضى كل فصل صيف في إجازة، ولن يكون أصحاب الأعمال مثلاً كالمعلمين متفرغين فقط لمساعدتك عليك أن تساعد نفسك وأن تنجز كل أعمالك على حساب وقتك أنت.
 القاعدة الحادية عشرة: عليك أن تحترم المتفوقين _ حتى وإن كانوا غريبي الأطوار _ لأنه ربما ينتهي بك الحال في العمل تحت قيادتهم.

-         منقول بتصرف -


الأربعاء، 5 يونيو 2019

مكتبات الأطفال ودورها في تنمية المهارات اللغوية والعلمية


ليس ثمة سفينة كالكتاب تحملنا من مكان الى آخر وتنقلنا بعيداً، فالكتاب هو الملجأ والحضن، وهو المخزن الذي يحتوي كنوز العالم من الأفكار والعلوم والإرث.
وعندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة أساسية عندئذ يمكن ان نقول اننا أصبحنا قوما متحضرين.
لهذا على الأهل أن يدركوا جيداً أهمية هذا الكتاب ودور المكتبة في تطوير قدرات الطفل ومهاراته اللغوية والاتصالية، كذلك امكانياته الفنية والعلمية.
من المؤكد ان المكتبات تساعد الأطفال على تزويدهم بالمعلومات والمهارات والمعرفة والمتعة، لهذا يجب أن يشعر الطفل أن مكتبته هي عالمه الخاص الذي ينتمي اليه وعليه، يتوجب علينا ان نخصص له مكانا محددا لتكوين هذا العالم الذي يستطيع أن يطلق عليه اسم " مكتبتي الخاصة " ليس بالضرورة ان نقوم بشراء الدواليب الخاصة والباهظة الثمن. ان المطلوب هنا تحديد مكان أو أرفف معينة أو ادراج في خزائن البيت أو في غرفة الطفل إذا أمكن تكون خاصة لطفلك ويشعر بانتمائه لها.

كيف ننظم مكتبات الأطفال

على الأهل بعد أن يخصصوا المكان ان يتركوا للطفل حرية توضيب وترتيب مكتبته حسب رغبته ليشعر بالاستقلالية وأنه هو سيد القرار فيها، ولكن نستطيع ان نطلعه على بعض الأفكار ليختار ما يناسبه.
-         توضيب الكتب حسب المواضيع كفرز القصص عن الكتب المدرسية، عن المعاجم وكتب المعرفة.
-         ترتيبها وفق ما تم قراءته بالفعل وفصله عن الكتب التي لم يقرأها بعد، تحفيزا لقراءتها.
-         بحسب أهميتها بالنسبة له وبهذا يكون واضحا بالنسبة لنا ما هي نوعية الكتب التي تستهويه ونقوم بالاهتمام بها أكثر.
-         نستطيع ان نرتبها حسب الوانها واحجامها .
ليس المطلوب هنا بمكتبة الطفل الخاصة والصغيرة ان نقوم بترتيب الكتب والقصص وفقا لمعايير الفهرسة والتصنيف، انما المهم ان يشعر الطفل بالرغبة إلى الانتماء لهذا المكان وأن يشعر بالسعادة فيه. انه عالمه الخاص وهو المكان الذي سوف يقضي فيه الوقت المحبب له للترفيه والتسلية وسوف يزوده بالمعلومات الساحرة والمهارات اللغوية من دون اللجوء الى القوالب الجامدة المعتمدة في التدريس، وبعيدا عن التكنولوجيا الحديثة والألعاب الالكترونية والبرامج والتطبيقات التي تجذبه وتبعده عن الكتب والمكتبات.

