الثلاثاء، 29 أبريل 2025

الكتاب ذاكرة الشعوب وحافظ التاريخ / سمر ضو


 الكتاب ذاكرة الشعوب وحافظ التاريخ / سمر ضو 


كثير منا من يبحث عن صديق ذو أخلاق طيبة، يستفيد منه وينهل من بحر علمه، لكل باحث عن مثل هذا الصديق يجده في مكان واحد وهي المكتبة والصديق الكتاب، لن يجد الإنسان جليس يجالسه ويقضي معه أجمل الأوقات أفضل من الكتاب، فإنه كما قال الشاعر واصفاً الكتاب بأنه خير جليس في الزمان، لذلك يجب علينا أن نهتم بالقراءة وجعلها منهاج حياتنا إذ لا تجعل يوماً يمر عليك دون قراءة الكتاب الجيد، مثل الصديق الجيد، فعليك أن تعتني باختيار الكتب التي تريد أن تقرأها، حتى تبني أفكاراً إيجابية تساعدك على إنارة طريقك في الحياة، والتغلب على المشاكل، تختار الكتب المفيدة التي تبني ولا تهدم لأن القراءة نهضة للأمم وبناء للحضارات، كما عليك أن تبتعد عن الكتب الهدامة، التي تحمل أفكار هادمة فمثل هذه الكتب تهدم ولا تبني .

 للكتاب فوائد كثيرة تفيد الإنسان، وتعمل على تنمية القدرات، وتوسيع دائرة الفكر لدى الشخص الذي يعود نفسه على القراءة، حتى  يزيد من رصيد المعلومات التي يمتلكها الشخص، مما يجعل منه شخص مثقف ينفع الناس بعلمه، يبني حضارة قوية، لكي يستطيع بناء وطنه على أسس قوية عليه أن يقرأ الكتب العلمية التي التي تساعده للوصول إلى نظريات أو إختراعات تساهم في رفع المكانة العلمية لبلاده. 

هناك الكثير ممن يعاني من الفراغ، وخاصة الشباب لذلك ننصحكم بتجربة صداقة الكتاب، سوف تجدون كيف أن القراءة تساعدكم على استثمار الوقت بما ينفع. 

   يعتبر الكتاب وسيلةٌ لا غنى عنها في تدوين تاريخ الأمم والشعب وثقافاتهم، فالأمم تتعاقب، فإذا مضت أمّة أعقبتها أمّة، وبالتّالي تأتي الحاجة إلى تدوين أخبار من سبق، لأنّها إذا لم تدوّن ذهبت مع الزّمان، فتندثر لذلك أخبار من سبق من الأمم والحضارات، فالكتاب هو الحافظ لثقافات الشّعوب وتاريخها، وهو السّفر الذي تخطّ عليه تجارب تلك الأمم وما مرّت به من أحداث، وما حصل من معارك وغير ذلك، وقد عني كثيرٌ من العلماء في تدوين تاريخ الأمم والملوك في كتب، فبرز في ذلك الإمام الطبري والإمام ابن كثير وغيرهم، وقد كان فضلهم كبيراً في نقل التّاريخ بما سطّروه من كتبٍ قيّمة. كما يعتبر الكتاب وسيلةً للعلم والتّعلم لا غنى عنها، فنحن حين نريد التّعلم نقبل على الكتب التي تحتوي على أنواع العلوم المختلفة، فتجد طلّاب العلم وفي كلّ سنةٍ يقتنون الكتب التي تمكّنهم من القراءة والتّعلم، كما أنّ الكتاب هو وسيلةٌ لزيادة ثقافة الإنسان حيث يطّلع على كلّ ما استجد من علوم في مجالاتٍ عدّة، كما يتعرّف على ثقافات الشّعوب وحضارات الأمم، وهناك من الكتب ما تختزل تجارب الحكماء والعلماء وتضيف إلى عقل الإنسان مخزوناً فكريّاً وثقافيّاً باستمرار. 


كما أنّ الكتاب هو وسيلةٌ للمتعة والمآنسة والتّخلص من الملل، وكما قيل فإنّ الكتاب هو خير جليسٍ فعلاً، فينصح الإنسان الذي يشعر بالملل في أوقاتٍ معينةٍ من حياته أن يمسك كتاباً يؤنسه ويذهب عنه وحشة الزّمان، ومن الكتب المشوّقة من تأخذك إلى عوالم أخرى وأنت جالس في مكانك لا تبرحه لما تحتويه من قصصٍ مشوّقةٍ أو وصفٍ للبلدان والنّاس. وكذلك من فوائد الكتاب أنّه يعدّ مرجعاً دائماً لمن أراد الرّجوع إليه للتّحقق من معلومةٍ معيّنة، أو توثيق مراجع يحتاجها في أبحاثه ومؤلّفاته، وبالتّالي فإنه لا غنى عن الكتاب للعالم والمتعلّم، وأخيراً يكون تبادل الكتب وإهداؤها بين الدّول وسيلةً لتحقيق التّبادل الثّقافي والمعرفي بينهما، فيتعرّف كلّ شعبٍ من الشّعوب على ثقافة الآخر بوسيلةٍ سهلةٍ تقرّب المسافات مهما بعدت.

