انْقَضى الشتاء فانتقلْنا إلى مدينة "غيرا سيموفكا" وحدث أن جاءت في
ذلك الصيف من عام 1910 مجموعة من الفرسان القوزاق فعسكرت بالقرب من
هذه المدينة.
تعرَّف أليوشا، وهو أحد أصدقائي، على اثنَيْن
من ضُبّاط مجموعة الفرسان. فجاءني ذات يوم يقول إنّنا مدْعُوّان من الضابطَيْن إلى نزهة على ظهور الخيل، وإنّه لا مناصَ من قبول الدعوة. فوافقتُ على مَضَض لأنّني، حتّى ذلك اليوم، لم أكُن قد علوْتُ ظهر حصان في حياتي؛ فكيف أركب حصانًا قوزاقيًّا، والمعروف عن خيول القوزاق أنّها مدرَّبة تدريبًا خاصًّا لا يعرفه غير أصحابها؟
وجاء العصر - موعد النزهة - وجِيءَ لنا بأربعة أحصنة. وقيل لي أنْ أختار واحدًا منها. ولم أقْبَل على نفسي أن أعترف أمام الأشخاص الآخرين أنْ لا
عهدَ لي بركوب الخيل. لذلك غَصصْتُ بِريقي، واخترت حصانًا واحدًا من الأربعة ظننتهُ ألطفَها طبعًا... وتظاهرتُ كما لو كنتُ سيِّد نفسي وسيِّد الموقف، في حين
أنّ قلبي كان قد تغيّر ميزان دقّاته.
سرنا ببطء في طريق من التراب، يمتدّ بين حقول شاسعة من القمح التي
أوْشكتْ أن تنضج للحصاد. وكان حديثنا عن الخيل وأجناسها وما تتميّز به
من صفات. وفجأة، وبدون أن تبدر منّي أيّ حركة أو إشارة، وثب حصاني وثبة جنونيّة إلى الأمام كادت تُوقعني عن السرج. فكأنّ أفعى لسعته، فراح يعدو
بكلّ ما في قوائمه من عزم وما في صدره من نَفَس. ولولا أنّني كنت أسمع وَقْعَ حوافره على الأرض لقلت إنّه كان يطير. فقد كانت الحقول على الجانبَيْن تبدو لعينَيَّ وتختفي بسرعة تخطف البصر. أمسكْتُ باللجام بكلّ قوّتي وبدأت أشدُّه،
فلم ينفعني اللجام. عندئذ تركت اللجام وأمسكْتُ بكلتا يديّ بخصلة من الشعر
الطويل في عنقه، وأسلمت أمري لله.
تخلَّف رفاقي بعيدًا عنّي - بعيدًا
جدًّا. ولم يكن أيٌّ منهم يعرف المشكلة التي أنا فيها. ومن الأكيد أنّهم اعتبروا
الجنون الذي أصاب حصاني ضربًا من الفروسيّة، يبهرهم به فارس مثلي، فلم يُسرعوا إلى نجدتي. بل إنّني، في البداية، كنت أسمع هتافاتهم: "برافو! يحيا ميشا! يحيا الفارس العربيّ!" ولكنّ هتافاتهم لم تَلْبَث أن انْقطعت. فأصبحتُ لا أسمع غير دقّات قلبي، ولا أبصر غير الكارثة تترصَّدُني مع كلِّ خطوة يخطوها حصاني...
وكانت العجيبة! ففي مثل لمح البصر، وبدون أيِّ تدبير أو قصد منّي، قفزت
عن السرج إلى عنق الحصان، ثمّ طوّقت ذلك العنق بذراعَيَّ، وقد تدلَّت رجلاي المرفوعتان قليلاً عن الأرض على صدر الحصان وبين قائمتَيْه، وأصبح وجهي
نحو مُؤخّرته. وإذا به يجمد فجأة مكانه كأنّه سُمِّرَ بالأرض. وإذا بي ألْمس
الأرض برجلي، وأرفع ذراعي عن عنق الحصان، ثمّ أمسح العرق عن وجهه، وأنتهي بأنْ أقبّله بين عينَيْه...