الهدف من مكتبات الأطفال

مكتبات الأطفال، الأطفال، كتب الاطفال، المكتبات

يبقى الهدف الأول والأساسي غرس حب القراءة إنها الخطوة الأهم وكل ما يتبعها يبقى ثانويا، فإذا غرسنا هذا الحب وهذه الهواية والرغبة استطعنا ان نتوصل الى ما يليها من اهداف مهمة أخرى ، ولكي نشجعهم على القراءة علينا ان نكون القدوة الحسنة وان نقرأ معهم .
كما ان تنمية قدرات الطفل على الابداع والخلق والتطوير تبدأ من خلال الكتب، فالأجهزة الالكترونية تلعب دورا محدودا ومحددا في هذا المجال، بحسب الألعاب والتطبيقات، إضافة الى ما تحتويه من أفكار عدائية مرفوضة، نعاني من تأثيراتها السلبية على أطفالنا. انما الكتب تبقي الباب مفتوحا امام جميع الاحتمالات وعلى كافة الأصعدة.
بالإضافة الى ما سبق تمنح الكتب المعلومات التي تساعدهم على تطوير قدراتهم اللغوية والمعرفية التي يحتاج اليها الطفل في حياته المدرسية.

اقرأ ايضا 
     أولادنا لا يقرأون، كيف نشجعهم على المطالعة؟

الثلاثاء، 4 يونيو 2019

التربية بالحب، والقدوة الحسنة


 " كن لابنك معلما وهو طفل، وصديقا حين يكبر ".
"جذور التربية مريرة، ولكن ثمارها حلوة".
"الأولاد بحاجة الى نماذج، أكثر منهم الى نقاد"

يتردد على مسامعنا الكثير من الحكم والأقوال التي نسمعها ونحفظها عن ظهر قلب، ولكن شتان بين الحفظ والتطبيق. فغالبا ما يصطدم الأهل خلال تربيتهم لأطفالهم بالصعوبات التي تشعرهم أحيانا بالعجز وعدم قدرتهم على مواصلة المشوار الطويل، لما تحتويه من عراقيل تفقدهم صبرهم واعصابهم وتصل بهم الى حد الشعور بالفشل الذريع.

التربية بالحب 
ان تربية الأطفال بحاجة الى الكثير من الوعي والحكمة والجهد كما انها بحاجة ماسة الى الكثير من الحب، فالتربية بالحب هي أول خطوة لإشباع العاطفة عند الطفل والتي تكون الحجر الأساس في تكوين شخصيته. ويعاني الأهل كثيرا من عدوانية أولادهم وقسوتهم وعنادهم ولكن في الحقيقة ان كل هذه التصرفات ما هي إلا دلالات على حاجة أطفالهم للاهتمام والشعور بالحب.
التربية، التربية بالحب، دور الاهل في تربية الاطفال ، القدوة الحسنة

ان مشاكل الحياة تبعدنا أحيانا عن أطفالنا فالأم والأب على السواء عندما يعودون في المساء الى البيت مجهدين من أعباء الحياة، لا يكون لديهم المتسع الكافي من الوقت للجلوس مع أولادهم واحتضانهم وضمهم ومعرفة ما يدور في عقولهم الصغيرة، في المقابل تكون ردة فعل الأولاد تجاه هذا الإهمال والاغفال وبهدف لفت الانتباه وللحصول على حاجتهم من الرعاية والحب، الفشل في الدراسة والعناد والإهمال والرفض.
من هنا علينا قبل كل شيء ولنعوض هذا الحرمان الذي يعاني منه أطفالنا ان نحضنهم ونحتضنهم، ليكن وقت الغذاء مخصص للاستماع إليهم، ان جلوس الأهل مع أولادهم على طاولة الطعام وتبادل اطراف الحديث معهم، يشعرهم بوجودهم ويشعرهم بالدفء والحنان وبأهميتهم كعنصر مهم وأساسي من العائلة. لهذا علينا ان لا نغفل أبسط الأمور التي تعزز من ثقتهم بنفسهم وتقوي شخصيتهم. وفي المساء لتجلس العائلة مجتمعة وتتناقش في قضايا الحياة على مسمع أولادها، فالقيم تغرس في نفوس أطفالنا بهده الطريقة دون أن نشعر.

