الثلاثاء، 19 مايو 2020

أطفالنا والتكنولوجيا: ضرورة الرقابة والإختيار

تطوّر عالم التكنولوجيا وتعددت وسائله بشكل كبير جدّاً خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبح أطفال هذا الجيل مفتونين بعالم الكمبيوتر غير المحدود والمغري، الأمر الذي يطرح تحديات كبيرة على الأهل.
من المدهش حقاً أنّه حتى الطفل الصغير الذي لا يستطيع ربط حذائه بعد، أصبح في مقدوره إستخدام أي جهاز إلكتروني مهما يكن متطوراً. فهو يستطيع أن يدخل إلى برامج الألعاب في أي جهاز خليوي، وإتقان أي لعبة مدرجة ضمن برنامجه. وفي إمكانه أيضاً إدارة جهاز "I Pad" والإستماع إلى الأغاني المسجلة عليه، والتنقل بين البرامج التلفزيونية العديدة، وإنتقاء ما يعجبه منها.

يرفض بعض الأهل السماح لأطفالهم الصغار بالجلوس أمام أي شاشة، سواء أكانت شاشة تلفزيون أم كمبيوتر، أم أي جهاز إلكتروني آخر، قبل أن يبلغوا سن الثلاث سنوات، وذلك تبعاً لنصيحة العلماء المتخصصين في تربية الأطفال، والذين يعتقدون أنّ الطفل لا يجني أي فائدة من الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات.
وأظهرت دراسة أجريت حديثاً على أطفال في إحدى الدول المتقدمة، تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات، أنّ الأطفال يقضون سبع ساعات ونصف الساعة يومياً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، أي بزيادة ساعة وسبع عشرة دقيقة أكثر مما كان يفعل الأطفال في العمر نفسه قبل خمس سنوات. ومن المستغرب أكثر أنّ الدراسة نفسها أظهرت أن بعض الأطفال، ممن لا تزيد أعمارهم على السنتين، يقضون نحو ساعتين يومياً أمام شاشة جهاز إلكتروني. ولو أجريت مثل هذه الدراسة على أطفالنا، لربّما جاءت النتيجة مقاربة لهذه النتيجة، وخصوصاً إذا تناولت أطفال الطبقة المتوسطة.





 فنتيجة لإنتشار هذه الأجهزة إنتشاراً واسعاً بين البالغين من أفراد هذه الطبقة، تعلم الأطفال إستخدامها من خلال اللعب بها. مثلاً، اكتشف والد أحد الأطفال في إحدى الدول العربية، أن طفله البالغ ثلاث سنوات من العمر، استطاع أن يلتقط صوراً له ولزوجته على جهازه الخليوي. ونظراً لأن معظم هذه الأجهزة متنقلة، أصبح من السهل على الأطفال إستخدامها في أي مكان يوجدون فيه: الباص المدرسة، الشارع، الملعب، وحتى في غرف نومهم. ففي أيامنا هذه، أصبحت الأجهزة الرقمية والإلكترونية جزءاً من حياة الأطفال.

ونظراً لإدراك الأهل أهمية أن يكون في مقدور أطفالهم إستخدام أنظمة التكنولوجيا وأجهزته الرقمية، ليحققوا نجاحات كبيرة في المدرسة وفي دراستهم الجامعية مستقبلاً، فإنّهم من جهة يرغبون في أن يجيد أطفالهم التعامل مع هذه الأجهزة، لكنهم في الوقت عينه لا يستطيعون التغاضي عن الشعور بالخوف على أطفالهم من هذه الأجهزة، خصوصاً خوفهم من إستخدام أطفالهم برامج المحادثة (الشات) التي تشكل خطراً حقيقياً ومؤكداً على الأطفال.

أمّا التحدي الحقيقي الذي يواجه الأهل، فهو إيجاد وسيلة لمساعدة أطفالهم على الإستفادة من التكنولوجيا المتطورة، إلى جانب ضمان أن يعيشوا طفولتهم بشكل كامل، وذلك بأن لا يتوقفوا عن اللعب وعن القياد بأنشطة ضرورية لنموهم، وعن قراءة الكتب، وعن التعلم وفق أساليب التربية التقليدية المجربة والحقيقية.

لقد قارن التربيون بين تأثير سماع الطفل قصصاً يقرؤها له الأهل، وتأثير سماع القصص نفسها مسجلة على شريط فيديو أو على "الكتاب الذكي" (وهو كمبيوتر صغير مسجل عليه قصص قصيرة يستطيع الطفل الإستماع لها بنقرة صغيرة على الشاشة بقلم خاص). فلاحظوا أنّ الجزء من دماغه المتعلق بالأحاسيس وبحل المسائل، ينمو بشكل أسرع في الحالة الأولى مما في الحالة الثانية، وأن قدرته على التركيز والإستيعاب تزداد أيضاً. من هنا ضرورة أن لا يصبح إستخدام الطفل التكنولوجيا بديلاً عن الأنشطة الأخرى الضرورية لنموه. 
وإذا إستخدم الأهل التكنولوجيا المناسبة لسن طفلهم، فسيتعلم أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة تساعده على التعلم. ولتحقيق هذا الهدف، يمكنهم حفز ذهنه، ولذك عن طريق توقيف جهاز الفيديو أو برنامج اللعب، وسؤاله مثلاً: "ما الذي سيحصل في إعتقادك؟"، أو الإشارة إلى شيء ما على الشاشة والطلب منه التركيز عليه لفترة محدودة، ثمّ تغطيته وطرح أسئلة عليه تتعلق بهذا الشيء.

- وجهات نظر:

وعلى الرغم من النتائج حول التأثير السلبي لإستخدام التكنولوجيا دون الأنشطة الأخرى في نمو الطفل، لايزال بعض الأطفال المغرمين جدّاً بالتكنولوجيا المتطورة يعتقدون أنّ السماح لأطفالهم الصغار بدخول هذا العالم هو بمثابة إستثمار في مستقبلهم، لذا يقومون بشراء جهاز إلكتروني لطفلهم بعد عيد ميلاده الأوّل، ولا يبالون إن أمضى الطفل جُل وقته في اللعب على الجهاز.

ليس هناك إتفاق بين المختصين بشؤون الطفولة حول تأثير التكنولوجيا الإلكترونية في صحة الطفل ونموه العقلي. فالبعض منهم، ممن يبدون قلقهم من إنغماس الأطفال وإنجذابهم نحو الأجهزة التقنية، يربط بين الوقت الذي يقضيه هؤلاء الأطفال أمام الشاشات، وبعض الظواهر الصحية والسلوكية لديهم، مثل البدانة المفرطة، والصعوبة في التركيز والإنتباه، والأداء العلمي الضعيف، والعدائية الزائدة. والأهم من هذا، يعتقد هؤلاء أنّ التكنولوجيا والأجهزة الرقمية تسرق الأطفال من حاجتهم إلى النشاط الخلاق، كحاجة أساسية وضرورية جدّاً لنموهم. ومن جهة أخرى، هناك من يعتقد، من خبراء تربية الأطفال أنّ التكنولوجيا تجعل التعليم مسلياً وممتعاً للأطفال، وتفسح المجال لهم للإستكشاف ولحل أي مسألة صعبة، من دون محاولة إستخدام عقولهم.

