فاعلية استخدام الخريطة الذهنية الإلكترونية على التحصيل المعرفي وعلاقته بمستوى الأداء
إن التوسع الهائل في حجم المعرفة العلمية والإنسانية وما يحدث من ثورة في مجال المعلومات امتدت إلى جميع فروع ومجالات العلوم المختلفة مما جعلنا نواكب هذا التوسع والتطور ونسايره ونتعايش معه ونحاكيه حتى نصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية .
وقد احتلت العملية التعليمية مكاناً بارزاً ضمن أولويات هذا التطور باعتبارها عملية شاملة؛ ولهذا تشهد الفترة الحالية محاولات جادة لتطوير التعليم بغرض التنمية البشرية والجودة الشاملة والاعتماد، لذا ينبغي علينا البحث عن أفضل وأحدث الوسائل والطرق التي يمكن إتباعها في التدريس لملاحقة هذا التقدم والعملية التعليمية تخلق أوضاعاً جديدة تتطلب استحداث أساليب تربوية حديثة لتتمكن من مواجهة هذه الضغوط والتحديات والتي لا تتحقق بالطرق التقليدية .
والتربية الرياضية كإحدى مجالات المعرفة الهامة تحتاج إلى معلم كفء ملم بأكثر من طريقة من طرق التدريس حتى يستطيع أن يقدم الجديد باستمرار ويعرف الكثير عن مداخل كل أسلوب حتى يكون موقف إيجابياً للمتعلم يمكنه من التفاعل أثناء عملية التعلم وذلك لمساعدته على تكوين العقلية المبدعة للطلاب لا من أجل تخزين المعلومات واسترجاعها فقط .
فالمناهج الحديثة ينبغي أن تمكن الطالب من التكيف مع عالم اليوم وعالم الغد، وهذا لن يتأت إلا بتكوين العقلية المفكرة التي مارست فن الحوار والنقاش والتدريب على التفكير العلمي السليم .
تعد الخريطة الذهنية (Mind Map) طريقة لتنظيم وترتيب الأفكار والمعلومات، وتمثيلها في صورة أقرب للذهن كما يشير "توني بوران" صاحب هذه الطريقة وتعتمد هذه الطريقة على رسم خريطة أو شكل يماثل كيفية قراءة الذهن للمعلومة، حيث يكون المركز هو الفكرة الأساسية.
ويتفرع من هذه الفكرة فروع على حسب الاختصاص أو التصنيف أو التوالي، وقد يتفرع فروع من الفروع على حسب تشعب الموضوع، وتساعد الخارطة الذهنية على رسم الأفكار بطريقة تساعد على تجميع المعلومات وتوصيلها للأطراف الأخرى بسهولة، كما تساعد على ربط الأفكار بعضها بالبعض الآخر، وتسهل عملية استرجاع المعلومة. ويمكن رسم الخارطة الذهنية إما باليد أو باستخدام برامج الكمبيوتر مثل برنامج MindMapper .