التربية بالقدوة الحسنة
التربية، التربية بالقدوة الحسنة ، دور الاهل في تربية الاطفال ان أولادنا اليوم هم كالعجينة نشكلها كيفما نشاء ونزرع فيها ما نريد من أفكار وقيم ليصبح أطفالنا رجالا ناجحين في المستقبل.
ومما لا شك فيه ان القدوة أحد أهم الوسائل التربوية المتبعة في التربية وذلك لفعاليتها، وتعتبر أكثر الوسائل تأثيرا، وبدون هذا التطبيق الواقعي تكون التوجيهات كتابة على الماء لا أثر لها في قلوب المتلقي وعقولهم.
ولهذا نحن مطالبون جميعا كأهل ان نكون هذه القدوة الجيدة أمام أولادنا، فلا يكفي ان نقول ونشرح ونكرر القول وننتقد، انما المهم هو الفعل، فهم لا يحفظون ما نقول انما يكررون ما نفعل، ان أطفالنا لا يستمعون الينا بل يقلدوننا لذا علينا ان نحذر مما نمارسه اليوم في حياتنا لأن أولادنا سيطبقونه في الغد القريب، دون إدراك منهم إذا كان صحيحا او خطأ.

اقرأ أيضا :
أولادنا لا يقرأون، كيف نشجعهم على المطالعة؟
ندوة : التربية النفسية والصحية لأولادنا وتأثيرها على تفوقهم الدراسي

الخميس، 30 مايو 2019

تدريس مادة الحاسوب (الكمبيوتر) في المدارس ضرورة ملحة


يقول آينشتاين: "ان الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فالمعرفة محدودة بما نعرفه الآن وما نفهمه، بينما الخيال يحتوي العالم كله، وكل ما سيتم معرفته وفهمه الى الأبد."
وبهذا يعتبر استخدام الأطفال لبرامج الحاسوب (الكمبيوتر) في العملية التعليمية وسيلة تمده بتقنية التخيل والرؤية، وهو ما يحتاجه الطفل في حياته للإبداع.


تعليم الكمبيوتر،ادخال الحاسوب في التعليم، مادرة الحاسوب، ادخال الكمبيوتر في المدارس

يعتقد البعض ان أولادنا أصبحوا على دراية كاملة بالحاسوب (الكمبيوتر) وبرامجه وبرمجياته، وانه بمجرد قدرة الطفل على حمل الآيباد وغيره من الالكترونيات والهواتف، واستخدام برامج التواصل الاجتماعي واللعب في بعض الألعاب الترفيهية او تمضية الوقت على بعض التطبيقات التعليمية أصبح ملماً بجميع الجوانب الأساسية لاستخدام الكمبيوتر، وهذا الأمر غير صحيح.
ان أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الالكترونية الحديثة أكثر تعقيدا ونحتاج الى تعلم مهارات استخدامها. واطفالنا لا يعرفون الا القشور السطحية في هذا الكم الهائل من الإنجازات التكنولوجية الحديثة.
من هنا كانت ضرورة ادخال تعليم مادة الكمبيوتر كمادة أساسية في المناهج الدراسية وان لا يتم اعتماد هذه المادة كمادة بسيطة وترفيهية، انما على المدارس ان تخصص قاعات خاصة تحتوي على الأجهزة المناسبة لتعليم وتطبيق هذه المادة، وان يتم تناولها بجدية تامة لما لهذه المادة من ارتباط وثيق باختصاصات الغد والمستقبل، ولما لها من قدرة على توسيع مدارك ومعلومات الأطفال.