وبشكل عام، ينصح التربويون الأهل بأن يحددوا الوقت الذي يمضيه طفلهم أمام الشاشات، إلى جانب إهتمامهم بنوعية البرامج التي يشاهدها. فقد أظهرت دراسة تابعت نمو الأطفال من عمر ثلاث سنوات حتى سن المراهقة، أنّ الأطفال الذين شاهدوا برامج تلفزيونية ثقافية لفترات قصيرة ومحددة وهم في عمر أربع سنوات حصلوا على علامات أعلى عندما أصبحوا في سن المراهقة، وأولوا أهمية أكبر للتحصيل ولقراءة المزيد من الكتب، من الأطفال الذين كانوا يشاهدون برامج تلفزيونية ترفيهية فقط عندما كانوا في العمر نفسه. 
فمحتوى برامج الكمبيوتر، أو التلفزيون، هو الذي يجعل من التكنولوجيا أداة تثقيفية. فالبرامج المدروسة جيِّداً، والمخططة بطريقة علمية، يمكن أن تُحسّن مهارات الطفل الأدبية والحسابية، وترفع من درجة إستعداده للتعلم.
أمّا بالنسبة إلى الأطفال الذين لا يزالون في عمر السنتين، فالجدل لا يزال قائماً حول تأثير التكنولوجيا الإلكترونية فيهم وفي الأطفال الذين تزيد أعمارهم قليلاً عنهم. فقد يتعلم الطفل في هذا العمر حرفاً يراه على الجهاز الخليوي، تماماً كما يتعلمه لو كان مكتوباً على ورقة. ومع ذلك، لم يتوصل التربويون بعدُ إلى توافق حول ما إذا كان الأطفال الصغار يتعلمون أشياء أخرى عن طريق الأجهزة الإلكترونية لا يستطيعون تعلمها من مصادر أخرى، وما هي النتائج بعيدة المدى لأسلوب التعلم بإستخدام التكنولوجيا في هذه السن المبكرة.

- ضرورة التنظيم:

المهم ليس التكنولوجيا، إذ إنها في حد ذاتها ليست هل المشكلة، بل المهم هو كيف نستخدمها، وكيف ننظم طريقة وأوقات إستخدامها؟ فكما تنظم الأُم وجبات طعام طفلها وتحدد نوعيته بحسب فترات نموه، عليها أن تقدم له، عندما يصبح في العمر المناسب، نوعية مختارة من الوسائل التقنية تتناسب وسنه، وأن تساعده على التفكير في ما رآه وسمع، وأن تحرص على أن لا يكون ذلك على حساب واجبه المدرسي أو نشاطه الجسدي أو علاقته بالعائلة أو بالأصدقاء، لا على حساب تنمية مهاراته الإجتماعية. وإذا كان الطفل صغيراً، يفضّل أن تلعب الأُم، أو تشاهد مع طفلها، ما تنتقيه من برامج، ثمّ تناقشه في ما يراه. فهناك كمبيوترات صغيرة مخصصة للأطفال، بسيطة ومسلية، يمكنها أن تستعملها مع طفلها عندما يكون جالساً في حضنها، حيث يستطيع الطفل ممارسة كتابة أحرف أو أرقام، ورسم بعض الصور، فتستمع هي وطفلها بالوقت الذي يمضيانه معاً.
بالطبع، من الحكمة أن تحمي الأُم طفلها من البرامج التي تتضمن مشاهد مخيفة وعنيفة، ومن البرامج التجارية المفرطة في إعلاناتها. فالأطفال، تحت سن الثامنة، لا يستطيعون التمييز دائماً بين ما هو خيالي وواقعي. والأطفال الصغار يتعلمون مما يرون ويقلدونه. لذا، إذا رأى الطفل أحداً يضرب أحداً آخر على رأسه، فلا تستغرب الأُم إن رأت طفلها يوماً ما يقوم بالتصرف نفسه مع شقيقه أو شقيقته أو أي طفل آخر، أو حتى معها في نفسها. وبشكل عام، يجب أن تكون برامج الكمبيوتر والتلفزيون مفصلة بما يتناسب مع مراحل نمو الطفل وتطوره، وأن تتضمن قصة بسيطة خالية من التعقيدات، وأن تتناسب شخصيات القصة مع قدرات الطفل الإستيعابية، بحيث يستطيع التواصل معها، وأن تتضمن الكثير من التكرار، بحيث تترسخ في ذهن الطفل ويتفاعل معها.

- الإستخدام الآمن للتكنولوجيا:

يدرك الخبراء فائدة إستخدام الطفل أجهزة التكنولوجيا المتطورة، وقيمتها فنموه الذهني والنفسي. فمجرد معرفة الطفل كيفية إستخدام الكمبيوتر يكسبه ثقة بقدراته. فبرامج الكمبيوتر المعلوماتية، والوسائل التقنية الأخرى المتعددة، تفتح آفاقاً أمام الأطفال لم تكن متوافرة من قبل، إذ أصبح في مقدور الطفل، وبنقرة إصبع، أن يرى كيف يخرج النحل من الشرنقة، وكيف تتفتح الأزهار، وكيف تُحلب البقرة، وكيف ترضع صغار الحيوانات من أُمّهاتها. كما أن في إمكانه أن يتعرف إلى أنماط عيش أخرى لأطفال من سنه، وعلى أسلوب حياتهم. وبنقرتين على الشاشة، يمكنه أن يدخل أيّ متحف ويشاهد روائع الماضي وآثاره.
إنّ من مسؤولية الأهل تعليم طفلهم دخول عالم التكنولوجيا بفاعلية وأمان، ومساعدته على تعلم الإستفادة من هذا العالم. وعندما يجلس الطفل أمام جهاز الكمبيوتر، عليهم الحرص على أن يكون أحد من البالغين منهم إلى جانبه، ليراقب ما يراه، ويوجهه نحو البرامج ذات القيمة العالية. والأهم من هذا، أن يقوموا بإلغاء برامج المحادثة، نظراً لخطورتها على الطفل. وعلى الوالدين أن يختارا لطفلهما برامج الألعاب الخالية من العنف والإعلانات التجارية. وعندما يصبح الطفل في عمر السبع سنوات، يبدأ في فهم أنّ الإعلانات التجارية تحاول إغراءه وزيادة رغبته في الإقبال على شراء ما يراه معروضاً لذا عليهم أن يعلماه أن لا يجري وراء كل ما يعرض على الشاشة.

- القواعد التي يجب أن تتبعها الأُم:

من السهل على الأُم وضع حدود لإستخدام طفلها هذه الأجهزة عندما يكون في عمر السنتين، أكثر مما عندما يصبح في عمر 12 سنة. وللوصول إلى هذا الغرض، عليها إتباع هذه الخطوات حال بلوغ طفلها السنتين من عمره:
- إغلاق الأجهزة: يُبقي الكثير من الناس التلفزيون مفتوحاً طوال اليوم، حتى لو لم يكن هناك أحد يشاهده، وقد يحمل البعض منهم جهاز التليفون أينما حل، حتى إلى مائدة الطعام. إنّ الإسراف في إستخدام التكنولوجيا لا يترك مجالاً للتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة. ولتعليم الطفل الموازنة بين إستخدام التكنولوجيا والأنشطة التعليمية الأخرى، على الأُم أن تكون مثالاً جيِّداً لطفلها، بإغلاق جميع الأجهزة وبتخصيص بعض من وقت إنشغالها بالتكنولوجيا للقراءة أو للقيام ببعض الأنشطة مع طفلها أو مع العائلة مجتمعة.
- الإستغناء عن المربية الإلكترونية: يَعتبر بعض الأهل أجهزة التكنولوجيا الحديثة بمثابة مربية للأطفال. فما إن يبدأ الطفل في التململ حتى يضعوه أمام التلفزيون ليشاهد أفلام الكرتون. ومن المؤكد أن من الصعب على الأُم أن تكون مستعدة دائماً للترويح عن طفلها بالقراءة واللعب معه طوال الوقت. وبما أنّ الطفل في حاجة إلى التسلية الدائمة، يمكنها أن تشرك طفلها في أي نشاط ترغب هي في القيادة به، أو أن تقوم بنشاط يمكن أن يثير إهتمام طفلها. فمثلاً، يمكنها أن تترك طفلها يلعب بالقرب منها أثناء قراءتها بريدها الإلكتروني، ما قد يثير فضوله فيأخذ في مراقبتها.
- تطوير عادات تكنولوجية صحية في وقت مبكر: قد يشعر الأهل بالفخر من قدرات طفلهم على إجادته اللعب على جهاز الكمبيوتر لساعات عدة. وقد تشعر الأُم بالراحة لأن طفلها يمضي ساعتين وهو يلعب بجهازه الخليوي ولا يتململ من وجوده معه في السيارة. إن تمضية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وست سنوات، أوقاتاً طويلة في اللعب على الأجهزة الإلكترونية، قد تؤدي إلى إدمانهم هذه الأجهزة، ولا تترك لهم الوقت للإستمتاع بأنشطة أخرى ضرورية لنموهم الذهني والجسدي والإجتماعي. من هنا، على الأُم أن تحدد الوقت المسموح بأن يقضيه طفلها مع هذه الأجهزة. فمدة عشرين إلى ثلاثين دقيقة، مرّتين في اليوم، تُعتبر كافية جدّاً.
- تعليم الطفل كيف تساعد التكنولوجيا على التعلم: حل برنامج "غوغل" اليوم محل ما كان يمثله الكتاب من أهمية بالنسبة إلى الأجيال السابقة. ومع ذلك، لايزال التربويون قلقين بهذا الشأن، لأن من السهل الحصول على المعلومة، وبسرعة، عن طريق "غوغل"، دون الحاجة إلى التوصل إليها عن طريق التفكير والإبداع. في جميع الأحوال، هناك حاجة إلى أن نعلّم أطفالنا الإستفادة من "غوغل"، ولكن علينا أن نعلمهم أيضاً أهمية مهارات التفكير البارعة.