ويرى "السعيد السعيد عبد الرازق" أن الخرائط الذهنية الإلكترونية إحدى استراتيجيات التعلم النشط ومن الأدوات الفاعلة في تقوية الذاكرة واسترجاع المعلومات وتوليد أفكار إبداعية جديدة غير مألوفة حيث تعمل بنفس الخطوات التي يعمل بها العقل البشري بما يساعد على تنشيط واستخدام شقي المخ وترتيب المعلومات بطريقة تساعد الذهن على قراءة وتذكر المعلومات بدلاً من التفكير الخطي التقليدي لدراسة المشاكل ووضع استراتيجيات بطريقة غير خطية ويتم إعدادها من خلال برامج الحاسب، وتعتمد الخريطة الذهنية على تسلسل الأفكار، حيث تبدأ من نقطة مركزية محددة، ثم تسمح بتدفق الأفكار ومنح العقل الحرية المطلقة لتوليد أفكار ويمكن استخدامها في مختلف مجالات الحياة وفي تحسين تعلمك وتفكيرك وبأوضح طريقة وبأحسن أداء بشري، حيث تستخدم الفروع والصور والألوان في التعبير عن الفكرة وتستخدم كطريقة من طرق استخدام الذاكرة وتعتمد على الذاكرة البصرية في رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر بقواعد وتعليمات ميسرة وهي تظهر الأفكار بوضوح في شكل علاقات
أنماط الخرائط الذهنية:
1- النمط الأول: الخرائط الذهنية التقليدية (Traditional Mind Maps) والتي تستخدم الورقة والقلم وتبدأ برسم دائرة تمثل الفكرة أو الموضوع الرئيسي ثم ترسم منها فروعاً للأفكار الرئيسية المتعلقة بهذا الموضوع وتكتب على كل فرع كلمة واحدة فقط للتعبير عنه ويمكن وضع صور رمزية على كل فرع تمثل معناه، وكذلك استخدام الألوان المختلفة للفروع المختلفة وكل فرع من الفروع الرئيسية يمكن تفريعة إلى فروع ثانوية تمثل الأفكار الرئيسية أيضاً لهذا الفرع، وبالمثل تكتب كلمة واحدة على كل فرع ثانوي تمثل معناه، كما يمكن استخدام الألوان والصور، ويستمر التشعب في هذه الخريطة مع كتابة كلمة وصفية واستخدام الألوان والصور حتى تكون في النهاية شكلاً أشبه بالشجرة أو خريطة تعبر عن الفكرة بكل جوانبها.
2- النمط الثاني: الخرائط الذهنية الإلكترونية (Electronic Mind Maps) والتي تعتمد في تصميمها على برامج حاسب مثل: MindManager8, FreeMind9, MindView3, IMindMap، ولا تتطلب تلك البرامج أن يكون المستخدم لديه مهارات رسومية لأنه تقوم بشكل تلقائي بتخليق خرائط مع منحنيات انسيابية للفروع، كما تتيح سحب وإلقاء الصور من مكتبة الرسوم كما تضيف إمكانيات وقدرات قوية وجديدة للخريطة الذهنية منها ما يلي:
- ترتيب المعلومات في الموضوع مع إمكانية التوسع أو الطي في فروعه، وهذا يجعل تخزين المعلومات بصورة أكثر بكثير من الخرائط الذهنية المنتجة وبالتالي يمكن استخدامها لخلق نماذج المعرفة المتطورة التي لم يكن من الممكن خلقها من خلال الورقة والقلم.
- تضمين الوثائق بالخريطة وعمل الوصلات Link والمذكرات وغيرها من البيانات داخل الخريطة وإمكانية تحويلها إلى ما يعادلها من قاعدة بيانات بصرية قوية.
- إعادة ترتيب المواضيع والأفكار من خلال تحريك بعض الأيقونات وهذا من الصعب في الخرائط التقليدية، مما يساعد على توليد أفكار جديدة ورؤية الوصلات بين الأفكار الموجودة.
- تحديث محتويات الخريطة حسب الحاجة مما يجعلها أداة قوية للتتبع والتقدم باستمرار وبالتالي يمكن تطوير الخريطة الحالية بحيث تصبح خريطة أخرى جديدة وهكذا.
- إتاحة الفرصة للعمل التعاوني وهذا لا تتيحه الخرائط الذهنية التقليدية حيث من الممكن عمل خريطة ذهنية إلكترونية وإرسالها بالبريد الإلكتروني إلى الآخرين في فريق العمل التعاوني لعمل مساحة عمل مشتركة بها وتكميل باقي الخريطة حيث يمكن التعديل فيها والإضافة إليها كذلك من الممكن عمل عدة أشخاص على الخريطة في الوقت نفسه .
فوائد الخريطة الذهنية:
1- تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنه بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شيء في ورقة واحدة.
2- تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك)؟ من أين ستبدأ. ما هي العوائق؟؟
3- تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز ومختصر يغنيك عن العديد من الأوراق.
4- تمكنك من وضع كل ما يدور في ذهنك وكل أفكارك عن الموضوع في ورقة واحدة.
5- تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة واحدة .. فإنك تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل الإمكانات .. كل العوائق .. كل الحلول المقترحة .. أفضل حل ..
6- عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطة فسوف تجد كثير من الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهة لطريقة عمله .