لا يغفل أحد من الناس أهميّة الكتابة في حياة الشعوب، ذلك لأنّ تاريخ العالم وحضاراته لا يمكن أن تنتقل من جيلٍ إلى جيل إلّا بكتابتها على الأوراق والصحف وغير ذلك من الأدوات، لو سلّمنا عدم وجود الكتابة في حياة الشعوب لاندثر ذكر كثيرٍ من الحضارات، فمرحلة الفراعنة حين حكموا مصر قبل الميلاد قد ورد ذكرها في كثيرٍ من المصادر والكتب، وكذلك حضارة اليونان القدماء وما وصل من علومهم في شتّى ميادين المعرفة، وبالتّالي فإنّ أهميّة الكتابة كبيرة، فنتاج العلماء في شتّى العصور قد وصلنا عن طريق الكتابة؛ حيث تعرّف الإنسان على ما قدّمه من سبقه من العلماء من أفكار وابتكارات، فوصلتنا كتابات علماء اليونان مثل سقراط وأفلاطون وغيرهم، كما وصلتنا كتب التراث والعلوم مثل: كتاب القانون في الطب لابن سينا، وكتاب المناظر لابن الهيثم، وغير ذلك الكثير من الكتب التي حفلت بها مكتباتنا، وقد استفاد الإنسان من هذه العلوم وأضاف عليها بما تعلّمه وطبّقه من النظريات.


فالكتابة ساهمت إسهاماً مباشراً في كتابة وتدوين ما حدث عبر التّاريخ من أحداث، وقد برز العلماء المسلمون في هذا النّوع من الكتابة، فجاء كتاب تاريخ الأمم والملوك للطبريّ، وجاء كتاب البداية والنهاية لابن كثير وغيرها الكثير من كتب التاريخ . الكتابة هي صورة من صور النهضة والرقيّ في حياة الشعوب، وكلّما كثرت الكتابة النافعة وتأليف الكتب كلّما دلّ ذلك على ثقافة الشعب وحضارته المتجذّرة، فهي شكل من أشكال التّعبير عن الإبداع؛ حيث تمكّن المبدع من إفراز مخزونه الإبداعيّ والثقافيّ في شكلٍ مكتوب على الورق . إنّ الكتابة هي وسيلة للتّنظيم وحفظ المعلومات من الضياع والنسيان، فأنت حين تحفظ في عقلك معلومة معيّنة قد تنساها بسبب انشغالك بأمور الحياة، بينما إذا قمت بكتابتها وتدوينها فإنّك تحفظها بطريقة تمكّنك من استرجاعها عندما تريدها . اذا هي وسيلة لحفظ حقوق الناس من الضّياع أو الإنكار؛ فأنت حين تكتب كتاباً لشخص أقرضته مالاً وتبيّن فيه بالتّفصيل مقدار المال وموعد السداد وغير ذلك فإنّك بذلك تحفظ حقّك في المطالبة القانونيّة إذا تنكّر المستدين من دفعك المال له.


اهتمّ الإنسان قديمًا بالكتاب، وكان من أوائل المكتبات التي أسّسها الإنسان قديمًا مكتبة الإسكندريّة التي شيّدت على يد اليونان قبل الميلاد حيث عكست حضارة اليونان وثقافتهم واهتمامهم بالكتابة والكتاب، ثمّ استمرّ الاهتمام بالكتاب حيى جاءت الحضارة الإسلاميّة لتولي الكتاب رعايةً خاصّةً ومن بين الخلفاء المسلمين الذي اهتموا بالكتاب وما يحويه من علوم الخليفة العباسيّ المأمون الذي جعل لكلّ من يقوم بترجمة كتاب أجنبيّ وزنه ذهبًا، ولقد أسّس المأمون دارًا سمّاها بيت الحكمة كانت أشبه بالمكتبة العامّة والمجمع العلميّ الذي يلتقي فيه العلماء والفلاسفة ويتناقشون ويتدارسون ويتحاورون فيما بينهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها

Moving to France / Reading Comprehension Worksheet

  Moving to France John is an actor, but when he was younger, he wanted to be a pilot. He grew up with his parents and sister in America. La...