عندما أدركني رفاقي، بعد فترة طويلة من الانتظار، أقبلوا عليّ يهنّئونني
ويُبدون إعجابهم الفائق بفروسيّتي. فلم أشأ أن أخبرهم بما كان، ورضيت أن أتقبّل
تهانيهم كما لو كنت أستحقّها في الواقع.
- متى تعرّف أليوشا على الضابطَيْن؟
- التعبير "فوافقتُ على مَضَض" يعني أنّ الراوي قبِل الدعوة
1 مُستغربًا.
2 مُجبَرًا.
3 مُبتهجًا.
4 مُتحمّسًا.
- ما هو التعبير الذي يدلّ على جهل الراوي بركوب الخيل ؟
1 كنتُ سيّد نفسي.
2 قلبي تغيّر ميزان دقّاته.
3 لا عهدَ لي.
4 غَصصْتُ بِريقي.
- مَن هم "الأشخاص الآخرين" ؟
-------------------------------------------------
- اكتب ميزتَيْن للطريق التي سار بها الراوي على حصانه.
1- --------------------------------
2- --------------------------------
- هناك اختلاف بين نظرة الرفاق إلى الراوي وبين نظرته إلى نفسه.
---------------------------------------------------------------------------------------
- لماذا قبَّل الراوي الحصان عندما نزل عنه، بحسب رأيك ؟
---------------------------------------------------------------------------------------
- أيٌّ ممّا يلي ينطبق على الراوي؟
1 في العجلة الندامة.
2 فارس حائر.
3 الصديق وقت الضيق.
4 بطل بالصدفة.
- لماذا استعمل الراوي في النصّ ضمير المتكلّم بكثرة؟
1 لأنّه يريد التعرّف على بلاد جديدة.
2 لأنّه يسرد تفاصيل من حياته.
3 لأنّه يصف سرعة الحصان.
4 لأنّه يشعر بالفخر أمام رفاقه.
- إذا قمتُ باختيار الحصان بنفسي،
أقول: "اخترتُ لي حصانًا".
أمّا إذا كان الشخص الذي اختار لي الحصان مجهولاً،
فأقول: " ....... لي حصانٌ".
- ما هي الوظيفة النحويّة للكلمة "المرفوعتان" في الجملة:
"وقد تدلَّت رجلاي المرفوعتان قليلاً عن الأرض..."؟
---------------------------------------------------
ذلك الصيف من عام 1910 مجموعة من الفرسان القوزاق فعسكرت بالقرب من
هذه المدينة.
تعرَّف أليوشا، وهو أحد أصدقائي، على اثنَيْن
من ضُبّاط مجموعة الفرسان. فجاءني ذات يوم يقول إنّنا مدْعُوّان من الضابطَيْن إلى نزهة على ظهور الخيل، وإنّه لا مناصَ من قبول الدعوة. فوافقتُ على مَضَض لأنّني، حتّى ذلك اليوم، لم أكُن قد علوْتُ ظهر حصان في حياتي؛ فكيف أركب حصانًا قوزاقيًّا، والمعروف عن خيول القوزاق أنّها مدرَّبة تدريبًا خاصًّا لا يعرفه غير أصحابها؟
وجاء العصر - موعد النزهة - وجِيءَ لنا بأربعة أحصنة. وقيل لي أنْ أختار واحدًا منها. ولم أقْبَل على نفسي أن أعترف أمام الأشخاص الآخرين أنْ لا
عهدَ لي بركوب الخيل. لذلك غَصصْتُ بِريقي، واخترت حصانًا واحدًا من الأربعة ظننتهُ ألطفَها طبعًا... وتظاهرتُ كما لو كنتُ سيِّد نفسي وسيِّد الموقف، في حين
أنّ قلبي كان قد تغيّر ميزان دقّاته.
سرنا ببطء في طريق من التراب، يمتدّ بين حقول شاسعة من القمح التي
أوْشكتْ أن تنضج للحصاد. وكان حديثنا عن الخيل وأجناسها وما تتميّز به
من صفات. وفجأة، وبدون أن تبدر منّي أيّ حركة أو إشارة، وثب حصاني وثبة جنونيّة إلى الأمام كادت تُوقعني عن السرج. فكأنّ أفعى لسعته، فراح يعدو
بكلّ ما في قوائمه من عزم وما في صدره من نَفَس. ولولا أنّني كنت أسمع وَقْعَ حوافره على الأرض لقلت إنّه كان يطير. فقد كانت الحقول على الجانبَيْن تبدو لعينَيَّ وتختفي بسرعة تخطف البصر. أمسكْتُ باللجام بكلّ قوّتي وبدأت أشدُّه،
فلم ينفعني اللجام. عندئذ تركت اللجام وأمسكْتُ بكلتا يديّ بخصلة من الشعر
الطويل في عنقه، وأسلمت أمري لله.