استخدامات الخارطة الذهنية:
يمكن الاستفادة من الخارطة الذهنية في العديد من الوظائف والأعمال والمهمات، وسنعرض بعضاً من استخدامات الخارطة الذهنية كالآتي:
- في الدراسة، لتحسين الذاكرة.
- كتابة المقالات أو البحوث، لتلخيص الكتب.
- للتعبير عن المشاعر، لاتخاذ القرارات.
- التخطيط، التفكير، الترتيب، التحليل.
- الخُطب والمحاضرات.
- حل المشاكل (عرض الحلول الممكنة وما يترتب على تطبيقها ونتائجها).
- ترتيب الأهداف، تنسيق المهام.
أسباب توظيف الخارطة الذهنية في العملية التعليمية:
- القدرة على تمثيل مجموعة من المعلومات أو الأفكار بشكل مختصر ومقبول ومفهوم لدى الطالب والمعلم.
- العمل على ربط عنصر بعنصر آخر أو فكرة بأخرى.
- الربط بين المعلومات بواسطة رسومات وكلمات.
- تحديد المعلومات في موضوع ما أو وحدة أو مقرر دراسي، وتنظيمها في بعد أو أكثر بحيث تتضح العلاقات بينها وتتدرج المعلومات في المخطط تبعاً لمستوياتها من الأكثر شمولية إلى الأقل شمولية.
- استخدم الأشكال أو الصور للتعبير عن الفكرة المركزية لأن الصورة أفضل من ألف كلمة، وتساعد على التخيل، كما أن الصورة المركزية تساعدك على التركيز.
- توصيل الفروع الرئيسية بالشكل المركزي، يرتبط بطريقة الربط الذهني، وإذا قمت بالتوصيل بين الفروع، فسوف تفهم الكثير من الأمور، وتتذكرها بسهولة أكبر.
- تخزين أكبر قدر من المعلومات عبر الربط بينها بروابط ذهنية حية مما يمكنك من تنظيمها واسترجاعها بسهولة، بالإضافة إلى دورها الفعال في تقوية الذاكرة وتحسين أداء الفرد.
- جعل الفروع تتخذ شكل المنحنى بدلاً من الخطوط المستقيمة، فيها أكثر جاذبية للعين، وأكثر إثارة لانتباهها، لأن الاقتصار على الخطوط المستقيمة وحدها يصيب الذهن بالملل، أما الفروع المنحنية والمترابطة – مثل فروع الأشجار .
مراحل الخريطة الذهنية:
1- مرحلة الفكرة الرئيسية والتي تقم فيها بوضع الفكرة الأساسية في المركز الأفقي والعمودي بكلمة واحدة أو كلمتين تعبر عن الموضوع المراد رسم خريطة له.
2- مرحلة توليد الأفكار والتي تحتاج منك تحرير عقلك من القيود لكي تتدفق الأفكار والتي بإمكانك كتابتها في صورة كلمات مفتاحية وكلمات تابعة لها كما يمكنك التوسع عبر المزيد من الأفكار الفرعية. وفي هذه المرحلة عليك أن تضع الأفكار دون أن تحكم عليها وعلى علاقتها بما تريد مهما بدت غير متصلة ببعضها البعض أو صعبة التطبيق يمكنك تصحيح ذلك لاحقاً ولكن لا تحدد وقتاً خلال هذه الخطوة غير انه عليك تذكر أن العقل البشري يعمل بكفاءة في إنتاج أفكار جديدة لمدة تتراوح ما بين (5-7) دقائق فقط، لذا عليك أن تستغل تدفق الأفكار هذا بأقصى طريقة ممكنة. كذلك يفضل أن تستخدم لون واحد لكل مجموعة من الأفكار ما دمت متأكداً أن ذلك لن يؤثر على تركيزك في كتابة أكبر وأفضل قدر من الأفكار المتولدة لديك. كما يإمكانك استخدام الصور والرموز والكلمات المفتاحية لاختصار أكبر وقت ممكن حرية وعليك جعل الكلمة المركزية هي أكثر كلمة وضوحاً ثم الكلمات المفتاحية ثم الأفكار الفرعية وهكذا.