أهمية تعليم مادة الحاسوب (الكمبيوتر)
1-              خلق روح التجربة والمحاولة، والصواب والخطأ، والتفكير المنطقي والتحليلي لدى الأطفال.
2-              استخدام اللغات والتواصل من خلال النص والصوت والصورة.
3-              يضفي على الطفل الشعور بالتحكم، والثقة بالنفس وبالتالي التفوق والتميز.
4-              تعويد التلاميذ على استخدام الكمبيوتر في المراحل الأولى من حياتهم وصولا الى استخدام شبكة الانترنت في مختلف مراحل التعليم اللاحقة وهو أمر أساسي جدا في عصرنا الحالي.
5-              يثير جذب الطلاب بدل المواد الورقية الجافة وذلك من خلال تقديم الصور والأفلام والتسجيلات الصوتية بعيدا عن روتين الحفظ والتلقين.
6-              توفير بيئة تفاعلية والاستفادة من المفاهيم المرئية (البعد الثالث) خاصة في المواد الجافة كالرياضيات، والخرائط في الجغرافيا.
7-              يجعل عملية التعليم أكثر جاذبية، وتوفر الألوان والموسيقى والصور والتجديد في الشكل اختصارا للوقت والجهد.
تعليم الكمبيوتر،ادخال الحاسوب في التعليم، مادرة الحاسوب، ادخال الكمبيوتر في المدارس
والمطلوب هنا دراسة الطفل لمادة الكمبيوتر حتى يكون قادراً على استخدام هذه الأجهزة السحرية بيسر وسلاسة، ولا نتعلم هذه المادة بطريقة نظرية لنضيفها الى المواد الأخرى الجافة الموجودة في مناهجنا بل نتعلمها بطريقة تطبيقية ننفذ من خلالها أنشطة مختلفة.
ففي الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوروبية واليابان ينظر الى الحاسوب كشرط أساسي في التدريس وهو مادة تعلم في جميع المناهج التعليمية.

ما هي مادة الحاسوب (الكمبيوتر)
من خلال هذه المادة يتعرف الطالب على مكونات الحاسوب الصلبة (hardware) وهي التي تضم معالج الحاسوب والذاكرة والتخزين وغيرها.
والبرمجيات (software) والتي تشمل نظام التشغيل وتطبيقات البرامج.
تعليم الكمبيوتر،ادخال الحاسوب في التعليم، مادرة الحاسوب، ادخال الكمبيوتر في المدارس
وبحسب المراحل التعليمية يتعلم الطلاب أساسيات استخدام الكمبيوتر، وأساسيات استخدام البرامج وكيفية البحث، لغة البرمجة البسيطة، شبكة الانترنت، برنامج مايكروسوفت بمختلف تطبيقاته، والذي يعتبر من اهم البرامج المستخدمة في حياتنا اليومية بمختلف اتجاهاتها.

الحاسوب من أهم المهارات التي يحتاجها الطلاب للنجاح
في القرن الواحد والعشرين لم تعد العملية التعليمية تقتصر على التلقي والحفظ واسترجاع المعلومات من خلال الامتحانات والاختبارات، فالعملية التعليمة أصبحت
     أكثر تعقيدا خصوصا في المرحلة الجامعية، وأصبح على الطالب الجامعي أن يكون ملماً بعدد كبير من البرامج وأهمها مايكروسوفت والذي يعتبر من أكبر البرمجيات في العالم.


تعليم الكمبيوتر،ادخال الحاسوب في التعليم، مادرة الحاسوب، ادخال الكمبيوتر في المدارس
فالطالب الجامعي مطالب حالياً بأن يجيد الطباعة باللغتين العربية والأجنبية، وأن يكون ملماً باستخدام العديد من التطبيقات التي تساعده في دراسته وفي عرض وتقديم أفكاره (Presentation).
كما عليه أن يجيد استخدام الكمبيوتر في عملية البحث عن مراجع ومصادر ومعلومات مطلوبة، حتى التواصل مع الجامعة ومع الأساتذة فيها أصبح يتم من خلال هذه الشبكة العنكبوتية.
إن لغة العصر الحديث هي لغة الكمبيوتر ولا نستطيع ان نواكب تطورات العصر ونحن نجهل جزء أساسي منه وهو التكنولوجيا والاجهزة الالكترونية وشبكات الانترنت وغيرها.