الاثنين، 18 مايو 2020

هل جربت قبل ذلك حمية "كوفيد"... لن تصدق ما تفعله في جسدك خلال ساعات

تسببت حالة الإغلاق المنتشرة في معظم العالم ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد 19" في دخول مصطلحات جديدة إلى عالمنا.

ولعل أبرز تلك المصطلحات هي ريجيم (حمية) كوفيد، المنسوبة إلى مرض "كوفيد 19".

أشار موقع "تايمز نيوز ناو" إلى أن ذلك الريجيم قد يحتاجه الكثير من البشر حاليا خلال وجودهم من المنزل، لأنه لا يساعد فقط على إنقاص الوزن خلال فترات الحجر المنزلي، بل يعمل على تقوية الجهاز المناعي الذي يكون بمثابة خط الدفاع الأول أمام أي فيروسات بما في ذلك فيروس كورونا المستجد.

وتكفل خطة ريجيم كوفيد، حصول جسدك على العناصر الغذائية الحيوية المشاركة في الأداء الطبيعي للجهاز المناعي، مثل النحاس والأحماض الأمينية "أوميغا 3" وفيتامين د والحديد.

وحدد نظام حمية كوفيد أبرز الأطعمة التي يجب أن يتم تناولها لدعم المناعة وإنقاص الوزن الزائد، وجاءت على النحو التالي:

1- النحاس:


يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على صحة الجسم والأداء الطبيعي للجهاز المناعي وتكوين خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الخلايا العصبية وكسر الدهون وتكوين الكولاجين.

ويمكن الحصول على النحاس عند تناول: المأكولات البحرية مثل سرطان البحر والحبار والمحار، والمكسرات والفاصوليا والعدس وفول الصويا والفواكه والخضروات.

2- أحماض أوميغا 3 الدهنية:


أظهرت الدراسات أن أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن تكافح الالتهابات ومقاومة الأنسولين والعديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

يمكن أن تساعد أوميغا 3 في محاربة الاكتئاب، كما تلعب دورًا أساسيًا في دعم جهاز المناعة. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن أوميغا 3 قد تساعدك على فقدان الوزن ومحاربة السمنة.

الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية هي: السلمون والسردين والتراوت وسمك السلور والرنجة والماكريل وبذور الشيا وبذور الكتان والجوز والسبانخ.


​3- فيتامين د:


هناك أدلة متزايدة على أن فيتامين د قد يكون له فوائد لتقوية المناعة.

في الآونة الأخيرة، ذكرت دراسة أن انخفاض مستويات فيتامين د مرتبط بمعدلات أعلى من وفيات "كوفيد 19". اقترحت الدراسات أيضًا أن فيتامين د قد يساعد في الحماية من التهابات الجهاز التنفسي، وفي الوقاية من أمراض القلب، ودرء الاكتئاب وزيادة فقدان الوزن.

يمكن الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس أو من الأطعمة التالية، مثل: صفار البيض والسردين والسلمون والروبيان (الجمبري) والأطعمة المدعمة مثل عصير البرتقال والحليب والزبادي والحبوب هي أطعمة يجب تناولها لتحسين مستويات فيتامين د.

4- الحديد:


يساعد الحديد على تعزيز المناعة وزيادة نسب الهيموجلوبين في الدم، الذي يساعد بدوره على القضاء على التعب والحفاظ على العديد من الوظائف الحيوية في الجسم. يعد الحديد من المغذيات الدقيقة المهمة للحمل الصحي.

ويمكن الحصول على الحديد من الأطعمة التالية: البيض والكبد ولحم البقر والسلمون المعلب والبقوليات مثل العدس والفاصوليا والحمص والمكسرات مثل الكاجو واللوز والخضروات ذات الأوراق الداكنة مثل السبانخ واللفت والبروكلي.


5- الألياف الغذائية:


الألياف الغذائية تساعدك على إنقاص الوزن وتقليل دهون البطن، وتقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2 وأمراض القلب وبعض أشكال السرطان.

كما أن الألياف تعزز وجود بكتيريا الأمعاء الصحية، والتي تساهم في تقوية نظام المناعة الصحي، علاوة على أن الألياف ضرورية لصحتك الهضمية وحركات الأمعاء المنتظمة بين العديد من الوظائف الجسدية الهامة الأخرى.

ويمكن الحصول على الألياف من تناول البروكلي والجزر والبازلاء والفاصوليا والبقول والتوت والكمثرى والبرتقال والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور.

الأحد، 17 مايو 2020

اللعب عند الاطفال ... نكبر لأننا توقفنا عن اللعب


لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا ، بل نكبر لأننا توقفنا عن اللعب
            / جورج بيرنارد شو .

يعتبر الطفل أن اللعب هو غاية بحد ذاته ، فهو يلعب ليلعب لا يهتم بإرشادات الكبار ولا لتحذيراتهم من خطورة ما يفعل ، إنه فقط يستمتع بما يقوم به ، وبالنسبة له إن اللعب حاجة ضرورية وأساسية في حياته يتعرف من خلالها بواسطة حواسه الخمس على العالم من حوله . دون أن يدرك أنه وبهذه الوسيلة البسيطة والممتعة يكتشف العالم بمكنوناته . فهو يلعب بشكل متواصل دون أي شعور بالتعب أو الإرهاق أو الملل حتى لو كان يكرر النشاط نفسه لساعات . 

