تعيش البيوت خلال هذه الفترة أزمة طاحنة، يتم
فيها استنفارا كاملا، وذلك مع دخول الطلاب مرحلة الامتحانات، خاصة الرسمية منها
للمرحلتين المتوسطة والثانوية.
وإذا كان القليل من الخوف والقلق هو شعور طبيعي
ينبع من إحساسنا بالمسؤولية والاهتمام بما نقوم به لإنجازه على أكمل وجه، وصولا
الى تحقيق المطلوب منا بالشكل المناسب ، إلا أن الخوف الزائد قد يصل بنا الى الفشل
على الرغم من استعدادنا المناسب لاجتياز هذه المرحلة الحرجة .
لماذا هذا الخوف من الامتحان، وما هي القواعد
الأساسية الواجب تطبيقها للقضاء على هذا الشعور؟
لماذا يرافق التوتر والقلق الامتحانات؟
قد يكون الخوف أساساً تعبيرا عن عدم ثقتنا
بنفسنا وبالتحضيرات المطلوبة منا قبل الدخول الى الاختبار، ولكن ليس هذا فقط، إنما
هناك أمور أخرى يقع على عاتق الاهل جزء كبير منها، فدور الأهل السلبي حين يرددون
على مسامع أولادهم الكثير من العبارات التي يعتقدون أنها تشجعهم على تحمل
المسؤولية والاهتمام بدروسهم، الا انها في الحقيقة تسبب لهم الإحباط والارتباك
وبالتالي الشعور بالعجز ثم الفشل.
هناك عبارات نسمعها يوميا في منازلنا "عند
الامتحان يكرم المرء أو يهان " وغيرها من العبارات التي تزيد نسبة الخوف
والقلق عند الطلاب.
هنا علينا ان ندرك جيدا أن الامتحانات ليست
قضية حياة أو موت انما هي طريقة لتجاوز المراحل الدراسية المطلوبة منا لنصل الى
أهدافنا. نحن نقضي أكثر من 15 سنة في حياتنا ونحن ندرس ونثابر، ولا بد لنا أن نخضع
لهذه الاختبارات حتى ننتقل من مرحلة إلى أخرى بنجاح، فهذه الاختبارات هي عملية
تقييم لكفاءاتنا وقدراتنا، وإذا استعدينا إليها جيداً نستطيع أن نتجاوزها بسلاسة
وسهولة ويسر.
كيف نستعد جيدا للامتحان؟
الاستعدادات هي مرحلة مهمة جداً، لكي نحصد
زرعا مثمرا علينا أن نزرع بزورا صالحة وسليمة في أرض خصبة ، وأن نقوم برعايتها
رعاية دائمة، وهكذا إذا أردنا أن ننجح في الامتحان علينا أن نستعد جيدا ، ولا يكفي
الأسبوع الأخير قبل الامتحان للاستعداد وبعدها نقول لماذا نشعر بالخوف، علينا أن
ندرس كل يوم وأن تكون فترة المراجعة للامتحانات هي الفترة المطلوبة لتثبيت هذه
المعلومات وليس لدرسها للمرة الأولى، لأن ضيق الوقت يشعرنا بالتوتر. من هنا علينا أن
نقوم بإعداد جدول ثابت ومنظم نلتزم به، ونراعي فيه أوقات الترفيه والراحة لأنها ضرورية
كحاجتنا للدرس.
بعد تحديد ساعات الدرس وساعات الترفيه علينا أن
نهتم بتحديد ساعات النوم لأهميتها أيضا، فلا بد أن نبدأ يومنا ونحن نشعر بالنشاط والابتعاد
قدر المستطاع عن السهر لأن النعاس في النهار يؤثر كثيرا على تركيزنا وبالتالي
قدرتنا على الدرس والحفظ.
كما يجب علينا أن نهتم كثيرا في هذه الفترة
بتناول الوجبات الصحية والاكثار من الخضار والفاكهة، لأن حفاظنا
على نمط غذائي متوازن سيساعدنا حتماً على التركيز ويجنّبنا الأمراض والمشاكل
الصحية المختلفة. ولأنّه لا يوجد نوع واحد من الأطعمة يحوي على كافة المواد
الغذائية الضرورية، فيجب تناول مزيجاً منها.