3- مرحلة الخطوط والتي تقم فيها بتوصيل الكلمات المفتاحية بالموضوع الرئيسي ثم قم بتوصيل الأفكار الفرعية التابعة لكل كلمة مفتاحية بخطوط ذات ألوان وأحجام متناسبة مع كل مجموعة أفكار ومن حيث ما إذا كانت رئيسية أو فرعية.
4- مرحلة التقييم والفحص للخريطة الذهنية التي قمت بإعدادها والقيام بأي ترتيب أو تعديل على الأفكار المكتوبة او طباعتها على الكمبيوتر بصورة أفضل حتى يتسنى لك بعد ذلك على الجهة المستهدفة وبصورتها النهائية الملائمة.
5- تداخل العمل العقلي وإعداد الخريطة الذهنية: تتداخل خطوات إعداد الخريطة الذهنية مع العمل العقلي بانسجام وتناغم .
اعتبارات ضرورية لخريطة ذهنية فعالة:
- لا تقيد نفسك بشكل محدد في الكتابة على الورقة بل يمكنك أن تخترع نظاماً خاصاً بك ولكن المهم أن تكون الأفكار متصلة ببعضها البعض ومتفرعة من بعضها البعض ولا يهم كيف تتفرع أو ما هو الشكل الذي تضع فيه الأفكار المتفرعة مباشرة من الفكرة الرئيسية.
- أثناء التخطيط قد تخطر ببالك فجأة فكرة خارجية غير مرتبطة بموضوع الخريطة فارسم فرعاً وأكتب عليه هذه الفكرة الخارجية ثم تابع تخطيطك وانتقل للفكرة التالية (لأنه إذا لم تفعل ذلك) فإن الفكرة الخارجية ستظل مكبوتة في عقلك وتدور فيه بشكل يمنعك من التركيز في الأفكار الأخرى التي لها علاقة حقيقية بالموضوع.
- إذا شعرت بحالة تجمد وشعرت بتباطؤ أو توقف تدفق الأفكار فأبق يدك في حركة مستمرة أو ارسم دوائر وأفرع فارغة أو قم بتغيير الألوان لأن مثل هذا يساعد على شحن طاقة المخ ويدفعه لإنتاج المزيد من الأفكار الجديدة والاستمرار في العمل.
- إذا وجدت وأنت تكتب علاقة بين الأفرع المختلفة بشكل فوري، أو وجدت فكرة واحترت في الفرع الذي يجب أن تضع الفكرة تحته، فلا تعيد بناء ما كتبت، فالترتيب يبطئ تدفق أفكارك، ستقوم بترتيب الأفكار لاحقاً، يمكنك وضع علامة سريعة، وتذكر أنه يمكنك دائماً إدراج الأفكار مباشرة تحت النقطة المركزية الرئيسية دون أن تضيع الوقت في تنظيمها.
- العقول البشرية مختلفة عن بعضها البعض، لذا ستجد اختلاف طرق التخطيط لنفس الموضوع من قبل الناس، حتى بين الإخوة أو أقرب الأصدقاء، وهذا في الواقع يجعل ما تقدمه شيئاً متجدداً وجميلاً في كل مرة.
- بإتباعك هذه الخطوات يمكنك من رسم خريطة ذهنية ممتازة تغطي من خلالها قدراً متكاملاً من الأفكار. ومن خلال فترة قصيرة من المواظبة على التخطيط بهذه الطريقة سوف تلاحظ تضاعف إنتاجك لأنك تخطط بشكل يعبَّر عمِّا تريده ويتناغم مع طبيعة الدماغ البشري .
هناك العديد من برامج الحاسب الآلي التي تساعدك في إعداد وحفظ الخرائط الذهنية وتفعيل فوائدها في مجموعة من الجوانب حيث أن من هذه البرامج ما يساعد على رسم الخريطة بينما البعض الآخر يعد تطبيق متكامل على موضوع الخرائط الذهنية بصورة مباشرة، ومن أهم هذه البرامج MindMap الذي قدمه رائد الخرائط الذهنية "توني بوزان" كما يوجد برنامج MindManager والذي قامت الباحثة بإستخدامه في البحث بالإضافة للعديد من البرامج التي يمكن أن تساعد في رسم الخريطة الذهنية والموجودة ضمن مجموعة برامج Microsoft Office .
مقتبس : ليلى شرف الدين أمام حسن
أنظر أيضا :
ادارة الصف
إن التوسع الهائل في حجم المعرفة العلمية والإنسانية وما يحدث من ثورة في مجال المعلومات امتدت إلى جميع فروع ومجالات العلوم المختلفة مما جعلنا نواكب هذا التوسع والتطور ونسايره ونتعايش معه ونحاكيه حتى نصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية .
وقد احتلت العملية التعليمية مكاناً بارزاً ضمن أولويات هذا التطور باعتبارها عملية شاملة؛ ولهذا تشهد الفترة الحالية محاولات جادة لتطوير التعليم بغرض التنمية البشرية والجودة الشاملة والاعتماد، لذا ينبغي علينا البحث عن أفضل وأحدث الوسائل والطرق التي يمكن إتباعها في التدريس لملاحقة هذا التقدم والعملية التعليمية تخلق أوضاعاً جديدة تتطلب استحداث أساليب تربوية حديثة لتتمكن من مواجهة هذه الضغوط والتحديات والتي لا تتحقق بالطرق التقليدية .
والتربية الرياضية كإحدى مجالات المعرفة الهامة تحتاج إلى معلم كفء ملم بأكثر من طريقة من طرق التدريس حتى يستطيع أن يقدم الجديد باستمرار ويعرف الكثير عن مداخل كل أسلوب حتى يكون موقف إيجابياً للمتعلم يمكنه من التفاعل أثناء عملية التعلم وذلك لمساعدته على تكوين العقلية المبدعة للطلاب لا من أجل تخزين المعلومات واسترجاعها فقط .
فالمناهج الحديثة ينبغي أن تمكن الطالب من التكيف مع عالم اليوم وعالم الغد، وهذا لن يتأت إلا بتكوين العقلية المفكرة التي مارست فن الحوار والنقاش والتدريب على التفكير العلمي السليم .
ويتفرع من هذه الفكرة فروع على حسب الاختصاص أو التصنيف أو التوالي، وقد يتفرع فروع من الفروع على حسب تشعب الموضوع، وتساعد الخارطة الذهنية على رسم الأفكار بطريقة تساعد على تجميع المعلومات وتوصيلها للأطراف الأخرى بسهولة، كما تساعد على ربط الأفكار بعضها بالبعض الآخر، وتسهل عملية استرجاع المعلومة. ويمكن رسم الخارطة الذهنية إما باليد أو باستخدام برامج الكمبيوتر مثل برنامج MindMapper .
ويرى "السعيد السعيد عبد الرازق" أن الخرائط الذهنية الإلكترونية إحدى استراتيجيات التعلم النشط ومن الأدوات الفاعلة في تقوية الذاكرة واسترجاع المعلومات وتوليد أفكار إبداعية جديدة غير مألوفة حيث تعمل بنفس الخطوات التي يعمل بها العقل البشري بما يساعد على تنشيط واستخدام شقي المخ وترتيب المعلومات بطريقة تساعد الذهن على قراءة وتذكر المعلومات بدلاً من التفكير الخطي التقليدي لدراسة المشاكل ووضع استراتيجيات بطريقة غير خطية ويتم إعدادها من خلال برامج الحاسب، وتعتمد الخريطة الذهنية على تسلسل الأفكار، حيث تبدأ من نقطة مركزية محددة، ثم تسمح بتدفق الأفكار ومنح العقل الحرية المطلقة لتوليد أفكار ويمكن استخدامها في مختلف مجالات الحياة وفي تحسين تعلمك وتفكيرك وبأوضح طريقة وبأحسن أداء بشري، حيث تستخدم الفروع والصور والألوان في التعبير عن الفكرة وتستخدم كطريقة من طرق استخدام الذاكرة وتعتمد على الذاكرة البصرية في رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر بقواعد وتعليمات ميسرة وهي تظهر الأفكار بوضوح في شكل علاقات
أنماط الخرائط الذهنية:
1- النمط الأول: الخرائط الذهنية التقليدية (Traditional Mind Maps) والتي تستخدم الورقة والقلم وتبدأ برسم دائرة تمثل الفكرة أو الموضوع الرئيسي ثم ترسم منها فروعاً للأفكار الرئيسية المتعلقة بهذا الموضوع وتكتب على كل فرع كلمة واحدة فقط للتعبير عنه ويمكن وضع صور رمزية على كل فرع تمثل معناه، وكذلك استخدام الألوان المختلفة للفروع المختلفة وكل فرع من الفروع الرئيسية يمكن تفريعة إلى فروع ثانوية تمثل الأفكار الرئيسية أيضاً لهذا الفرع، وبالمثل تكتب كلمة واحدة على كل فرع ثانوي تمثل معناه، كما يمكن استخدام الألوان والصور، ويستمر التشعب في هذه الخريطة مع كتابة كلمة وصفية واستخدام الألوان والصور حتى تكون في النهاية شكلاً أشبه بالشجرة أو خريطة تعبر عن الفكرة بكل جوانبها.
2- النمط الثاني: الخرائط الذهنية الإلكترونية (Electronic Mind Maps) والتي تعتمد في تصميمها على برامج حاسب مثل: MindManager8, FreeMind9, MindView3, IMindMap، ولا تتطلب تلك البرامج أن يكون المستخدم لديه مهارات رسومية لأنه تقوم بشكل تلقائي بتخليق خرائط مع منحنيات انسيابية للفروع، كما تتيح سحب وإلقاء الصور من مكتبة الرسوم كما تضيف إمكانيات وقدرات قوية وجديدة للخريطة الذهنية منها ما يلي:
- ترتيب المعلومات في الموضوع مع إمكانية التوسع أو الطي في فروعه، وهذا يجعل تخزين المعلومات بصورة أكثر بكثير من الخرائط الذهنية المنتجة وبالتالي يمكن استخدامها لخلق نماذج المعرفة المتطورة التي لم يكن من الممكن خلقها من خلال الورقة والقلم.
- تضمين الوثائق بالخريطة وعمل الوصلات Link والمذكرات وغيرها من البيانات داخل الخريطة وإمكانية تحويلها إلى ما يعادلها من قاعدة بيانات بصرية قوية.
- إعادة ترتيب المواضيع والأفكار من خلال تحريك بعض الأيقونات وهذا من الصعب في الخرائط التقليدية، مما يساعد على توليد أفكار جديدة ورؤية الوصلات بين الأفكار الموجودة.
- تحديث محتويات الخريطة حسب الحاجة مما يجعلها أداة قوية للتتبع والتقدم باستمرار وبالتالي يمكن تطوير الخريطة الحالية بحيث تصبح خريطة أخرى جديدة وهكذا.
- إتاحة الفرصة للعمل التعاوني وهذا لا تتيحه الخرائط الذهنية التقليدية حيث من الممكن عمل خريطة ذهنية إلكترونية وإرسالها بالبريد الإلكتروني إلى الآخرين في فريق العمل التعاوني لعمل مساحة عمل مشتركة بها وتكميل باقي الخريطة حيث يمكن التعديل فيها والإضافة إليها كذلك من الممكن عمل عدة أشخاص على الخريطة في الوقت نفسه .
فوائد الخريطة الذهنية:
1- تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنه بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شيء في ورقة واحدة.
2- تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك)؟ من أين ستبدأ. ما هي العوائق؟؟
3- تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز ومختصر يغنيك عن العديد من الأوراق.
4- تمكنك من وضع كل ما يدور في ذهنك وكل أفكارك عن الموضوع في ورقة واحدة.
5- تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة واحدة .. فإنك تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل الإمكانات .. كل العوائق .. كل الحلول المقترحة .. أفضل حل ..
6- عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطة فسوف تجد كثير من الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهة لطريقة عمله .
استخدامات الخارطة الذهنية:
يمكن الاستفادة من الخارطة الذهنية في العديد من الوظائف والأعمال والمهمات، وسنعرض بعضاً من استخدامات الخارطة الذهنية كالآتي:
- في الدراسة، لتحسين الذاكرة.