        // اللعب بالنسبة للطفل بوابة العبور الى الحياة // 

أهمية اللعب بالنسبة للأطفال :


وجد اللعب مع الإنسان منذ وجوده الأول ، فهو يولد ولديه الاستعداد التام ليلعب بالفطرة دون أن يعلمه أحد كيف يلعب وكيف يستمتع بما يلعب ، فهو حاجة أساسية في حياته مثل الاكل والشرب .
" يعتبر الاهتمام باللعب عند الأطفال قديم قدم الاهتمام بالطفولة ذاتها ، ويؤكد علماء النفس أن للصغار عملا يزاولونه وهو اللعب ، وبهذه الطريقه  يكتشفون العالم ويتعلمون الملاحظة والمنطق ومخالطة المجتمع ، انه ينمي لديهم قدرة الخلق والاختراع ، لذلك يعد اللعب حاجة ضرورية أساسية لنموهم وتكوين قدراتهم الجسدية والعقلية والنفسية وخلق الثقة في نفوسهم وبث الاطمئنان والسرور في قلوبهم ". 
اللعب عند الاطفال
اللعب عند الأطفال 
إن أي نشاط يقوم به الطفل غايته المتعة وهذا التصنيف يستعمله سواء خلال المذاكرة أو الأعمال المنزلية ، ولكي نكسب كل ما نريده من الابناء علينا أن نحصل عليه بأسلوب اللعب والمتعة .
دور اللعب في تطور شخصية الطفل :
من المؤكد أن اللعب ليس نشاطا عبثيا بل هو نشاط ينمي الطفل من خلاله كل المهارات التي يحتاجون اليها في المستقبل من أجل حياة تتسم بالنشاط والنجاح والثقة بالنفس . 

      اللعب أساس تطور الشخصية وتطور التعلم لدى الأشخاص  

"تتكشف خصائص شخصية الطفل وقدراته وميوله ورغباته وتنمو وترتقي من خلال النشاطات والسلوكيات المختلفة التي يمارسها "   
ويؤدي اللعب دوراً أساسيا في بناء شخصية الطفل من الناحية الجسدية والفيزيولوجية ، فيساعد الطفل على تنمية عضلاته وترويض جسمه بشكل فعال ، كما يساعد في التخلص من الطاقة التي اذا ما احتبست تجعل الطفل متوترا عصبيا وغير مستقر .
"من خلال اللعب يتزايد التطور الذهني بشكل ملموس ، وتتكون لدى الطفل القدرة على اكتشاف وتحليل واختبار العالم المحيط به ، ويستطيع تحسين المهارات والمعرفة التي يمتلكها وتعميقها ويمكنه تطوير شعور تأملي وحب استطلاع قد يستمر مدى حياته ." 
ويقول فردريك فروبل " أن الولد الذي يلعب جيدا ، وبصورة مثابرة الى درجة الارهاق البدني يصبح شخصا قوي العزيمة  عندما يكبر وقادرا على التضحية بالنفس في سبيل خيره وخير الاخرين ".

التعلم القائم على اللعب :

نحن نلعب ولكن في الوقت نفسه من خلال الوقت الذي نمضيه في اللعب قادرين على تطوير مهارات مختلفة وتوسيع آفاق معارفنا .
وتقول هيدي فريدريش :" يعتبر اللعب من الشروط الاساسية لعمليات التعلم والتعليم فهو يعزز التطور الذهني والاجتماعي والحركي والابداعي لدى الاطفال ".
فاللعب إذا هو بمثابة اكتساب خبرات جديدة بالنسبة للطفل ومن خلاله يتم التعرف على الحقائق ويستنتج العديد من الاشياء التي كان يراها خيالية أو وهماً . ومن هنا نجد ان المناهج التربوية الحديثة المُعتمدة في رياض الاطفال مبنية على اللعب ، فهي تحاول من خلال اللهو توصيل رسائل تربوية وتعليمية مختلفة وقد تكون معقدة بالنسبة للطفل لو حاولنا ان نقدمها له بقالب جدي بعيداً عن اللعب والرسوم والالوان .

فمن خلال ممارسة اللعب يستطيع الطفل أن ينمو جسديا بشكل جيد ومتوازن ، كما يتمكن من التحكم بعواطفه ، ويوثق علاقاته الاجتماعية مع الاخرين خاصة في الألعاب الجماعية ، ومن خلال اللعب ايضا يتمتع الطفل بقدرات التفكير الناقد ومهارات حل المشكلات كما يتعلم فنون اللغة من الاستماع الى التحدث بما يساهم في توفير معارف أساسية حول أمور حياتية مختلفة .
يقول هنس شويرل وهو من أشهر الباحثين في مجال اللعب : " إن اللعب يوفر ميدانا لخوض التجربة ، وجمع الخبرة لا يمكن تعويضه ، وبدونه سنكون أقل مهارة ".

فوائد اللعب :

ان اللعب يهيئ للطفل فرصة فريدة للتحرر من الواقع المليء بالالتزامات والقيود والقواعد والأوامر ، بحيث يتصرف بحرية دون التقيد بالقوانين . 
ويعتبره فريدريك فروبل وهو مرب الماني " صمام الأمان لعواطفه وانفعالاته ، وهو أفضل وسيلة للتعبير الواضح عما يشعر لأنه لا يستطيع الافصاح عنها بالكلام ".
فاللعب " يعزز انتماء الطفل للجماعة ، ويتعلم من خلاله التعاون واحترام الاخرين ، إضافة إلى احترام القواعد ويلتزم بها ، ويؤكد ذات الطفل من خلال التفوق فرديا وجماعيا ." 

وبات واضحا أهمية اللعب من الناحية الجسدية فالحركة ضرورية لنمو عضلات الطفل والمحافظة على عظام قوية فهذه التمرينات اليومية المتنوعة تكسب الطفل صحة ورشاقة وتبعد عنه السمنة والامراض المزمنة الاخرى التي أخذت تتفشى في مجتمعنا بسبب جلوس اولادنا لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون او الكمبيوتر . كان الطفل قديما يلعب طوال اليوم ولا يجد سبيلا اخر للتسلية غير اللعب ، يبتكر كل يوم هو وأقرانه وسيلة جديدة ليلهو بها . 
اما من الناحية التربوية فاللعب يفسح المجال امام الطفل لكي يتعلم الكثير واهم ما يتعلمه قواعد السلوك والنظام الانضباط .ويكتسب من خلاله انماط مختلفة من القواعد والمعايير السائدة في مجتمعه .
وفي المجال الاجتماعي يرتبط اللعب بحياة الشعب وبهويته الثقافية فالطفل ابن بيئته لهذا نجد ان ابناء السواحل يجيدون بالفطرة السباحة والغوص ويجيدون صيد السمك والالعاب المائية المتنوعة بمهارة بينما نجد اولاد الجبال يهوون تسلق التلال ويمضون ايامهم في اللعب بين الاحراج والبساتين وممارسة هواية الصيد .

أما من الناحية النفسية فاللعب يحقق وظيفة هامة من الناحية الذاتية حيث يكتشف الكثير عن نفسه كمعرفة قدراته ومهاراته وميوله .
اللعب اذا هو المكان الذي يتعلم فيه الطفل الشيء الكثير عن نفسه وعن الاخرين انه يبني العقول والاجسام ويعزز الوعي الاجتماعي عند الطفل ويقوي من وعيه الذاتي ويسمح له بالتعبير عن نفسه .
وعلى الرغم مما نعرفه عن أهمية اللعب في حياة أولادنا إلا اننا نمنعهم من اللعب ، لماذا ؟
هناك بعض التصرفات الخاطئة التي يقوم بها الكبار لمنع الأطفال من اللعب جاهلين بذلك أن تقيد حركة الطفل ومنعه من اللعب يؤدي إلى انعكاسات سلبية ويخلق سلوكيات وأوضاع نفسية قلقة غير متوازنة والاستمرار في هذا التصرف يؤدي إلى شعور الأطفال بالنقص تجاه أقرانه . وبالتالي يؤدي إلى انعزاله عن الآخرين وقد تتطور به الحالة إلى الكذب والعصيان ومن الضروري تفهم حاجة الطفل للعب لأنه يمتلك طاقة من النشاط لابد من تفريغها بحركات معينة وإذا حجز عن تفريغها يؤدي إلى أضرار نفسية وجسمية .‏
فبعض الأهل يعتبرون أن اللعب يأخذ الكثير من وقت الطفل ويشغله عن الدراسة او المطالعة او حتى المشاركة في الانشطة الرياضية . وهنا يقع اللوم على المناهج الاكاديمية المعتمدة في مدارسنا ، والتي تطلب من الطالب والأهل الكثير من الجهد والوقت،  ولهذا يعترض الأهل على لعب اطفالهم ويعتبرونه مضيعة للوقت المحدد للمذاكرة .  وهنا تبدأ المشكلة ، فالطالب الذي جلس لساعات طوال على مقاعد الدراسة ليتلقى المعلومات دون أية حركة تذكر ، يشعر عند عودته الى البيت أنه يحتاج الى بعض الترفيه ليجدد نشاطه ويستعد للواجبات المدرسية ،  وهذا اللهو ينظر اليه الأهل بطريقة مختلفة ويعتبرونه وقتا ضائعا .  فيبدا الطفل بالدرس وهو غير قادر على التركيز ويشعر بالملل والتعب حتى قبل أن يبدأ. فنراه غير قادر على الثبات في مقعده ويختلق الحجج ليهدر الوقت ويذهب هنا و هناك . لأنه متعب .

ولا يعتبر تأدية الواجب المدرسي هو السبب الوحيد لمنع الطفل من اللعب واللهو فان اي أم تحب طفلها باعتباره أثمن ما لديها ؛ لذا تشعر الأم بأن عليها أن تحميه من أي أذى أو ضرر قد يصيبه ، ولكن الحماية الزائدة على الحد تجعلها تشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى في كل لحظة ، ومن دون قصد تملأ نفس الطفل بأن هناك مئات من الأشياء غير المرئية في المجتمع تشكل خطرًا عليه ، ومن ثم يشعر الطفل بالخوف ، ويرى أن المكان الوحيد الذي يمكن أن يشعر فيه بالأمان والاطمئنان ، هو وجوده إلى جوار أمه ، ومثل هذا الطفل يشعر بالخوف دائما ولا يستطيع أن يعبر الطريق وحده ، أو يستمتع بالجري أو اللعب أو السباحة في البحر ؛ لأنه يتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى ، ويظل منطويـا خجولاً بعيدًا عن محاولة فعل أي شيء خوفـا من إصابته بأي أذى .
   وفي بعض الأحيان يصل خوف الأم على طفلها إلى درجة تؤدي إلى منعه من الاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين خوفـًا عليه من تعلم بعض السلوكيات غير الطيبة أو تعلم بعض الألفاظ غير اللائقة فيصبح الطفل منطويـًا خجولاً يفضل العزلة والانطواء ، ويخشى من الاندماج في أية لعبة مع الأطفال الآخرين .
ونجد أيضا بعض الاهل الذين يمنعون اولادهم من اللعب خوفا عليهم من التعرض لأية اصابات او اضرار صحية مثلا : الطقس حار جدا في الخارج لا يمكنك اللعب او العكس الطقس بارد جدا ، حرارة الشمس قوية ستتعرض لضربة شمس. لا تلعب على العجلات قد تسقط وتتسبب لنفسك بإصابات مختلفة من خدوش وغيرها .. هذا القلق الذي يفرضه الاهل على الطفل  وخاصة الام يمنعه من ان يحقق الاشباع النفسي الذي يحصل عليه من خلال التواصل مع رفاقه فيصبح خجولا غير قادر مواجهة الحياة ويجهل طريقة التعاطي مع الاخرين . فالطفل الخجول في الواقع طفل مسكين وبائس يعاني من عدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه في المدرسة والمجتمع ، وبذلك يشعر بالمقارنة مع غيره من الأطفال بالضعف .
مهما اختلفت آراء التربويين الا انها أجمعت على اهمية مرحلة الطفولة في بناء شخصية الانسان المستقبلية ، فإذا ما اعترى تربية الطفل أي خلل فإن ذلك سيؤدي حتما الى نتائج غير مرضية  تنعكس سلبا على مستقبله .
 و من هنا يكون دور الآباء هو التوجيه وتصحيح الأخطاء، ومحاولة الدلالة على أنواع اللعب المفيدة، مع ترك مساحة لحرية اختيار الابن لنوعية اللعب واللعبة دون إجبار وتدخل مباشر.

كيف نختار الالعاب المناسبة :

يجب استغلال حيز كبير من وقت اللعب لدى طفلك في تقديم الالعاب التعليمية وذلك بتقديم المعلومة بطريقة مرحة وممتعة تشعره بأنه يقضي وقته في اللعب فقط ، بينما يكون في الوقت نفسه يكتسب الكثير من المعلومات والمهارات التي ستساعده في السنوات القادمة خاصة عند دخوله الى المدرسة .
يجب على الاهل عدم الاستخفاف بأي نشاط ترفيهي يقوم به ولدهم فلكل لعبة ايجابياتها التي يتعلم من خلال الولد الكثير من المعلومات سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، مثلا ان الالعاب التي تحتوي على ادوات شخصيات معروفة كالطبيب والمهندس والعامل والطباخ يستفيد منها الطفل من خلال تقليد حركاتهم وطريقة تصرفهم ، هذه الالعاب تعلمه ما تقوم به كل شخصية. 

وأخيراً يجب أن نهتم بأطفالنا ونلعب معهم ونشرف على عملية اللعب من خلال توفير مساحات واسعة وألعاب مناسبة ليمارسوا حقهم باللعب دون معرفة الطفل ومن الضروري توجيه وتنظيم عملية اللعب باتجاه تنمية الجسم والنفس وبالتالي تنمية القدرات العقلية.‏
وتقول احدى المجلات الطبية إنه حينما تعطي طفلك (2 -6 سنوات) مكعبات ألعاب ثم تطلب منه تركيبها، سيقوم طفلك بتركيبها وبينما هو منهمك في ذلك النشاط الذهني فإن خلايا دماغه العصبية تبدأ في الترابط والبناء مع كل حركة أو مهارة تركيب وما يصاحبها من تفكير، وهكذا كلما تعرض الطفل إلى مواقف تتطلب مهارات خاصة أو حتى عادية فإن خلايا دماغه تبني ذاتها ويترابط البناء على تلك المهارات والتجارب، هذا ما اكدته دراسة حديثة.
وتستطرد المجلة أنه كلما تعرض الطفل لمواقف تحفز على الذكاء أو تتطلب مهارات تفكير عالية كالانخراط في اللعب واللهو في فناء المنزل أو من خلال التدرب على الرسم، فإن العشرات من خلايا دماغه العصبية تبنى وتترابط بموجب تلك المهارات لتشكل نماذج تعمم مستقبلا على معظم المواقف التي تواجهه، وهذا ينطبق على المواقف والمهارات التي لا تحفز على الذكاء.
وتوضح الدراسة أن منع الطفل من ممارسة الأنشطة المختلفة كالموسيقى مثلا سيؤدي إلى ضمور أو موت بعض خلايا الدماغ العصبية الخاصة بالموسيقى ما يعني فقدانه نهائيا للرغبة في الاستمتاع لصوت ونغمات الموسيقى، وهذا ينطبق على الكثير من النشاطات والممارسات اليومية التي عندما يحرم من ممارستها فإن دماغه لن يعمل بكامل طاقته ما يعني تدني مستوى كفاءته العقلية ما تجعل الحياة أمامه والى الأبد أكثر تحديا وصعوبة.


كيفية حماية الأرشيف الإلكتروني المكون على الإنترنت

الأرشيف هو مجموعة الوثائق، مهما يكن تاريخها، وشكلها ووعاؤها المادي، مُنتَجة أو مستقبلة من الجهات الحكومية والخاصة، والتي تكون محفوظة لدى منشئيها أو حائزيها. 
ويحفظ الأرشيف كونه يتضمن معلومات تفيد متخذي القرارات، ويساعد في البحث التاريخي والعلمي في المجالات كافة، ويحفظ حقوق الملكية الفكرية والمادية للمؤسسات والأشخاص.

والمعروف  أنّ الأرشيف يضمّ كل أنواع المواد كانت ورقية أو رقمية. والأرشيف ليس ورقيا فحسب يعنى بالإحتفاظ بمصادر المعلومات الورقية  إنما الإلكترونية أيضاً والتي تشكل لدينا أرشيف إلكتروني  له خصائص معينة تميّزه عن الأرشيف الورقي المطبوع.
 

 كيفية حماية الأرشيف الإلكتروني المكون على الإنترنت

يشهد العالم فترة تطور هائل في شبكة الانترنت، نتيجة للتحسينات والتطورات الحديثة التي تطرأ عليها باستمرار، ونتيجة لهذه التطورات ظهر ما يسمى بالويب 2.0 وظهر مصطلح الويب 2.0 في مؤتمر تطوير الويب عام 2003 في مدينة سان فرانسيسكو والذي أقيم بين شركتي O’ Reilly وشركة Media Live International، وكان الهدف من هذا المؤتمر هو وضع تصور جديد للشبكة وتقسيم مواقع الانترنت الى مواقع 1،0 وويب 2 على اساس الخدمات والتطبيقات التي تقدمها مواقع الانترنت المتطورة. 

تعد تطبيقات الويب 2.0، واحدة من المظاهر التي إستحدثتها شبكة الإنترنت، كأحد وسائل الإتصال الإجتماعي فيما عرف ب "الويب الإجتماعي". وقد تعددت في الآونة الأخيرة تقنيات وتطبيقات الويب 2.0، وإستخدامها في المكتبات العربية. فالمستفيد أصبح له الحق بالمشاركة في المحتوى من ناحية الإنشاء، التعليق، المشاركة، العرض، والتقييم ايضاً وتغيير شكل ونموذج الخدمة. 

كان للثورة الرقمية أثراً واضحاً في عالم الويب. فالويب في هذه الحالة اصبح وسيلة مهمّة لنشر وعرض المعلومات وقد حقّق قفزة نوعية مع الويب 2.0، والويب 2.0 هو فلسفة أو أسلوب جديد لتقديم خدمات الجيل الثاني من الإنترنت، تعتمد على دعم الاتصال بين مستخدمي الإنترنت، وتعظيم دور المستخدم في إثراء المحتوى الرقمي على الإنترنت، والتعاون بين مختلف مستخدمي الإنترنت في بناء مجتمعات إلكترونية، يقع الخطر في هذه النقلة النوعية في إمكانية انتهاك حق الأرشيفي بقصد أوبغير قصد كما ذكرنا سابقا قالمستفيد اصبح له الحق بالمشاركة بالمحتوى فقد يؤثر ذلك على إنتهاك حق الأرشيفي، فدور المتصفّح(المطلع) انتقل من مجرد متلقي بل أصبح  له عدة أدوار متلقي ومرسل ومشارك في آنٍ واحد.لذلك نرى أنّ إنتاج الأرشيفي الذي يتمتع بالحقوق الملكية الفكرية والأدبية يشكل جزءاً من الأرشيف الوطني.  
تطوير مراكز الأرشيف | Naseej نسيج
الملكية الفكرية حق قانوني يقصد به حق الإنسان في ما ينتجه من إختراعات علمية وإبداعات فنية وأدبية وتقنية وتجارية...وغيرها من النتاج الفكر الإنساني، إذ يخول لصاحبه ثلاث سلطات تنبع من حق الملكية الوارد على أشياء غير مادية. فله حرية التصرف في بإستمرار أو التنازل عنه. كحق المؤلف في التأليف، والناشر في حقوق النشر والمهندس في المخططات والخرائط، والمخترف فيما إخترعه... بعد تسجيله وحصوله على براءة إختراع، وله سلطة الإستغلال والإستعمال عن نتاج الفكر ويمنع الغير من الإستيلاء عليه أو إستعماله دون إذن صاحبه. 

شروط  وطرق الحمايه القانونية للملكية الفكرية على الصعيد الوطني في البيئة الرقمية

تشجيعا للإبداع الإنساني والفكر البشري على تقديم الأفضل دون مخافة من سرقة أو نهب للمصنف، من أجل زيادة فرص النفاذ إلى الثقافة والمعرفة وتوسيع إمكانية التمتع بها. سعت مختلف الدول جاهدة إلى تأصل حق الملكية الفكرية على الصعيد الدولي والوطني(الداخلي)، ونحن يهمنا من هذا البحث الصعيد الوطني في لبنان والتحدث عن هذا الموضوع :
مرت عملية النشر بمراحل مختلفة تصل إلى مرحلة النشر الإلكتروني. فأصبح هناك حاجة إلى وضع قوانين وتشريعات تحمي الملكية الفكرية على الإنترنت. حيث إنصبت إهتمامات المؤسسات التشريعية في العديد من دول العالم إلى حماية مصنفات المعلومات المتمثلة في برامج الحاسوب، قواعد البيانات، قانون الكمبيوتر، ففي لبنان إعتمد قانون 75 لسنة 1999 وهو برامج وقواعد بيانات. 

أولاً: شروط منح الحماية:

 تتفق معظم القوانين على وضع شروط للحماية القانونية وهي:
الإبتكار هو الطابع  الشخصي الذي يعطيه المؤلف لمصنفه أي أن يضيف شيء من شخصيته وهذا هو الاساس الذي تقوم عليه قانون المؤلف.
ظهور المصنف حيز الوجود: إن القانون لا يحمي الفكرة بل الشكل الذي اخرجها فيها الكاتب أوالفنان وهذا ما ايده المشرع الفرنسي.
عدم إشتراط الشكلية: أقر القانون اللبناني في مادته الخامسة من قانون حماية الملكية الفكرية على عدم الزامية شرط الشكلية حيث نص: ان الشخص الذي يبتكر عملا ادبيا أو فنيا له. بمجرد ابتكاره حق الملكية المطلقة على هذا العمل.

ثانياً: أوجه الانتهاك لحق الأرشيفي في الويب 2.0

المدونات: كلّ ما يُنشر في هذه المدوّنات يتمتّع بالحماية بواسطة حق الأرشيفي ويكون المتصفح قد وضع اعماله في أيدي الاخرين وشاركهم فيها. لكن الخطر يكون حينما يعمد المتصفح الى نشر اعمال محمية تعود للغير بدون الحصول على إذن من الأرشيفي.مثلاً: اليوتيوب يسمح لجميع مستخدمي شبكة الانترنت نشر ما يشاؤون من مقاطع الفيديو لتصبح بمتناول الجميع ودون الحصول على موافقة أصحاب الحق في ذلك؛ إلّا أنّ هذا يعتبر مخالفة جسيمة وتعدياً على حقّ الأرشيفي.
الويكيبيديا: الأمر هنا لا يقتصر على مجرد النشر للمعلومات او الاعمال. الويكيبيديا هي موسوعة حرة مجانية على الانترنت تعتمد على المشاركات والمساهمات التي تختلط في ما بينها وتكمل بعضها البعض. فكلّ مستخدم يمكنه إجراء أي تعديل في مضمون الموسوعة وبالتالي يكون من الصعب تحديد هوية مؤلفي فقرة معينة.