تخلَّف رفاقي بعيدًا عنّي - بعيدًا
جدًّا. ولم يكن أيٌّ منهم يعرف المشكلة التي أنا فيها. ومن الأكيد أنّهم اعتبروا
الجنون الذي أصاب حصاني ضربًا من الفروسيّة، يبهرهم به فارس مثلي، فلم يُسرعوا إلى نجدتي. بل إنّني، في البداية، كنت أسمع هتافاتهم: "برافو! يحيا ميشا! يحيا الفارس العربيّ!" ولكنّ هتافاتهم لم تَلْبَث أن انْقطعت. فأصبحتُ لا أسمع غير دقّات قلبي، ولا أبصر غير الكارثة تترصَّدُني مع كلِّ خطوة يخطوها حصاني...
وكانت العجيبة! ففي مثل لمح البصر، وبدون أيِّ تدبير أو قصد منّي، قفزت
عن السرج إلى عنق الحصان، ثمّ طوّقت ذلك العنق بذراعَيَّ، وقد تدلَّت رجلاي المرفوعتان قليلاً عن الأرض على صدر الحصان وبين قائمتَيْه، وأصبح وجهي
نحو مُؤخّرته. وإذا به يجمد فجأة مكانه كأنّه سُمِّرَ بالأرض. وإذا بي ألْمس
الأرض برجلي، وأرفع ذراعي عن عنق الحصان، ثمّ أمسح العرق عن وجهه، وأنتهي بأنْ أقبّله بين عينَيْه...
عندما أدركني رفاقي، بعد فترة طويلة من الانتظار، أقبلوا عليّ يهنّئونني
ويُبدون إعجابهم الفائق بفروسيّتي. فلم أشأ أن أخبرهم بما كان، ورضيت أن أتقبّل
تهانيهم كما لو كنت أستحقّها في الواقع.
- متى تعرّف أليوشا على الضابطَيْن؟
- التعبير "فوافقتُ على مَضَض" يعني أنّ الراوي قبِل الدعوة
1 مُستغربًا.
2 مُجبَرًا.
3 مُبتهجًا.
4 مُتحمّسًا.
- ما هو التعبير الذي يدلّ على جهل الراوي بركوب الخيل ؟
1 كنتُ سيّد نفسي.
2 قلبي تغيّر ميزان دقّاته.
3 لا عهدَ لي.
4 غَصصْتُ بِريقي.
- مَن هم "الأشخاص الآخرين" ؟
-------------------------------------------------
- اكتب ميزتَيْن للطريق التي سار بها الراوي على حصانه.
1- --------------------------------
2- --------------------------------
- هناك اختلاف بين نظرة الرفاق إلى الراوي وبين نظرته إلى نفسه.
---------------------------------------------------------------------------------------
- لماذا قبَّل الراوي الحصان عندما نزل عنه، بحسب رأيك ؟
---------------------------------------------------------------------------------------
- أيٌّ ممّا يلي ينطبق على الراوي؟
1 في العجلة الندامة.
2 فارس حائر.
3 الصديق وقت الضيق.
4 بطل بالصدفة.
- لماذا استعمل الراوي في النصّ ضمير المتكلّم بكثرة؟
1 لأنّه يريد التعرّف على بلاد جديدة.
2 لأنّه يسرد تفاصيل من حياته.
3 لأنّه يصف سرعة الحصان.
4 لأنّه يشعر بالفخر أمام رفاقه.
- إذا قمتُ باختيار الحصان بنفسي،
أقول: "اخترتُ لي حصانًا".
أمّا إذا كان الشخص الذي اختار لي الحصان مجهولاً،
فأقول: " ....... لي حصانٌ".
- ما هي الوظيفة النحويّة للكلمة "المرفوعتان" في الجملة:
"وقد تدلَّت رجلاي المرفوعتان قليلاً عن الأرض..."؟
---------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها