أظهرت دراسة
قامت بها إحدى المؤسسات
اليابانية على أطفال تتراوح أعمارهم بين ٨
– ١٨ عاما، وقد أظهر المسح أن ٧٠ %من
هؤلاء الأطفال يمتلكون هواتف
نقالة خاصة بهم.
وقد كان من
الأمور المهمة التي أظهرتها الدراسة
هو عدم وجود علاقة لدخل الأسرة
ومستواها الاجتماعي بامتلاك الأطفال
للهاتف الذكي.
الآباء والأمهات ورجال التعليم .. هؤلاء جميعا في حيرة من أمرهم تجاه القواعد التي يجب اتباعها في ترشيد استخدام أبنائنا لمواقع التواصل الاجتماعي.
وتزداد الحيرة حيث لا يستطيع أحد منا الآن تخيل ما الذي سيكون عليه حال التقنية بعد عشر سنوات، وإلى أي حد سيكون الانفتاح عليها إيجابيا.
ما الذي يغري الاطفال لامتلاك الهاتف الذكي
١ (تقليد الكبار حولهم.
٢ (وجود أدوات تواصل خاصة بالطفل منحته
الشعور بالاستقلال
والقدرة على التحكم بحياته.
٣ (العالم الافتراضي مليء بالتصاميم
الرائعة والأشياء المسلية التي لا
تتوفر في واقع الطفل المعايش.
هل نحن مستهدفون تقنيا
إن ما نشاهده اليوم من مواقع تواصل وأدوات اتصال
على مستوى العالم، هو في الحقيقة مظهر من أضخم مظاهر (العولمة) . . ومن هنا نحن لسنا مستهدفين في عقائدنا وأخلاقنا من خلال تصميم برامج وأدوات خاصة بنا، لكن
من المؤكد أن تلك المواقع والأدوات لا تراعي ثقافتنا إن الألعاب الإلكترونية تسهم
في إعادة تشكيل أدمغة صغارنا على نحو جديد، ونحن الكبار من خلال وعينا وتوجيهنا نستطيع
تقرير نوعية ذلك التشكيل، وتحديد ما إذا كان نافعا لأولادنا أو ضارا .
ايجابيات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي
١ (تجسير ثقافات العالم.
٢(أطفال
أذكى.
٣ (تعزيز الجانب الاجتماعي.
٤ (مورد
للتثقيف والتعليم.
مخاطر وسلبيات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي
والذي يقض مضاجع الآباء والأمهات أن منع الفتيان
والمراهقين من امتلاك هاتف ذكي أو فتح حساب على تويتر أو الفيسبوك ضعيف الجدوى،
وقد يؤدي إلى نتائج عكسية على نحو ما نجده في واقع الحال.
وأشارت دراسة عربية أن نحوا من ٨٠ %من الأسر فيها، لا يعملون على تقنين استخدام
أبنائهم للتطبيقات الحديثة!!
إن وسائل التواصل لم تعد بالنسبة إلينا عبارة عن
أدوات نستخدمها، نحن فيما نراه مناسبا لنا، وإنما صارت أدوات للسيطرة علينا وتغيير
أنماط حياتنا.
إن تحكم وسائل التواصل بنا قد أدى فعلا إلى أن نكون أشبه ببضائع أو منتجات
تم تصنيعها بواسطة خطوط التجميع، فنحن متشابهون اليوم إلى حد بعيد، وهذا يجعلنا
نفقد خصوصياتنا وإنسانيتنا .
اليوم – وللأسف – صار هناك تسابق محموم بين
الصغار والكبار على نيل أكبر قدر من الشهرة على مواقع التواصل، والانتظار بشغف
إعجابات الأصدقاء مع محاولات كثيرة لرفع أعدادهم .
- الأخلاق والسلوك : لعل التأثير في أخلاق الناشئة واهتماماتهم
وسلوكياتهم، هو من أسوأ ما تتركه وسائل التواصل الاجتماعي في حياتهم .
وقد قامت
مؤسسة غير ربحية بإجراء دراسة على طلاب أعمارهم بين (١٠– ١٤ سنة)
حول تعرضهم للتحرش على الانترنت فكانت النتائج:
· ٤٢ %من
الأطفال تعرضوا للتحرش في أثناء وجودهم على الشبكة
· ٣٥ % من
الطلاب تعرضوا للتهديد على الشبكة.
· ٥٨ % من
الأطفال يعترفون بأن شخصا قال لهم كلمات بذيئة ومؤذية على الشبكة
· ٥٨ %من
الأطفال لم يخبروا أولياء أمورهم عن أمر وضيع حصل معهم على الشبكة
-نحن
نعاني من ضعف مؤسساتنا التعليمية وتخلفها في المقاييس العالمية، وقد جاءت وسائل
التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والألعاب الإكترونية لتزيد الطين بلة.
والسؤال الذي ينبغي بحثه بجدية: كيف كان تأثير وسائل التواصل على تحصيل المعرفة
لدينا؟ والجواب على هذا: من الواضح أن وسائل التواصل إلى جانب الألعاب
الإكترونية قد أثرت على نحو كبير في اهتمامات صغارنا من طلاب المدارس، حيث صار
الانشغال بكتابة الواجبات، والاهتمام بما قاله المدرسون ومناقشته بين الزملاء إلى جانب
الاستزادة من المعلمين واعتبار اللقاء بهم فرصة كبيرة، صار كل هذا في الدرجة الثانية
أو الثالثة في اهتمامات الطلاب.