سوء استخدام الكمبيوتر
يعتبر البعض أن أولادنا الذي يقضون ساعات على أجهزة الكمبيوتر والألعاب الالكترونية هم ضحية التكنولوجيا الحديثة، ومن الضروري إبعادهم عنها قدر المستطاع بدل من ان ينغمسوا في فهمها أكثر وبالتالي يتعلقون بها أكثر.
تعليم الكمبيوتر،ادخال الحاسوب في التعليم، مادرة الحاسوب، ادخال الكمبيوتر في المدارسوالحقيقة ان سوء استخدام هذه الالكترونيات وعدم وجود رعاية ومراقبة ومتابعة من الأهل ومن المعنيين هو المشكلة. نجد من يقول ان الأجهزة الالكترونية قد تتسبب بتشتت الأطفال من كثرة المعلومات المتوفرة فيها، كما تسبب بحالات من الإدمان للتكنولوجيا وأنها أساءت للأنشطة المختلفة التي كانت ترافق الطالب في وقت الدرس، إضافة الى إزالة الخصوصية والميل الى العزلة وتعلم عادات عنيفة وغريبة عن مجتمعاتنا، ولكن السبب ليس في هذه التكنولوجيات إنما بسوء استخدامها على الشكل الصحيح والمطلوب والمرجو منها.
ففي الدول الأجنبية والتي يستخدمون فيها الآيباد بدل الكتب ويتواصلون مع اساتذتهم في العملية التربوية عبر الانترنت بدل الدفاتر والكتب، لا يسمح للأطفال بالتمادي في استخدام هذه الالكترونيات تفاديا للوقوع بالإدمان واضرار التكنولوجيا.

اقرأ أيضا:
أسباب التعثر الدراسي ، وكيفية مواجهته
ندوة :  ” أهمية مرحلة الروضة في تطوير قدرات الطفل “

الثلاثاء، 28 مايو 2019

اختيار التخصصات الجامعية الصحيحة ينهي عصر البطالة


 يشكل قطاع التعليم العالي حجر الأساس في موضوع التنمية البشرية في المجتمع.
ويعتبر التعليم الجامعي حاجة أساسية للراغبين في تحسين مستواهم المعيشي، وهدف لمعظم الطلاب الراغبين في الحصول على وظائف مهمة تحقق طموحاتهم المستقبلية. إلا أن هذه الشهادات تصبح بلا قيمة، إذا لم يرافقها الحصول على الوظيفة المناسبة، وذلك بعد المعاناة التي مر بها معظم الخريجون خاصة الصعوبات المادية والاقساط العالية التي تطلبها معظم الجامعات الخاصة في لبنان.
الوظائف، اختبار الختصاص المناسب، البطالة
وأشارت احصائيات نشرت في يوليو 2018 في لبنان، ان عدد خريجي الجامعات سنوياً يصل الى 32 ألف طالب يتخرجون معظمهم من 28 جامعة خاصة، إضافة الى الجامعة اللبنانية، فيما يبلغ عدد العاطلين عن العمل في لبنان 660 ألف شخص معظمهم حاصلين على الشهادة الجامعية.
من هنا يتوجب علينا ان نقف، ونبحث عن الأسباب التي أوصلتنا الى هذه الأرقام الهائلة، والى حلول لتفاديها.
 أولا : ان الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة، وغياب الاستثمارات في لبنان تلعب دورا كبيرا بتفاقم ازمة البطالة في كافة القطاعات العملية، وعلى القيمين والمعنيين البحث عن السبب الرئيسي خلف هذا الكم الكبير من العاطلين عن العمل في لبنان رغم حصولهم على الشهادات الحجامعية المطلوبة والتي تعتبر مفتاح نجاحهم في المستقبل، والتي عليها ان تساعدهم في الحصول على الوظائف. وما حاجتنا لهذه الشهادات إذا لم نحصل على الوظيفة وبالتالي العمل بها، حتى أننا نجد أحيانا البعض ممن عملوا بوظائف لا علاقة لها باختصاصهم الجامعي او بمرافق سياحية ومطاعم لا تحتاج أي شهادة جامعية حتى لا يبقوا عاطلين عن العمل. وبالتالي يكون الأهل قد دفعوا المبالغ الطائلة لتعليم أولادهم حتى يؤمنوا لهم ما هو ضروري لحياة كريمة، ولكن للأسف لا يصلون الى مبتغاهم. مما يستوجب سفرهم الى الخارج أملا في البحث عن فرص عمل.
ثانيا : الجامعات الخاصة مطالبة بتقليص الفجوة بين ما هو مطلوب من اختصاصات وما هو متوفر فيها وذلك من خلال وضع آلية معينة، تمنع وصول عدد الخريجين في مجال دراسي محدد الى الالاف علما ان البلد لا يحتاج الى ربع هذا العدد من الخريجين منه، ويكون ذلك من خلال وضع عدد محدد لكل فرع من فروع الاختصاصات لديها يكون بحسب حاجة المجتمع. وتشجيع الطلاب على دراسة الاختصاصات المطلوبة في المؤسسات.

