التعلم عن بعد ،هو نظام تعليمي رسمي، يقوم بعمليات تعليم وتعلم، على أساس الفصل شبه الدائم بين المعلم والمتعلمين، وبين المتعلمين بعضهم البعض، يقدم من خلال مؤسسة تعليمية رسمية، تقوم بعمليات تخطيط المواد التعليمية وإعدادها، وتقديم الدعم والمساندة للمتعلمين.
يلتحق به المتعلمون الذين لم تمكنهم ظروفهم من الحضور إلى المدارس والجماعات، ويعتمد على توصيل المحتوى والمواد التعليمية في شكل رزم Package وحقائب التدريبات العملية Kits، باستخدام وسائل تكنولوجية، ويقوم المتعلمون بدراستها بشكل مستقل، بمساعدة التعليمات التي تقدم من خلال هذه المواد، تحت إشراف المعلم وتوجيهه، الذي يتفاعل معهم عن بعد، باستخدام وسائط اتصال تكنولوجية.
ببساطة، يمكن القول أن التعلم عن بعد هو نفس التعليم التقليدي النظامي، ولكن المتعلم لا يحضر إلى المدرسة أو الكلية؛ لظروفه الخاصة، ويعتمد على التوجيهات والتعليمات التي تقدم من خلال مواد التعلم الفردي، تحت إشراف المعلمين والأساتذة، الذين يتصل بهم عن بعد باستخدام وسائط الاتصال التكنولوجية المختلفة.
فلسفة التعلم عن بعد وأهدافه:
التعلم عن بعد هو تعليم حكومي رسمي، ولكنه غير نظامي، يقوم على أساس توصيل المواد التعليمية إلى الأفراد الذين لا تمكنهم ظروفهم من الحصول على التعليم النظامي، وذلك باستخدام وسائط وتكنولوجيات التعليم عن بعد.
وكما جاء في تقرير مكتب التقدير التكنولوجي Office of Technology Assessment (OTA) سنة 1989، حول أنشطة التعلم عن بعد، على مستوى المدارس الابتدائية والثانوية، في كل الولايات الأمريكية، أن التعلم عن بعد جاء استجابة للعديد من المشكلات التي تواجه التربية الأمريكية، مثل نقص المعلمين المتخصصين في مناطق الريف، وضيق الفرص التعليمية للتعليم غير النظامي.
كما ورد في تقرير رابطة الحكومات الوطنية national Governors Association، سنة 1989، أن التعلم عن بعد هو أحد الاتجاهات التربوية المعاصرة، وينقل التعلم إلى المناطق النائية باستخدام التكنولوجيا، وتزويد المدارس بمقررات تعليمية خاصة للتلاميذ، ورفع مستوى المعلمين، وتقديم تعليم للمناطق التي تعاني من نقص المعلمين
الخصائص المميزة للتعلم عن بعد:
النظام التعليمي: فالتعلم عن بعد ليس دراسة خاصة حرة، ولكنه نظام تعليمي يمنح نفس المؤهلات التي يمنحها التعليم التقليدي، ولكن للطلاب الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى المؤسسات التعليمية، وذلك عن طريق مؤسسة تعليمية، مدرسة أو كلية، تقوم بعمليات التخطيط والتنظيم الدقيق في كافة المجالات التنظيمية والتعليمية، وإعداد المقررات والمواد التعليمية، والتواصلية، والتقويمية، وتقديم خدمات الدعم والمساعدة للمتعلمين.
الفئة المستهدفة: وهم الأفراد الذين لم تمكنهم ظروفهم الخاصة من الحضور إلى المدارس والجامعات، مثل المنقطعون والمتسربون من التعليم التقليدي، وغير الملتحقين بالمدارس والجامعات، والموظفين، والفئات الخاصة، وأبناء العاملين في الدول العربية.
البرنامج التعليمي: فنظرا لأن التعلم عن بعد يقدم من خلال مؤسسة تعليمية، مدرسة أو كلية، فهو يقدم برنامج تعليمي رسمي، يتكون من عدة مقررات، تعد مسبقا على أساس الأهداف المحددة.
عملية التعليم: فالتعلم عن بعد يقوم على أساس الغياب شبه الدائم لمجموعة التعلم خلال عملية التعلم. لذلك، فهو يعتمد أساسا على التعلم الفردي، الذي تقع فيه مسئولية التعلم على المتعلم، مع إمكانية حدوث لقاءات مباشرة وجها لوجه، أو من خلال الوسائط الالكترونية، بالصوت والصورة، بين المعلم والمتعلم، لمتابعة تعلمهم، وتذليل الصعوبات.
مكان التعلم: إذ يحدث المتعلم عن بعد خارج المؤسسة التعليمية Off Site، في المكان الذي يريده المتعلم، في المنزل، أو العمل، أو أي مكان أخر يراه مناسبا، ولا يوجد تعلم في الموقع.
مصادر التعلم ونظم التوصيل: فالتعلم عن بعد يعتمد على استخدام مواد تعليمية سابقة الإعداد pre- prepared Materials، في شكل رزم تعليمية، تشتمل على المواد المكتوبة، والتسجيلات الصوتية، والمرئية، وبرامج الكمبيوتر. وعلى حقيبة التدريبات العملية. ويتم توصيل هذه المواد للمتعلم باستخدام الوسائط التكنولوجية، مثل الإذاعة، والتليفزيون، والبريد الالكتروني، والويب.
عمليات التواصل والتفاعل، وخدمات الدعم والمساعدة: فالتعلم عن بعد يعطي أهمية خاصة للتواصل والتفاعل عن بعد بين المعلم والمتعلم وتقديم الدعم والمساعدة لهم، سواء أكان الدعم المؤسساتي، من خلال المؤسسة ذاتها، أو دعم المتعلم، وذلك باستخدام وسائط الاتصال والتفاعل التكنولوجية، مثل المراسلات البريدية الأرضية، وخطوط التليفون، والبريد الإلكتروني، ومؤتمرات الفيديو، والويب.
المرونة وحرية الاختيار: ففي التعلم عن بعد، ليس للمتعلم الحق في اختيار البرنامج التعليمي، ولا بداية الدخول فيه، ولا نهايته، ولا موعد الاختبار؛ لأن كل ذلك محدد سلفا، وعلى المتعلم الالتزام به. وتقتصر المرونة على التحرر والتخلص من قيود النظام التقليدي وواجباته، وعدم حضور المتعلم للمؤسسة التعليمية، وعلى الدراسة الفردية للمواد التعليمية، حيث يمكنه الدراسة عندما يريد، وفي المكان الذي يريده، وبالطريقة التي يريدها.
مقتبس : د. محمد عطيه خميس
أنظر ايضا :ادارة الوقت