النجاح في هذه الحياة أمره سهل لمـن يريدونـه، ويعرفـون طريقه، أما الذين يريدونه ولا يعرفـون سـبله فهـو علـيهم شـاق، لذلك فإنهم بحاجة أن يتفهمـوا أنفسـهم ويضـعوا أنفسـهم عـلى الطريق الصحيح، فلا يوجد نجاح بدون مشـقة، ولا تتـوفر الـثروة لمن لا يعمل على البحث عن سبل جمعها ، فالنجاح يعني الكفاح ويعني الجهاد ويعني الصبر والمثابرة والعـزم عـلى مـا تريـد بكـل قوتك .
1- مفهوم النجاح :
هو تعبير عن الشيء الذي
يناله الإنسان من بعد تعب وجهد جهيد.النجــاح هــو تحقيــق أحلامــك ..هــو اســتغلالك الأمثــل لطاقاتك..هو العلاقات الطيبة هو تحقيق ما تريـده وتـوده ..هـو التعلم من الماضي والاستفادة منه ..أو هو نتيجة فشل متكرر.
فالنجاح، هو عملية مستمرة نحو تحقيق المزيد، فهو فرصـة النمو المستمر عاطفيا و اجتماعيا وروحيا ونفسـيا وفكريـا وماليـا مع الإسهام في حياة الأخرين، إن طريق النجاح هو طريق التقـدم وليس مجرد نهاية نصل إليها .
أنواع النجاح :
النجاح إما أن يكون ماديا دنيويا، أو أن يكون معنويا أخرويا ،أما النجاح في الدنيا فيتمثل في النجاح المـدرسي بـأن يحصـل الطالـب على أعـلى الـدرجات ، أو النجـاح الجـامعي بـأن يرتقـي الطالـب ويجتهـــد فيحصـــل عـــلى أعـــلى المـــؤهلات العلميـــة الجامعيـــة كالماجستير أو الـدكتوراه، أو أن يكـون نجاحـا وظيفيـا بـأن ينـال الإنسان أفضل الوظائف وأرفعها قدرا وراتبا ومكانـة،أو ان يـنجح في إدارة مشروعه الخاص أو أن يكون النجاح في جمع الـثروة لمـن يحلم بها وهو محروم منها، بطرق مشروعة شريفة صحيحة بعـد فقر وشدة وهكذا
نحو النجاح :
كثيرا ينسون أحلامهم عندما يبدأون ويواجهون تحديات الحياة ويضعون طموحاتهم جانبا، ناسين أو متناسين قوتهم الداخلية، التي بإمكانها أن تقلب مستقبلهم رأسا على عقب .
فإيماننا بأننا من الممكن ان نتغير هو الخطوة الأولى على الطريـق الصــحيح . وعلينا ان نزيـد مسـاحة الثقـة بأنفسـنا او التغلب على مخاوفنـا ..أو نشـعر بالسـعادة أو نسـتمتع بحياتنـا أكثر .فغالبا ما يكون فى طريقنا نحـو النجـاح صعوبات ومشاكل وأزمات، فدعنا إذا نبدأ تلـك الرحلـة محـاولين التغلب على العقبات.
2- الشعور بقلة ذات اليد :
كثيرا ما نشعر بقلة الحيلـة وبقلـة ذات اليـد، ولا أعنـى هنـا بذات اليد المال، فدعنا نتفق في البداية على أن ننحـى مشـكلة المـال تلك جانبا، وستدرك أن أفكارك العظيمـة هي من تجلب المال إليك، وليس العكس، ولكنـي أعنـي بقلـة ذات اليـد عدم القدرة على التصرف في مواقف كثيرة، فمثلا حينما نفقد حبيـب أو نفصل من العمل أو يمرض شخص قريب لـدينا، ففـى مثـل هـذه المواقف دائما ما نشعر بأننا لا يمكننا فعـل اي شيء لجعـل الأمـور تتحسن، أو تعـود لسـابق عهـدها، وربمـا نكـون قـد فعلنـا مـا في وسعنا لإيجاد تلك الوظيفة أو لمقابلة نصفك الأخر، وحينما نجرب إتجاها جديدا، فهـذه بدايـة جديدة،نبـذل فيهـا قصـارى جهـدنا فهي اشياء قدرية خارجة عن إرادتنا، ولكن ما زلنا نفشل للوصول إلى الهدف .وحينما نفشل فنحن نخشى أن نجرب المحاولة مرة ثانيـة ؛ لأننا بطبيعتنا نخشى الألم، ولكنـك إن توقفـت عن المحاولة ستصـاب باليـأس والإحبـاط، سـتحول حياتـك إذا الى جحيم وستصبح احد المرضى باليأس وستظل حبيسـا للـماضي، لـذا فخيارك الوحيد أن تحاول من جديد، فتبحث عن وظيفـة اخـرى،وتبدأ في رسم الأحلام مع شريكة حيـاة جديـدة فالحيـاة لا تقـف على أحد، فلا تيأس وامض في طريقك .
3- قرار حقيقي :
أنت الان في حاجة إلى قرار حقيقي بالتغيير وإلقاء مخلفات الماضي جانبا، قد تقول أنك جربت العشرات بل المئات مـن الطـرق ولكنك فى الحقيقة جربت طريقة أو اثنين وسرعـان مـا اصبت بالإحباط والإنهزام وتراجعت عن أحلامك، وتركت الظروف تسرق منك أحلامك .
4- أسس معتقداتك وانطلق :
المعتقدات والأفكار تشبه في تكوينهـا تلـك الأعمـدة التي تساهم فى بناء البيت، فهي دعائم نجاح بناء الفكر، فـما تعتقـده سوف يتحقق، فحقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم هى حقائق الغد، فمعتقداتنا وأفكارنا مـن الممكـن أن تؤثر على حياتنا وحياة من حولنا، لـذا فعلينـا أن نحسـن وبدقـة إختيار تلك المعتقدات . فتغيير المعتقدات امر طبيعي أن يتبعـه تغيـير التصرفـات،فإحساســك بأنــك شــخص ذكي ســيدفعك إلى أن تغــير تصرفاتــك ويسمح لك بالحصول عـلى المـوارد التـي تسـاعدك عـلى الـتصرف فعلا بطريقة ذكيـة، ولكـن فى الغالـب افتقارنـا الى الثقـة يجعلنـا نقف عاجزين عن استخدام قدراتنا .فينبغى ان تؤمن في البدايـة بقدراتك لتأسس منها معتقداتك وتنطلق .
كيف نحول الفكرة إلى اعتقاد؟
المعتقدات عبارة عن منضدة بكامل ارجلهـا ثابتـه في مكانهـا،ما ستقترحه الان يمثل المنضدة ومـا ستسـتخدمه لتأييـد فكرتـك هو تلك الأرجل ، فمــثلا دعنــا نقــترح فكــرة أنــا شخص كريم هذه مجرد فكرة، نريد أن نؤيـدها بثوابـت، لنقـل إذا أن أصدقائي دائما ما يقولـون أني كـريم، وأسرتى تنعتنـي دومـا بالكرم، وأنى راعي لملجـأ للأيتـام، وسـنحصر تلـك المـدعمات التـى تمثل الأرجـل لتقـوى فكـرة أنـك شـخص كـريم، حينهـا سـتتحول الفكرة الى معتقد راسخ بـداخلك .فكـل هـذه الخـبرات لا تعنـى شيئا حتى تتجمع بجوار بعضها البعض لمساندة الف
كرة الرئيسـية،وحينما تتجمع ساعتها تشعر باليقين بشأن فكرتك، وبإمكاننا تغير تلك المعتقدات إذا ما وجدنا ثوابت وخبرات تؤكد صـحة المعتقـد الجديد .
والذى يترسـخ في ذهنـه أن العمـل والإنتـاج شيء مثير ولذيذ، سـوف يسـتمتع بمـا يفعـل، والـذي يترسـخ في ذهنــه أن العمــل والإنتــاج عــبء وواجــب ثقيــل، ســوف يحــس بالتعب والإرهاق لدى أي مجهود، والذى يميل إلى التفاؤل سوف يجد زادا للتفاؤل في كل شىء يصادفه، والذى يميـل إلى التشـاؤم سوف يجد ما يدعوا إلى التشائم في كل خطوة يخطوها .
5- ما تتصوره هو ما يتحقق :
أسرع طريقة لتغيير كيفية شعورك تجاه شيء ما هو أن تغير ما تركز عليه، فإذا أردت ان ينتابك شعور سيء فهذا امر في غاية السهولة ؛ كل ما عليك فعلة هو تذكر ذكرى سيئة حدثت لك أو حادث مؤلم وإذا سرحت فيه طويلا ستشعر بنفس الأسى الذى شعرت به في حين حدوثة، فكم هو سهل ان تدفع نفسك دفعا نحو المشاعر السيئة، وكذلك إذا اردت ان تشعر بإرتياح وسعادة تذكر موقفا حدث لك وركز عليك، وستشعر بالراحة تجاه هذا الموقف،فما تتصوره وما تسمح لنفسك به هو ما يتحقق، الأمر يشبهنا حينما نصور بكاميرا، فإذا ما سلطت الكاميرا على مشهد رومانسي أو مضحك سيدرك من يرى المشهد بعد ذلك أن الجو كان رائعا وممتعا، وإذا ما سلطت الكاميرا على مشهد دموي أو مشاجرة سيدرك من يرى المشهد أن المشهد لم يكن لطيفا أبدا، فكل ما تتصوره يتحقق وكل ما تحلم به يتحقق اجعل هذه قاعدة لك في حياتك، لذا فأحلم ولا تجعل لحلمك حد
6- الأحلام
كل شيء يبدأ بحلم، وأحلام اليوم هي حقائق الغد، فالـلـه عز وجل أعطى كل منا نصيبه من مقومات النجاح، لا يوجد شىء اسمه المال ولا الذكاء ولا القوة العضلية، فجميعنا متساوون في مقوماتنا ولكنها تختلف في نسبتها فقد يكون هناك شخص ذكي، وأخر يستخدم قوته العضلية أكثر، وأخر يملك من المال الكثير ولكن ان بحثت في النهاية ستجد كل له موهبته الخاصة، فهذا يجيد الشعر واخر يجيد الرسم وأخر يجيد التمثيل، وأخر يجيد الخطابة، وهكذا هى الحياة، حلقة تكمل بعضها البعض، فالحياة عادلة تماما، فلقد خلقنا الـلـه ووهبنا مواهب فطرية تمكننا من تحقيق ما نحلم به، ومن يظن عكس ذلك فهو يتخذ لنفسه مبررات سخيفة تساعدة على معتقد أن النجاح يحتاج إلى المال فقط أو الذكاء فقط أو أي شىء يخلق لنفسه به المبررات على قلة حيلته، وضعفه واستسلامه .
كل منا له أحلامه الخاصة، ربما سعى فى تحقيقها، وربما ظلت حبيسة داخل عقله أو داخل أوراقه، وربما حاول ومل من تكرار المحاولة، وربما وربما، ولكن ؛ هل نحن فعلا نسعى لتحقيق أحلامنا بكل قوة ؟ أم أن الظروف سرعان ما تكسرنا، فنمل المحاولة والتكرار.
يقول باولو كويلو : إذا أردت شيئا يتامر الكون كله لمساعدتك على تحقيقه. والفكرة هنا فى مبدأ الإرادة، لذا فما ينقصنا دوما للوصول إلى أحلامنا حتى التى نراها مستحيلة، هو إرادتنا لها وبكل قوة، والطرق على أبوابها بكل تحد وحينها سندرك حقا ان الكون كله سيتحالف معنا .
فلندرك أحلامنا جيدا، ولا نسمح لأحد أن يسرقها منا، مهما كانت الظروف، فنحن وبحق هذه المرة نريد تحقيقها، فالكون من حولنا كله يتغير، وبقى أن نتغير ونتعلم معنى الإرادة، وأن الأحلام جميعها ممكنة، طالما نملك الحلم، ونملك نفس يدخل ويخرج من صدورنا، وقلب لازال ينبض .