البطالة، فرص العمل، التخصصات الجامعية
ثالثا : يفتقد لبنان الى العديد من الدراسات والأبحاث والى المصداقية في هذا النوع من الدراسات التي تشير الى عدد الخريجين وعدد الاختصاصات المطلوبة في سوق العمل، وبالتالي ان الدولة هي مسؤولة أيضا بشكل او بآخر بإغراق البلد بهذا الكم من الخريجين من خلال غياب الوعي للدراسات الجديدة وحاجة المجتمع وتوعية الطلاب والاهل للاختصاصات.
رابعا: يتوجه معظم الطلاب الى الاختصاصات السهلة ويبتعدون عن الاختصاصات الصعبة والتي تحتاج الى الكثير من الجهد والتعب أو الى عدد سنين أكثر مثل الهندسة والطب، كما أن معظم الطلاب يرفضون الاختصاصات المهنية حتى لو كان المجتمع بحاجة لها على اعتبار اقل قيمة اجتماعية من الاختصاصات الأخرى، وهذا ما هو متعارف عليه جدا في لبنان.

كيف نعرف الاختصاصات الأكثر طلباً
نشرت مجلة أمريكية مؤخرا تقريرا ذكرت فيه ان هندسة الأدوات الطبية احتلت المرتبة الأولى في الاختصاصات الأكثر طلبا في سوق العمل الأمريكي، فيما تحتل الاختصاصات مثل هندسة البرمجيات وهندسة البترول الاختصاصات الاعلى دخلا بين الاختصاصات الأخرى.

من هنا جاءت الحاجة الى معرفة الطالب اللبناني ما هي الاحتياجات المطلوبة في مجتمعه وفي الدول العربية المجاورة. نحن بحاجة الى دراسات صادقة تشرح الواقع العام وتنقل صورة صادقة عن احتياجات المجتمع وفي كافة القطاعات، حتى لا يبقى الخريجون من دون وظائف وبالتالي عاطلين عن العمل.

ما هي الاختصاصات الجديدة
نحن اليوم بأمس الحاجة الى اختصاصات جديدة تواكب متطلبات العصر الحديث، وتلبي احتياجات سوق العمل والسؤال ما الاختصاص الذي أدرسه اليوم حتى أضمن الحصول على وظيفة في السنوات المقبلة وبرواتب جيدة.
اليك بعض هذه الوظائف المطلوبة ومجالاتها:
اختصاصات المستقبل 
1-              الطاقة البديلة:
لا نستطيع ان نبقى معتمدين على الوقود للأبد، من هنا ظهرت الحاجة الملحة الى الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وهي من أفضل الاختصاصات المطلوبة اليوم والتي تغير حاجة المجتمع الى النفط في بلد تتوفر فيه الشمس والماء والرياح.
2-              علم الروبوتات:
دخل الروبوت في معظم أعمال البشر من أصغرها وصولا الى الطب والعمليات الجراحية. لهذا يتوجب ان نهتم به.
3-              علوم البيانات:
هذا الاختصاص يؤكد الحاجة الى البيانات وكيفية تحليلها وتسهيل عملية التعامل معها. وذلك من أجل تقديم المساعدة للمؤسسات في اتخاذ القرارات.
وهنا نتمنى على كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية ان تهتم بهذا الاختصاص الجديد لما فيه ارتباط وثيق بجزء من المناهج المعتمدة في قسم التوثيق من حيث كيفية تحليل البيانات ووضع الملخصات. والبعد عن دراسة أرشفة الصور والصحف وفهرسة وتصنيف الكتب لأنها أصبحت لا تحتاج الى عدد من الخريجين للقيام بها بفضل الالكترونيات الحديثة.
4-              شبكات الانترنت:
من الاختصاصات الثورية التي سيزداد الطلب عليها في المستقبل، بحيث من المتوقع ان يصل عدد الأجهزة الالكترونية المرتبطة بالانترنت حوالي 30 مليار جهاز بحلول 2020، والانترنت أصبح على ارتباط وثيق مع الأجهزة الالكترونية الأخرى، وذلك من خلال استخدامها عبر ربطها بالانترنت.
5-              أمن الشبكات الالكترونية
مع كثرة عدد الجرائم الالكترونية أصبح الأمن السيبراني حاجة ملحة سواء للمؤسسات الحكومية او للشركات الضخمة.