ثالثاً:المسؤولية المفترضة

بالنسبة للمتصفّح: إن متصفح الويب 2.0 يجب ان يكون متيقظاً وعليه الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يمسّ حقوق الملكية الأدبية والفنية العائدة للغير تحت طائلة المسؤولية أي لا يحقّ له أن ينشر أي من الاعمال المحمية على شبكة الانترنت دون موافقة مؤلفها بشكل تقليدي.
بالنسبة للناشر: يعتبر الناشر مسؤولاً عن كل ما يتضمنه محتوى موقعه فهو مسؤول عن كلّ ما يكتبه بنفسه لذا يجب أن يظلّ متيقّظاً لكلّ ما ينشره على موقعه حتى لا تترتّب عليه اية مسؤولية.
بالنسبة للقانون: اذا كان المبدأ القانوني بأنه مَن يبتكر عملاً له حقّ الملكية المطلقة عليه بما يتضمنه من حقوق مادية ومعنوية وبالتالي يكون لصاحب حق المؤلف وحده الحق في استغلال العمل المادي بالمقابل إنّ المشرّع أورد على هذا المبدأ جملة من الاستثناءات تجيز للغير نسخ العمل دون موافقة مؤلفه وضمن شروط محددة.
نستنتج ممّا تقدّم أنّ التطور لا يمكن أن يكون الأداة لانتهاك نصّ القانون لأنّ النصوص القانونية لا يمكن ان تشكّل عقبة بوجه التقدم العلمي والتطور التكنولوجي لذا يجب ان تطبق أيّاً يكن هذا التطور.

الخميس، 14 مايو 2020

المتاحف في لبنان .. مرآة المجتمع وثقافته


المتاحف في لبنان .. يمتلك لبنان تراث متنوع لذا بها الكثير من المتاحف التي تعبر عن أشياء مختلفة كالأحداث التاريخية أو أسلوب الحياة بالماضي أو الصناعات القديمة .

وسنستعرض هنا بعض المتاحف المميزة في لبنان، والتي تعتبر خليط متجانس بين التاريخ والحياة المعاصرة وتقدم لك فكرة واضحة عن تاريخ البلاد وعن مجريات الأحداث التي عصفت بها .


 المتحف الوطني اللبناني وجه من التراث الانساني

متحف بيروت الوطني هو المتحف الرئيسي للآثار في لبنان، يقع في العاصمة بيروت، وقد بدأت مجموعة المتحف بعد الحرب العالمية الأولى وافتتح رسميًا في عام 1942، يضم المتحف مجموعات يصل عددها حوالي 100 ألف قطعة معظمها عبارة عن آثار وموجودات من العصور الوسطى من الحفريات التي اضطلعت بها المديرية العامة للآثار، ويتم عرض حوالي 1300 قطعة أثرية تتراوح في تاريخها ما بين عصور ما قبل التاريخ إلى فترة المماليك في العصور الوسطى .


خلال الحرب الأهلية عام 1975 وقع المتحف على خط التماس الذي يفصل بين الميليشيات والجيوش الإسرائيلية والسورية، فعانى المتحف ومجموعاته من أضرار جسيمة أثناء الحرب ولكن أنقذت معظم القطع الأثرية من خلال تدابير وقائية.

قررت السلطات إغلاق المتحف، وبدأت التدابير الوقائية الأولى داخله فتمت إزالة القطع الأثرية الصغيرة المعرّضة للهلاك من واجهة المبنى وإخفائها في حجرات التخزين في السرداب الذي تم تسويره بعد ذلك مما يحظر أي وصول الى الطوابق السفلية، وفي الطابق الأرضي كانت توجد الفسيفساء التي تم تثبيتها في الأرض مغطاة بطبقة من الخرسانة، وكانت التماثيل والتوابيت محمية بواسطة أكياس الرمل، وعندما وصل الوضع الى أسوأ حالاته عام 1982 كانت التحف الأثقل مغطاة بالخشب والخرسانة.

عند انفجار الوضع الأمني عام 1975، بادر المسؤولون الى حماية مجموعات المتحف النادرة، عبر تغطية قسم منها كالنواويس بطبقة كثيفة من الباطون المسلح، ونقل القسم الآخر خارج المتحف الى الطبقة السفلى من مبنى مصرف لبنان المحصنة بجدران سميكة لا تخترقها القذائف،وحماية قطع الفسيفساء بعازل سميك من أوراق بلاستيكية مغلفة بالإسمنت.

رغم هذه الاحتياطات، نخر القصف مبنى المتحف، وأصاب محتوياته تلف كبير مع مرور الوقت من دون صيانة، أو لتسرب المياه المالحة من شقوق الفجوات وتجمعها داخل المخازن وتآكل القطع الأثرية الحجرية الكبيرة من الأملاح لتركها في أغلقة الطوارئ من دون أي تهوئة، وبلغت القذائف عمق الردهات الداخلية، فقضت على موجودات فيها كانت تنتظر فرزها وفهرستها، وإذ بمكتبة المتحف (17 ألف مجلد) تتبعثر بين الركام. كما فقدت جميع معدات المختبرات، وكذلك تم نهب بعض محتويات المتحف .

 ترميم المتحف وإعادة افتتاحة

وبما ان مهمة المتحف وقسم المديرية العامة للآثار لا تقتصر على عرض المحتويات فحسب، بل على حفظها وترميمها وتوثيقها، كان لا بد من ترميم المبنى ومحتوياته، فجاءت الخطط الاولى للترميم عام 1992 وتبرع غسان تويني بالأموال للباب الرئيسي الضخم الجديد للمتحف، وبمجرد وضع الأبواب والنوافذ تم اتخاذ قرار هدم الجدار الخرساني الذي يحمي مدخل السرداب .

مع بداية عام 1995 ارتفعت السقالات لترميم واجهات المتحف الخارجية، وبدأت في الوقت نفسه ورشة داخلية في مكاتب الادارة والموظفين وفي الطابقين الارضي والسفلي. وبعدها سمح للناس بالدخول للمرة الاولى بعد 20 عامًا من غلق المتحف.

وقد قامت وزارة الثقافة ومديرية الآثار بوضع خطة عمل توزعت على 4 مراحل شملت:

أ-ترميم الواجهات الخارجية

ب-رفع مكعبات الأسمنت عن القطع الأثرية الكبيرة

ج-فتح المستودعات تحت الأرض ووضع جردة بالقطع الصغيرة وترميمها

د-تصميم صالات العرض

وبعد عدّة مراحل من الترميم، تم حل المشكلة المزمنة التي عانى منها المتحف بسبب موقعه المنخفض المتمثلة في تجمع المياه الجوفية في الطابق السفلي وقاعاته. فتمكن مجلس الانماء والاعمار من سحب المياه وصرفها واعادة تجهيز المستودعات وعزلها عن الرطوبة بتكليف من وزارة الثقافة.

في العام 1999 بدأت الحكومة اللبنانية حملة واسعة لاستعادة الآثار التي سرقت أو تمت التجارة بها خلال الحرب الأهلية، وتم استرداد العديد من القطع الأثرية من المستودعات أو المنازل الخاصة حيث ينص القانون اللبناني على أن أي قطعة عمرها أكثر من 300 عام تعود للدولة (ملحق رقم 2 و3).

متحف ميم للمعادن:

متحف ميم هو متحف خاص يقع في بيروت في جامعة القديس يوسف. تم افتتاحة في أكتوبر 2013. يعرض المتحف أكثر من 2000 نوع من المعدنيات التي تم جمعها من قبل سليم اده منذ عام 1997، يمثل 450 نوعا مختلفا من 70 دولة، ويعتبر أحد أهم المجموعات الخاصة من المعدنيات في العالم.

يهدف الى إبراز النواحي الفنية والجمالية والعلمية والتاريخية والجغرافية والصناعية والاقتصادية كما الرياضية لعلم المعدنيات. كما يستضيف المتحف معرضًا للأحفوريات البحرية من لبنان .


  التسمية: "م" هو الحرف الأول من الكلمات: متحف، ومعدن، ومنجم، وهذه الكلمات تلخص فكرة المشروع.

