رياض الأطفال ودورها في تنشئة الطفل
منذ أن بدأت فيه الآلة تحل مكان الإنسان وبدأت تهيمن على كل شـؤون حياتـه و بدأ الإنسان يلهث وراءها دون تقدير بغض النظر لما قد تجلبه هذه الآلة من تأثير عـلى حياة الإنسان وقيمه و معتقداته و حتى على طمأنينته في حياته العامة و الخاصة.
لقد أدى ذلك وكما يقال عصر التكنولوجيـا إلى ظهـور أمـور كثـيرة و مختلفـة في حياة الإنسان فأصبح البعيد قريب و أصبح الصعب سهل وأصبح المستحيل ممكن واعتز الناس بذلك وأصـبحوا يـرون المدينـة و الحضـارة في الانترنـت و الاتصـال والسـتالايت و الكمبيوتر.
ولكن أدى كل ذلك إلى اختفاء القيم و العادات و التقاليد الأصيلة من حيـاة النـاس وبدأت الهموم و الأمراض النفسية تغزو المجتمعات و بدأت الجريمة تـزداد بشـكل منقطـع النظير وبدلا من أن يرتاح الإنسـان اجتماعيـا واقتصـاديا وسياسـيا و نفسـيا أصـبح الإنسـان يعيش في دوامة وفي قلق اجتماعي نفسي وأصبحت الطبقية تتجسـد في كـل مكـان وباتـت الثقافة نادرة وصعبة المنال .
لكل ذلك ومن أجل حياة سعيدة كان لابد من أن يكون هنـاك تربيـة صـحيحة و سليمة تغرس و تعزز القيم الايجابية تسلح الإنسان بالعلم و المعرفـة و السـلوك القـويم ليكون قادرا على مواجهة كل تلك الضغوط و العقبات وحتـى يكـون ذلـك كلـه لابـد أن نبدأ التربية منذ الصغر و من رياض الأطفال الذي يعد المرحلة الأساسـية الحاسـمة التـي تتشكل فيها شخصية الطفل
وهناك صفات مشتركة يتمتع بها معظم الأطفال بشكل عام ومنها:
1-إن الأطفال في مرحلـة ريـاض الأطفـال بحاجـة وبشـكل دائـم إلى العطـف والحنـان والرعاية والحماية ومنحهم الأمن والاستقرار وبخاصة من الأشخاص القريبين مـنهم باستمرار مثل الوالدين أو المعلمة أو الإخوان الأكبر سنا.
2-عدم مقدرة الأطفال عـلى التركيـز والانتبـاه لفـترة طويلـة إذ أن تركيـزهم في معظـم الأحيان يكون لدقائق أو لحظات وسرعان ما يتشتت تفكيرهم.
3-من الممكن أن يتحدث الأطفال جمل وكلمات أو حتى مصـطلحات علميـة ولكـن لا يدركون معنى ذلك.
4- تكون عواطف الأطفال متأرجحة وغير مستقرة وبشكل شبه دائم فهم ينقلبـون مـن الضحك إلى البكاء ومن الانبساط إلى المزاج السيئ.
5- في أحيان كثيرة لا يستطيعون التميز بين الحقيقـة والخيـال أو قـد يتمتـع الأطفـال بخيال واسع قد يعتقدوا في كثير من الأحيان انه حقيقة وبخاصة عندما يتعلـق ذلـك بسردهم لخبراتهم أو وصفهم لحياه أهلهم أو لحادثة مرت معهم.
6 -لدى الأطفال مقدرة كبيره على اللعب والانـدفاع لفـترة كبـيرة دون تقـدير للعواقـب التي يصادفونها أثناء اندفاعهم وكـما قـال المثـل يجـوع الأولاد ولا يتعبـوا أي أنهـم بحاجة إلى طعام لأنهم يبذلون الطاقة باستمرار ولكن نشاطهم لا يتوقف.
7- يستطيع الأطفــال تعلــم أكــثر مــن لغــة فــذاكرتهم قويــة وملاحظاتهم سريعة وبإمكانهم التحدث ولفترة طويلة.
8- يتميز الأطفال في هذه المرحلة بحب الفضول ويظهر ذلك من خـلال كـثرة الأسـئلة والاستفسار عن كل شيء وذلك يدل على أن الطفل في هذه المرحلـة يحـب التعلـيم ويبحث عن المعلومة بشكل منقطع النظير.
9- يتميز الأطفال في هذه المرحلة بحبهم للمدح من قبل من هم اكبر منهم سـنا فقـد يقومون بأي نشاط ملفت للانتباه من اجل إشعار الموجودين بوجودهم وبأنهم كبار ولهم قدرات ملفتة للانتباه