- كتابة المقالات أو البحوث، لتلخيص الكتب.
- للتعبير عن المشاعر، لاتخاذ القرارات.
- التخطيط، التفكير، الترتيب، التحليل.
- الخُطب والمحاضرات.
- حل المشاكل (عرض الحلول الممكنة وما يترتب على تطبيقها ونتائجها).
- ترتيب الأهداف، تنسيق المهام.
أسباب توظيف الخارطة الذهنية في العملية التعليمية:
- القدرة على تمثيل مجموعة من المعلومات أو الأفكار بشكل مختصر ومقبول ومفهوم لدى الطالب والمعلم.
- العمل على ربط عنصر بعنصر آخر أو فكرة بأخرى.
- الربط بين المعلومات بواسطة رسومات وكلمات.
- تحديد المعلومات في موضوع ما أو وحدة أو مقرر دراسي، وتنظيمها في بعد أو أكثر بحيث تتضح العلاقات بينها وتتدرج المعلومات في المخطط تبعاً لمستوياتها من الأكثر شمولية إلى الأقل شمولية.
- استخدم الأشكال أو الصور للتعبير عن الفكرة المركزية لأن الصورة أفضل من ألف كلمة، وتساعد على التخيل، كما أن الصورة المركزية تساعدك على التركيز.
- توصيل الفروع الرئيسية بالشكل المركزي، يرتبط بطريقة الربط الذهني، وإذا قمت بالتوصيل بين الفروع، فسوف تفهم الكثير من الأمور، وتتذكرها بسهولة أكبر.
- تخزين أكبر قدر من المعلومات عبر الربط بينها بروابط ذهنية حية مما يمكنك من تنظيمها واسترجاعها بسهولة، بالإضافة إلى دورها الفعال في تقوية الذاكرة وتحسين أداء الفرد.
- جعل الفروع تتخذ شكل المنحنى بدلاً من الخطوط المستقيمة، فيها أكثر جاذبية للعين، وأكثر إثارة لانتباهها، لأن الاقتصار على الخطوط المستقيمة وحدها يصيب الذهن بالملل، أما الفروع المنحنية والمترابطة – مثل فروع الأشجار .
مراحل الخريطة الذهنية:
1- مرحلة الفكرة الرئيسية والتي تقم فيها بوضع الفكرة الأساسية في المركز الأفقي والعمودي بكلمة واحدة أو كلمتين تعبر عن الموضوع المراد رسم خريطة له.
2- مرحلة توليد الأفكار والتي تحتاج منك تحرير عقلك من القيود لكي تتدفق الأفكار والتي بإمكانك كتابتها في صورة كلمات مفتاحية وكلمات تابعة لها كما يمكنك التوسع عبر المزيد من الأفكار الفرعية. وفي هذه المرحلة عليك أن تضع الأفكار دون أن تحكم عليها وعلى علاقتها بما تريد مهما بدت غير متصلة ببعضها البعض أو صعبة التطبيق يمكنك تصحيح ذلك لاحقاً ولكن لا تحدد وقتاً خلال هذه الخطوة غير انه عليك تذكر أن العقل البشري يعمل بكفاءة في إنتاج أفكار جديدة لمدة تتراوح ما بين (5-7) دقائق فقط، لذا عليك أن تستغل تدفق الأفكار هذا بأقصى طريقة ممكنة. كذلك يفضل أن تستخدم لون واحد لكل مجموعة من الأفكار ما دمت متأكداً أن ذلك لن يؤثر على تركيزك في كتابة أكبر وأفضل قدر من الأفكار المتولدة لديك. كما يإمكانك استخدام الصور والرموز والكلمات المفتاحية لاختصار أكبر وقت ممكن حرية وعليك جعل الكلمة المركزية هي أكثر كلمة وضوحاً ثم الكلمات المفتاحية ثم الأفكار الفرعية وهكذا.
3- مرحلة الخطوط والتي تقم فيها بتوصيل الكلمات المفتاحية بالموضوع الرئيسي ثم قم بتوصيل الأفكار الفرعية التابعة لكل كلمة مفتاحية بخطوط ذات ألوان وأحجام متناسبة مع كل مجموعة أفكار ومن حيث ما إذا كانت رئيسية أو فرعية.