ما هي الاختصاصات التي اندثرت

في المقابل نجد عددا من الوظائف قد اختفت نذكر أبرزها:
1-              خدمة العملاء عبر الهاتف، والتي تم التعويض عنها ببرنامج الكتروني.
2-              شركات السياحة، والتي أصبحت المواقع الكترونية المتخصصة تقوم بما كان مطلوبا منها في السابق.
3-              رجل البريد، البريد الالكتروني أصبح أكثر استخداما، واستطاع ان يتخطى حدود الزمان والمكان
4-              السكرتارية ، وغيرها من الوظائف الإدارية التي تم الاستغناء عنها كليا أو أصبحت المؤسسات الضخمة تحتاج الى شخص واحد أو شخصين كحد أقصى علما انه في السابق كان يتجاوز عددهم العشرات لدورهم في ترتيب الملفات وتنظيمها وجدولة المواعيد ، اليوم اصبح الكمبيوتر والهاتف الذكي يقومون بالكثير من هذه العمال الإدارية البسيطة ، واصبح جميع العاملين يجيدون استخدام الكمبيوتر والطباعة .
5-              موظف المكتبة ، كانت المكتبات في السابق تحتاج الى عدد كبير من الموظفين المتخصصين في علم المكتبات إضافة الى الفنيين العاديين ( المختصين بالطباعة) وذلك لتسهيل عملهم في المكتبات ، اليوم مع تراجع الاقبال على المكتبات كمصدر أساسي لاستقاء المعلومات والمراجع، أصبح خريج واحد قادر على القيام بدور أمين المكتبة وجميع الوظائف التالية المطلوبة من فهرسة وتصنيف وارشفة كل هذا من خلال برنامج واحد وجهاز كمبيوتر واحد، فلم تعد هناك الحاجة لطبع عشرات البطاقات لتوضيبها كل في قسمها المخصص من مؤلف وعنوان ودار نشر ، ورؤوس موضوعات ، بطاقة واحدة على جهاز الكمبيوتر .
البطالة، البحث عن العمل، الاختصاصات الجامعية
 في الختام لا بد من الإشارة الى ان المجتمع العربي يهمل التخصصات الاجتماعية والإنسانية رغم دورها في بناء الفكر وفهم قضايا المجتمع وتنمية القضايا الإنسانية، لما لهذه الاختصاصات من دور في انشاء مراكز الدارسات والأبحاث، التي إذا وجدت تصبح قادرة على تصحيح مسار المجتمع نحو الأفضل.
اقرأ ايضا:
اختصاصنا الجامعي المناسب ، كيف نختاره ؟




( محو الامية المالية Financial literacy)

 هل ترغبون في معرفة المزيد عن المال وكيفية التعامل معه بذكاء؟ اليوم سنتعلم سوياً كيف نكون أذكياء مالياً  اليوم سندخل في رحلة ممتعة إلى عالم ...