كيف نرفع ثقتنا بأنفسنا؟
القاعدة الأولى : جميع البشر ُخلقوا من طين:
كل من تراهم حولك وتشعر أنهم يمتلكون أعلى درجات الثقة، فهم خلقوا من نفس التركيبة التي خلقت منها، وعاشوا تجارب قد تكون أشد إيلاما وقسوة مما عشته.
ولكن كانت لديهم قناعة بأنه لا أحد يستحق أن يرتبكوا أمامه، فمن حقهم أن يعبروا عن آرائهم بكل صراحة وثقة، فلا يوجد شخص بالكون يعاقبك على ثقتك مهما كانت زائدة بشرط أن لا تصل إلى درجة التعالي ولا تخرج عن نطاق الأدب والاحترام.
" كلما بدوت واثقا كبرت في نظر من حولك وزاد احترامهم لك."
القاعدة الثانية: أنت من يحدد نظرة الاخرين لك:
طريقة وقوفك وطريقة كلامك وتصرفاتك وردات فعلك هي التي ترسم شخصيتك بأذهان من حولك.
احرص على تطبيق تصرفات الواثقين من أنفسهم:
1 .نبرة صوت معتدلة واضحة ومسموعة ليست منخفضة كلما ارتفع الصوت دل على الثقة .
2 .عند الوقوف أو المشي تكون الاكتاف مرفوعة والظهر مستقيم والرأس غير منخفض بل إلى الامام.
3 .احرص على التواصل البصري مع من تتحدث معهم فهي تدل على الثقة بالنفس "انظر إلى عيني من يتحدث معك"، لكن لا تطل النظر أكثر من الالزم.
4 .لا تكتف يديك أو تشبك أصابعك فهذا يدل على التوتر، بل اجعلها تتحرك بحركات تتناسب مع الكلام، وإذا كنت صامتا اجعلها تبدو طبيعية.
5 .عبر عن رأيك بصراحة ووضوح، حتى لو لم يعجبهم، تدرب أن تقول رأيك، فلديك حرية التعبير.
6 .لا تذكر سلبياتك أمام الاخرين وتجنب الامور التي تنزل من قدرك ومكانتك أمامهم كالتصرفات الغير لائقة والمشينة.
7 .تجنب نعت نفسك بمصطلحات التشويه كقولك "أنا غبي، أنا لا أستطيع، أنا ضعيف، أنا مهمل، أنا قبيح، أنا سيئ، أو أي مصطلح يجعل من حولك يأخذون عنك انطباعا سيئا .
القاعدة الثالثة: اهتم بمظهرك الخارجي:
توجد علاقة كبيرة بين مظهر الشخص الخارجي ودرجة ثقتك بنفسك، وهما مرتبطان ببعضهما
فكلما زاد اهتمام الشخص بلبسه وأناقته ورائحته، ارتفعت ثقته بنفسه، ومن أنواع الاهتمام بالمظهر، المحافظة على جسد متناسق ورياضي، وذلك بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة.
كما أن الاشخاص المهتمين بمظهرهم الخارجي والمواكبين للعصر باللبس والمظهر تزداد كلمات الاطراء والثناء تجاههم مما يزيد ثقتهم بأنفسهم، كما أنه من الملاحظ أن فرص الاشخاص الانيقين لعتلاء مناصب عليا تزداد أكثر من غيرهم .
القاعدة الرابعة: زد من ثقافتك واطلاعك:
لا شك أن الثقافة من أهم أسباب زيادة الثقة بالنفس ومن يلتزمون بالقراءة والاطلاع على الكتب والدراسات والاحداث والتطورات بشكل مستمر تزداد ثقتهم بنفسهم مع ازدياد إدراكهم ووعيهم لما يدور حولهم في هذا الكون الشاسع.
وإليك بعض التوجيهات ..
1 .كثرة القراءة في كتب التطوير تجعل أسلوبك في الكلام أكثر تشويقا
2 .كثرة القراءة في كتب المعلومات تجعل مواضيع حديثك أكثر تنوعا
3 .كثرة متابعة آخر الاخبار تجعلك تستطيع فتح مواضيع جديدة للنقاش.
4 .كثرة القراءة بكتب الادب والبلاغة تجعل طريقة كلامك موزونة ورصينة.
5 .قراءة كتب متنوعة تجعل منك شخصا يستطيع المناقشة في أكثر المجالات.
القاعدة الخامسة: لا تنكسر بسبب أخطائك فلا يوجد أحد كامل:
تقبل أخطاءك وإخفاقاتك وخجلك وتلعثمك بالكلام وزلاتك لأنه لا يوجد بشر لم يمر في هذه الامور.
فقط تقبلها ولا تشعر أنك الوحيد في هذا الكون الذي أخطأ أو زل.
انتبه من هذا الشعور المدمر.وتذكر دائما :
شخصا أكثر وعيا وحكمة في المستقبل. أن كثرة التجارب والاخفاقات تزيد من خبراتك الحياتية وتجعل منك ، ومن لا يخطئ لا يشعر بقيمة تطوره وتحسنه ونجاحاته وإنجازاته.
لا تتوقع أن من حولك أو من ينتقدون أخطاءك هم ملائكة منزلة من السماء، فهم بشر مثلك وربما أخطاؤهم أشد من أخطائك، وتقبل النصح منهم بكل صدر رحب ولكن لا تخجل أو تنكسر أمامهم.