7- جيل النجاح :
مشكلتنا الأكبر في موروثنا الثقافي، فنحن في مجتمعاتنا الشرقية لا نربى أبناءنا على فكرة النجاح بمعنى استغلال القدرات،ولكن النجاح هو فقط النجاح الدراسي، وربما تسبب هذا الإهتمام في قتل روح الإبتكار بداخلنا، وهدم مواهبنا من جذورها، رغم ان مبدأ تربية الشرق كان على النجاح والعزم والصبر والجهاد،نحتاج إلى ان نربى جيلا بعقيدة سليمة، وحب للوطن ليكبر مع الأيام ويحمل كل الحب لخدمة عقيدته ووطنه، وكما يقول اليابانيون سنعمل تسع ساعات بدلا من ثمانية، ثمانية لي ولأولادى وتسع من أجل اليابان .فلنربي أبناءنا على ما يحبون وما ينبغون فيه، ولننحي أحلامنا الشخصية جانبا، ولنوجه فقط لما يناسب قدراتهم العقلية والإبداعية
8- الدوافع أول مفاتيح النجاح:
اي القوة التي يتحرك بها الإنسان للوصول إلى أهدافه وتحقيق آماله وأحلامه، كما يندفع الماء من الأعلى إلى الأسفل بقوة .فإذا لم يكن للإنسان دافع لعمل ما لا يكون عنده رغبة في عمل أي شيء.إذا وجد الدافع يوجد الحماس والطاقة ويكون الإدراك أفضل .فالدافع إما أن يكون دنيويا، كنجاح مشروع ما، أو الترويج لابتكار جديد للحصول على الثروة .
9- الوقت : عملة غالية ما يذهب منها لا يعود وغير قابلة للاستبدال ، وهي رأس مال كل إنسان وأحد موارده الهامة وأغلى من الذهب وأثمن من الماس .
فالوقت أثمن شيء في الوجود لأنه ببساطة يمثل عمر الإنسان وخفقات قلبه،الوقت أنفس ما عنيت بحفظه ومن تتبع أحوال نفسه وأحوال الناس وجد كم نحن مفرطون في حق أوقاتنا، وكم ضيعنا منها فيما لا يفيد ولا يسمن من جوع، ضاعت من بين أيدينا دون أن نشعر، ولم نفطن بعد إلى أننا بعض أنفاس كلما خرج نفس كلما نقص هذا من أعمارنا،إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل . فالوقت أكثر الموارد ندرة ودائما ما نشعر بأننا نريد المزيد منه .
ولما كان الوقت هو الحياة وهو العمر الحقيقي للإنسان، وأن حفظه أصل كل خير، وضياعه مبدأ كل شر، كان لابد من وقفة توضح قيمة الوقت في الإنسان.
واجبنا نحو الوقت :
الحرص على الاستفادة من الوقت :الحرص على الوقت مثلما يحرص على المال والأولاد والزوجة بل أشد، فلابد أن يكون حرصه على وقته والاستفادة منه كله فيما ينفعه،وما يعود عليه بالخير والسعادة أكبر، خاصة إذا علم أن ما يذهب منه لا يعود.
تنظيم الوقت : من واجباتنا نحو وقتنا تنظيمه بين الواجبات والأعمال المختلفة بحيث لا يطغى بعضها على بعض ،ولا يطغى غير المهم على المهم .
اغتنام وقت الفراغ :الفراغ نعمة يغفل عنها كثير من الناس فنراهم لا يؤدون شكرها، ولا يقدرونها حق قدرها. الأذكياء وحدهم من يتعلمون من الأمس الذى مضى ويعيشون في حدود يومهم ويترقبون المستقبل بكل أمل وإستبشار وأن الغد دوما سيكون أفضل، فلا ينسون يومهم ويعيشون في أطلال الماضي ولا يسرحون كثيرا في المستقبل، فأمامهم يوم هو أهم مما فات ومما سيأتي، فلا تدع يومك وعمرك ينسحب منك بلا أدنى فائدة تذكر . فليومك فقط اعمل وعش .
مقتبس من كتاب بعنوان حياتك أنت ترسمها