الامتحان فرصة للذهن
لاسترجاع المعلومات، وتحقيق النجاح.
-
رتب أغراضك قبل يوم الامتحان حتى تتجنب التوتر من إضاعة أوراقك
ومستلزماتك.
-
عزز ثقتك بنفسك، تحاشيا للضغط النفسي المربك.
-
في اليوم الأخير قبل الامتحان لا تكثر الدرس والمراجعة
لأن القلق يشعرك أنك لم تدرس شيئا وأنك نسيت كل المعلومات.
-
ابتعد عن النقاشات السلبية مع الأهل أو مع الرفاق.
-
حاول أن تتجنب قدر المستطاع تناول المنبهات (القهوة، الشاي)
تلك التي تخل بتوازنك وتشعرك أكثر بالتوتر .
-
ابتعد عن السلبية في الأفكار (ماذا سيحصل إذا لم انجح،
كيف سأتصرف) هذه الأفكار تشوشك، فكر بإيجابية وعزز ثقتك بنفسك، انت فعلت ما هو
مطلوب منك وأكثر.
-
لندرك جيدا ان الامتحان هو مجرد اختبار لتقييم قدراتنا
ومدى استيعابنا لمعلومات تم شرحها أمامنا، وليس وحشا سيفترسنا، لنثق بأنفسنا
ونتوكل على الله لينير عقولنا.
-
حاول ان تغير الأجواء في الساعات الأخيرة قبل الامتحان
لنصل الى الاختبار براحة نفسية، وثقة عالية.
كيف نتخلص من ضغط
الامتحان؟
تعتبر الدقائق الخمسة الأولى هي الأصعب، حتى تشعر
للحظة أنك نسيت كل شيء، وانك لا تعرف من أين ستبدأ في الإجابة.
-
ابدأ بالسهل من الأسئلة ثم انتقل الى الصعب فالأصعب.
-
قسم المسابقة الى اقسام لعدم إضاعة الوقت لأننا غالبا ما
نشعر أن الوقت يمر بسرعة وقد يفوتنا الزمن.
-
ثق بنفسك ولا تشتت افكارك مع من هم حولك في قاعة
الامتحان، ليس بالضروري ان يكون الجالس الى جانبك أذكى منك، ثق بقدراتك ولا تعتمد
على الاخرين.
-
ضع ساعة امامك لأنها ستشعرك بالأمان، ولكي تعمل في الوقت
المحدد واذا شعرت ان سؤالا استنفذ الكثير من الوقت اتركه وستعود اليه لاحقا.
-
لا تسلم المسابقة الى حين انتهاء الوقت وقم بمراجعتها
ومطابقة الأسئلة مع الأجوبة، حتى لو كنت متأكدا من اجوبتك.
-
عند الانتهاء من الامتحان لا تناقش ما كتبته مع رفاقك
ولا تعود الى كتبك للتأكد مما كتبته، خاصة إذا كنت ستخضع لامتحان ثاني في اليوم
نفسه لان شعورك بالخطأ سيربكك ويفقدك ثقتك بنفسك، ويشعرك بالتوتر، مما يؤثر على ادائك
في الامتحان التالي.
يبقى أن نقول في الختام ان المطلوب من الامتحان
لا ان يكون أداة لقياس مدى معرفة الانسان لمعلومة معينة في مقرر محدد، انما لتقييم
ذات الانسان وشخصيته واخلاقه ووعيه وادراكه وكيفية مواجهة المشاكل وتخطي العراقيل
التي تواجهه في حياته.
كما ان الدول المتقدمة تستخدم الامتحانات
التي تعتمد على الدقة والسرعة والتصحيح وليس الامتحانات التقليدية التي تعتمد على
حفظ المجلدات، الا اننا في مجتمعنا ما زلنا متمسكين بهذا النوع من الامتحان فيظل
التلميذ موجها الى الامتحان أكثر من العلم، ومهتما بالاستعداد للامتحان أكثر من استعداده للحياة.
الخريطة الذهنية أداة تساعدنا على حفظ دروسنا واستعادتها بسهولة :
كيفية التخلص من ضغط الامتحانات
الخريطة الذهنية أداة تساعدنا على حفظ دروسنا واستعادتها بسهولة :
كيفية التخلص من ضغط الامتحانات