القاعدة السادسة: ليس كل رأي سلبي فيك يمثل واقعك:
آراء الاخرين السلبية تجاه شخصيتك أو مظهرك ليس بالضرورة أن تكون واقعية أو حقيقية أو كما يصورونها لك، قد تكون هذه اآلراء هي نتاج لتفكيرهم المنحصر على النظرة السلبية لألمور.
وتذكر دائما :
- ظروفك مختلفة عن ظروفهم.
- حياتك مختلفة عن حياتهم.
- قناعاتك مختلفة عن قناعاتهم.
- طريقة تفكيرك مختلفة عن طريقة تفكيرهم، ويجعلك تشعر بأنك الاسوأ.
القاعدة السابعة: واجه الخوف يهرب منك.
الخوف من انتقاد الاخرين أو الشعور بالحرج والرهاب الاجتماعي ما هو إلا نتاج فكرة سلبية بالذهن تطورت واجتاحت عقل الشخص وسيطرت عليه، أما في حقيقة الامر نحن من صنعنا ذلك الخوف بداخلنا وأوجدناه من العدم، فطالما نحن من صنع تلك الافكار الوهمية وصدقناها وجعلناها عائقا أمام ثقتنا وجسارتنا فمن المؤكد أنه باستطاعتنا طرد تلك الافكار والتخلص منها عن طريق مواجهتها لنثبت ألنفسنا أنها لم تكن سوى مخاوف وهمية.
وإليك بعض الطرق الفعالة لطرد تلك الاوهام:
1 .جرب أن تكون في طابور المطعم أو البنك وعندما يصل دورك تحدث مع الموظف بصوت مرتفع يسمعه من خلفك ومن حولك.
2 .احرص أن يكون الاسلوب لطيفا مع ابتسامة مصحوبة بكلمة: من فضلك.
3 .جرب ما يجعلك تهابه وسرعان ما ستكتشف أن الخوف هو مجرد وهم أنت من اخترعه في ذهنك وقيدت نفسك به وهو غير موجود أصلا .
4 .جرب التحدث أمام الاخرين ويمكنك أن تبدأ بالتحدث أمام من هم أصغر منك سنا
نحن من صنع الخوف ونحن من سينهيه.
القاعدة الثامنة: كن جريئاً برفض ما لا تريد القيام به:
تدرب على أن تقول " لا " بطرق مهذبة وبكل ثقة، فهناك العديد من الكتب بهذا الشأن: كيف تقول لا .
قلة الثقة تجعل الشخص لا يستطيع رفض الاعباء التي يحملها له الاخرون، وهذا الامر يزيد من خضوعه وانكساره.
من الجميل أن نقدم خدمات للجميع لنكسب محبتهم وتعاونهم المستقبلي إذا احتجنا لهم، ولكن بعض الاشخاص يقبلو رغما عنهم وليس برضاهم، وسبب ذلك هو أنهم لا يستطيعون الرفض مما يجعلهم يقومون بأعباء الاخرين .
هناك طرق عديدة للرفض بأسلوب مهذب مثل:
- أعتذر لا أستطيع فعل ذلك.
- بودي أن أقوم بمساعدتك ولكنني مشغول.
- يشرفني ولكني مرتبط.
- يسعدني أن أخدمك بالامر ولكن لا أجد إمكانية.
القاعدة التاسعة: ركز على مميزاتك وكن فخوراً بها:
خلقنا في هذا الكون وأودع بنا العديد من المواهب والقدرات والتي تميزنا عن غيرنا، ابحث عما تتميز به، فلا بد حتما أنه يوجد بداخلك العديد من الامور التي لم تكتشفها بعد، فإذا كنت تعتقد أنك خال من المواهب والقدرات فأنت مخطئ فبعض األحيان مواهبنا تكون دفينة أو غير ملحوظة أو نراها أمرا طبيعيا وهي في الحقيقة ميزة ومهارة عظيمة يفتقر لها الكثير.
من المميزات الدفينة:
قوة ربط الامور واستنتاج الحقائق.
قوة الذاكرة.
سرعة البديهة.
الصوت الجميل.
المهارات القيادية.
الرسم.
القدرة على التخطيط والتنظيم.
القدرة على حل المشكلات.
كن ممتنا وكافئ نفسك تجاه أي إنجاز أو مهارة لديك، احمد الله
على ما تملك فبالحمد تدوم النعم وتتعاظم.
إذا ركزت أفكارك على مواهبك ومميزاتك سوف ترتفع ثقتك بنفسك بلا شك.
القاعدة العاشرة: انفصل عن الماضي السيئ:
خذ من الماضي خبرة ومن غيرك عبرة وتوكل على اللع فهو وحده القادر على أن يجعل مستقبلك أكثر جمالا وإشراقا .
لا تظلم نفسك وتأخذ حزنك وفشلك معك إلى المستقبل.
الماضي أخذ حقه منك وكفى، حاضرك ومستقبلك لهما حق عليك كذلك.
لا نستطيع التحكم بالماضي أو تغييره ولكننا نمتلك القدرة على تشكيل حاضرنا بالطريقة التي نريدها بتفكيرنا وأفعالنا.
جميعنا مررنا بتجارب ومواقف أثرت علينا أو على مشاعرنا بشكل كبير.
التركيز على الحاضر والمستقبل أولى من إضاعة الوقت بالحزن على الماضي.
كل ما جرى في حياتك حدث لحكمة ما، كن على ثقة بأن الله أعطاك دروسا
الجميع مر بتجارب فاشلة ومواقف محزنة ولكن من قرر العيش وإكمال الطريق منفصال عنهما سيعيش بثقة وراحة ومن قرر أن يأخذها معه فسيعيش بخذلان طول الوقت.