لا يخفى على أحد أن وضعيتنا الثقافية تعاني في
الأساس من الهشاشة، والأرقام والدراسات تثبت أننا تخلفنا كثيرا في العناية
بالقراءة والارتباط بالكتاب ... وبعد انتشار الحواسيب والهواتف الذكية ومواقع
التواصل والألعاب الإلكترونية بالصورة المذهلة زاد الأمر سوءا!! ونحن
نستطيع أن نقول: إن الثقافة الرفيعة والمتخصصة والعميقة قد أصيبت بمقتل، لأن هذه
الثقافة متوفرة على نحو أساسي في الكتب.
علامات الادمان
- الشعور بالانزعاج والقلق الشديدين في حالة البعد عن الهاتف الذكي.
- المدمن يتفقد هاتفه الذكي يوميا بكثرة قد تصل في بعض الحالات إلى ٣٠٠ مرة في اليوم!
- الشعور بالسعادة والنشوة عند استخدام الهاتف المحمول.
- يميلالمدمن إلى العزلة، وكثيرا ما يترك جلسة عائلية ليخلو بأصدقائه الافتراضيين.
- يلازمه الهاتف الذكي ملازمة شديدة فهو ينظر إليه على كل أحواله، حتى ربما دخل به حتى أثناء قضاء الحاجة.
استطاعت
وسائل التواصل والأجهزة الذكية إحداث خلل في عمل الدماغ وطريقة نموه وتشكله لدى الصغار،
كما أنها أحدثت تغييرات سلبية في البيئة النفسية لدى المدمنين.
كما أن
الجسم حرم في أحيان كثيرة من الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي يحتاجها للاحتفاظ بطاقته
وعافيته.
تسميم الأدمغة
لم تتعرض عقول
الأطفال والمراهقين والشباب للتضليل في أي عصر من العصور كما يحصل اليوم، وذلك
بسبب وسائل التواصل. ٨-قد استنتج علماء بريطانيون أن الاستخدام المفرط
للنت قد يؤدي إلى (الاكتئاب). وقد أكد أحد الباحثين أن هناك اكتئابا اسمه
(اكتئاب الفيسبوك) حيث يصاب بعض الأطفال بالتوتر والمزاجية، وأحيانا يكون لديهم
شعور بالحسد والضغينة، بالإضافة إلى حب الظهور والإثبات الزائف وغير الحقيقي للذات.
الخمول
والكسل الذي لا يساعد في العادة على نمو العضلات، بالإضافة إلى السمنة وزيادة
الوزن وإجهاد العينين بسبب النظر إلى الشاشات الساعات الطوال كل يوم. إن
إدمان الأطفال لوسائل التواصل يسبب لهم ما يشبه العاهة الاجتماعية المستمرة. بل أنه
يحرمه من درجة من النضج الانفعالي والشعوري الذي لن يتأتى إلا بالتفاعل المباشر مع
البيئة المحيطة به وما يدور فيها
الحلول والمعالجات
الآباء والأمهات يحتاجون أمام هذه المعضلة للقيام بدورهم الإرشادي والحمائي
والذي يتمثل في أمرين
١ (إدراك مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على عقول صغارهم،
بل شخصياتهم وحياتهم ومستقبلهم عامة.
٢ (امتلاك
المهارة الكافية التي تمكنهم من فهم ومتابعة سلوك أبنائهم على النت وكل ما يتصل به
من وسائل التواصل الاجتماعي.
يجب أن تدرك الأمهات على نحو أخص أن من الخطأ
إعطاء الطفل الآيباد أو الهاتف الذكي كي ينشغل به عنها وعن مشاغلها وأحاديثها مع صديقاتها،
أو حتى يكف عن البكاء، فهذا حين يحدث يكون بمثابة إعطاء الطفل دواء ضارا من أجل
حمله على الهدوء أو النوم.
· القدوة القدوة: إننا لن نستطيع ممارسة
دورنا التربوي بكفاءة ما لم نعمل على تربية أنفسنا ونحن نربي صغارنا. ومن هنا
نقول: إن الصغار في البيوت يجب أن يروا في آبائهم وأمهاتهم قدوات لهم في التعامل
مع وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على النحو التالي:
إبعاد
الجوال عن الجلسات العائلية.
عدم
الانشغال بالجوال عن القراءة في الكتب النافعة الرصينة.
عدم
استخدام الجوال أداة للعب واللهو
أكد
قولا وعملا أن الهاتف الذكي وسيلة وليس غاية.
لا
يجوز أن ينشغل الصغار بوسائل التواصل في أيام الدراسة.
ذكر
الأبناء دائما بضرورة إدخال شيء نافع في برنامجهم اليومي.
إذا وضعت خطة لاستخدام
أبنائك لوسائل التواصل، فتمسك بها، ودافع عنها بقوة.
مقتبس من كتاب :
أولادنا ووسائل التواصل الاجتماعي ، تأليف عبد الكريم بكار
أنظر ايضا :