 مجموعات المتحف :

في ست قاعات، خصصت كل واحدة منها لصنف معين من المعدنيات، تتوزع المعروضات في واجهات زجاجية تبرز رونق القطع، وتتمتع بالمواصفات والمعايير العالمية التي تحميها من عوامل الرطوبة والحرارة والغبار، فيما تسهم الاضاءة وطريقة العرض وتركيز القطع بإضفاء المزيد من الجمالية والذوق عليها.

أ-مجموعات معدنية:

عرض للمعدنيات وهي تسعة أصناف موزّعة بحسب الصنف الكيميائي الذي تنتسب إليه وعددها حوالي 900 معدنية. ظاهرة الخلق هذه، تشكّلت من دون أي تدخل بشري إنما بفضل مفاعيل تأثيرات الحرارة والانكباس، وبفعل بالغ التعقيد للماء، كما بفعل الزمن على الأخص. ويمكن للزائر التمعن بهذه الأصناف من خلال مشاهدة فيلم يقدّم معلومات مفصّلة حول مجموعة "م".


ب-غرفة الكنز:

 تستضيف غرفة الكنز المعادن الثمينة (الذهب والفضة) بالإضافة الى المواد المعروفة وصفا بالأحجار الكريمة أو النفيسة، والتي تم اصطفاؤها عمدًا على أساس شفافيتها، لونها، وأشكالها الهندسية الصريحة. وتحتوي على 21 واجهة بانورامية تسمح بمشاهدة النماذج من جميع الزوايا، كما هو الحال في معرض المجوهرات. وقد صممت الإنارة على نحو يتيح تسليط الضوء على تباينات اللون لإظهار بعض القطع، مثل الترانزيت والأحجار الكريمة كالزبرجد والتورمالين، وإبراز تفاصيل قطع أخرى مذهلة مثل الذهب والفضة الخيطية الشكل.

ج- مجموعة الأحافير:

غرف تكشف الأسماك الأحفورية من لبنان. يعرض المعرض أسلاف أسماك القرش والأشعة والسردين وكذلك القريدس وسرطان البحر والأخطبوط. تم شراء أفضل الحفريات، التي يعود تاريخها إلى 100 مليون سنة .


د- مجموعة فريدة ونادرة:

في زاوية من الفرائد عيّنات من قطع ثمينة وفريدة ونادرة تمكّن إده من الحصول عليها بعد مواجهات ومنافسات شرسة مع متاحف وهواة تجميع. في هذه الزاوية يطلع الزائر على المعايير المستخدمة ويكتسب معلومات إضافية عن الأحجار الكريمة والتقليد والجواهر، بواسطة شاشة تعمل على اللّمس. وعند مدخل القاعة، يتم عرض تمثال بالحجم الطبيعي لحفريات mimodac tylus libanesis الملقب بـ "mimo"، وهو أول زاحف طائر كامل تم العثور عليه في الشرق الأوسط .

هـ- قسم المعدنيات المشعّة:

معدنيات ذات نشاط إشعاعي من دون أن ينطوي الأمر على أي خطورة إلاّ انها تعرض في مكان محصّن بأعلى درجات الأمان، في واجهات زوّدت بفتحات خاصة تمتص الغاز المنبعث من النشاط الإشعاعي (الرادون) لتلفظه خارج المبنى ( ملحق رقم 7).

 الحفظ والحماية:

يعتمد المتحف على تقنيات الحماية الحديثة، وفق آخر ابتكارات التكنولوجيا. وكل جدرانه مصفّحة، ففي الواجهات تعرض المعادن التي تعود الى 250 مليون سنة، وأمامها تقف اللّوحات التي تشرح تفاصيلها من خلال تطبيق هاتفي خاص بالمتحف. هكذا يمكن لكل زائر يحمل الهاتف الذكي أن يتعرّف القطعة ويحصل على تفاصيلها على هاتفه النقّال. ولمن يفضّل الشاشات الكبيرة فهي تعرض الحجارة بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة بتقنية اللّمس.

"يلعب" الزائر بالمعادن، يديرها كما يريدن، يكبرها، يصغّرها، يدور حولها من كل الزوايا...والهدف أن تستقطب هذه التكنولوجيا الأطفال، فيزوروا المتحف ويتعلموا عن المعادن عبر الشاشات العملاقة التي تحاكي شغفهم بالوسائل التكنولوجية. (أبي ياغي، جان دارك، 2013).

  المتحف العلمي للطيور والفراشات والحيوانات: 

الجمال الطائر في المسافات حط رحاله في متحف فريد من نوعه هو "المتحف العلمي للطيور والفراشات" في القبيات. يعد المتحف الأول من نوعه في لبنان. بدأ كفكرة راودت مخيلة الأب أيوب يعقوب، وكان حلمًا لدى الأب فرنسوا طنب الذي جمع طوال 40 عامًا مختلف أنواع الفراشات اللبنانية.

الفكرة والحلم اجتمعا وتحوّلا الى حقيقة تجسدت في متحف ضم 132 جنسًا من طيور لبنان و 18 جنسًا من الحيوانات وأربعة آلاف فراشة جمعها الأب طنب من العالم كلّه. مجموعات المتحف ليست ثابته كما يقول الأب يعقوب فهو بصدد توسيعها لإضافة أنواع جديدة ومن أجناس أخرى .


 الهدف من إنشاء المتحف:

جاء المتحف بسبب افتقار لبنان الى مثل هذه المتاحف، وبسبب تعريف اللبنانيين على ثروة وطنهم الطبيعية وعلى تنوع طيوره وحيواناته وفراشاته، وجعلهم يدركون خطورة الصيد العشوائي. فإقامة المتحف كانت بمثابة دعوة الى حماية هذه الحيوانات والطيور التي تؤدي دورًا أساسيًا في التوازن البيئي (أبي ياغي، جان دارك، 2002).

 سياسة الحفظ في المتحف (التصبير أو التحنيط):

هناك نوعان من من التصبير: تصبير تجاري وتصبير فنّي دائم.

التصبير التجاري يكون بحقن الطير أو الحيوان بمادة الفورمول وهو مادة كيماوية تحفظه لفترة تتراوح بين السنة وعدة سنين. ثم ينتهي مفعولها. فيتعرض الطير للعفونة والاهتراء. هذا النوع من التصبير سهل ولا يقتضي وقتا ولا كلفة.


أما النوع الثاني فهو طريقة السلخ، يجرح جلد الطير من أول الصدر وحتى المخرج ثم تتم عملية السلخ بتأن كلي حتى المنقار ولا يبقى إلاّ الجلد مع الريش. ثم توضع اسلاك حديدية مكان العظام وقطن مكان اللحم. اثناء السلخ توضع مادة حامض البوريك (بودرة) على الجلد واللحم لئلا يتسخ الريش. ومادة حامض البوريك تحرق الجلد وتحفظه. هذا التحنيط يتطلب وقتا طويلا وانتباها كليا وكذلك صبرا ودقة في العمل. بعد ذلك يصار الى وضع الشكل النهائي الفني، وهذا يتطلب معرفة كيفية وقوف الطير وطيرانه. 

في الختام ، يبقى أن نقول أنه من أهم أهداف المتحف تحقيق المتعة والإشباع للزوار بالصورة التي تنال رضاهم ، وتتوافق مع الاحتياجات والاهتمامات الخاصة بالمجتمع .

فالمتحف هو مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويره ، مفتوح للعامة ويعمل على التواصل مع المجتمع بهدف تحقيق تنمية مستدامة ، وتضامن مجتمعي ، خاصة في ظل ما يواجه العالم المعاصر من متغيرات على المجتمع المحلي .

 

 

توافق الصحة النفسية للطفل بين الاسرة والمدرسة

  توافق الصحة النفسية للطفل بين الاسرة والمدرسة إعداد : سمر ضو   1-العلاقات بين المدرس والتلاميذ التى تقوم على اساس من الديموقراطية والتوجيه...