4- مرحلة التقييم والفحص للخريطة الذهنية التي قمت بإعدادها والقيام بأي ترتيب أو تعديل على الأفكار المكتوبة او طباعتها على الكمبيوتر بصورة أفضل حتى يتسنى لك بعد ذلك على الجهة المستهدفة وبصورتها النهائية الملائمة.
5- تداخل العمل العقلي وإعداد الخريطة الذهنية: تتداخل خطوات إعداد الخريطة الذهنية مع العمل العقلي بانسجام وتناغم .
اعتبارات ضرورية لخريطة ذهنية فعالة:
- لا تقيد نفسك بشكل محدد في الكتابة على الورقة بل يمكنك أن تخترع نظاماً خاصاً بك ولكن المهم أن تكون الأفكار متصلة ببعضها البعض ومتفرعة من بعضها البعض ولا يهم كيف تتفرع أو ما هو الشكل الذي تضع فيه الأفكار المتفرعة مباشرة من الفكرة الرئيسية.
- أثناء التخطيط قد تخطر ببالك فجأة فكرة خارجية غير مرتبطة بموضوع الخريطة فارسم فرعاً وأكتب عليه هذه الفكرة الخارجية ثم تابع تخطيطك وانتقل للفكرة التالية (لأنه إذا لم تفعل ذلك) فإن الفكرة الخارجية ستظل مكبوتة في عقلك وتدور فيه بشكل يمنعك من التركيز في الأفكار الأخرى التي لها علاقة حقيقية بالموضوع.
- إذا شعرت بحالة تجمد وشعرت بتباطؤ أو توقف تدفق الأفكار فأبق يدك في حركة مستمرة أو ارسم دوائر وأفرع فارغة أو قم بتغيير الألوان لأن مثل هذا يساعد على شحن طاقة المخ ويدفعه لإنتاج المزيد من الأفكار الجديدة والاستمرار في العمل.
- إذا وجدت وأنت تكتب علاقة بين الأفرع المختلفة بشكل فوري، أو وجدت فكرة واحترت في الفرع الذي يجب أن تضع الفكرة تحته، فلا تعيد بناء ما كتبت، فالترتيب يبطئ تدفق أفكارك، ستقوم بترتيب الأفكار لاحقاً، يمكنك وضع علامة سريعة، وتذكر أنه يمكنك دائماً إدراج الأفكار مباشرة تحت النقطة المركزية الرئيسية دون أن تضيع الوقت في تنظيمها.
- العقول البشرية مختلفة عن بعضها البعض، لذا ستجد اختلاف طرق التخطيط لنفس الموضوع من قبل الناس، حتى بين الإخوة أو أقرب الأصدقاء، وهذا في الواقع يجعل ما تقدمه شيئاً متجدداً وجميلاً في كل مرة.
- بإتباعك هذه الخطوات يمكنك من رسم خريطة ذهنية ممتازة تغطي من خلالها قدراً متكاملاً من الأفكار. ومن خلال فترة قصيرة من المواظبة على التخطيط بهذه الطريقة سوف تلاحظ تضاعف إنتاجك لأنك تخطط بشكل يعبَّر عمِّا تريده ويتناغم مع طبيعة الدماغ البشري .
هناك العديد من برامج الحاسب الآلي التي تساعدك في إعداد وحفظ الخرائط الذهنية وتفعيل فوائدها في مجموعة من الجوانب حيث أن من هذه البرامج ما يساعد على رسم الخريطة بينما البعض الآخر يعد تطبيق متكامل على موضوع الخرائط الذهنية بصورة مباشرة، ومن أهم هذه البرامج MindMap الذي قدمه رائد الخرائط الذهنية "توني بوزان" كما يوجد برنامج MindManager والذي قامت الباحثة بإستخدامه في البحث بالإضافة للعديد من البرامج التي يمكن أن تساعد في رسم الخريطة الذهنية والموجودة ضمن مجموعة برامج Microsoft Office .
مقتبس : ليلى شرف الدين أمام حسن
أنظر أيضا :
ادارة الصف