"تلفزيون الواقع" هو اسم لنوع من برامج التلفزيون التي لا يعتمد إعدادها
أو عرضها على نصّ مكتوب مسبقًا. يرتكز هذا النوع من البرامج على نقل
محدّدة من الناس، من الجنسَيْن، إلى مكان واحد وبيئة منتقاة وفقًا لفكرة
البرنامج. كما يرتكز على تسجيل حياتهم ونقلها إلى جمهور المشاهدين ليتمكّنوا
من متابعة تصرّفاتهم، وردود أفعالهم على مدار الساعة دون تدخُّل فريق العمل في الأحداث.
انطلقت هذه البرامج بشكلها الحاليّ عام 1992، من خلال برنامج "عالم
حقيقيّ" في قناة MTV الأمريكيّة. تلتها تجارب قام بها التلفزيون البريطانيّ BBC
عام 1996، ثمّ التلفزيون السويديّ عام 1997. إلاّ أنّ البرنامج الأبرز انطلق عام 1999 من التلفزيون الهولنديّ وحمل اسم "الأخ الأكبر"، وأصبح البرنامج الأكثر
شهرة في العالم فيما بعد.
أمّا عربيًّا فلم تكن برامج "تلفزيون الواقع" إلاّ نسخة عن البرامج الأجنبيّة،
مع بعض التغييرات في الشكل أحيانًا. وقد أخذت القنوات اللبنانيّة هذا الدور في
بادئ الأمر، فمن أوائل البرامج التي ظهرت على الشاشات العربيّة، "سوبر ستار" و"ستار أكاديمي"، وهما برنامجان لاختيار المواهب الشابّة في الغناء. بعد ذلك
انتقلت برامج "تلفزيون الواقع" إلى القنوات العربيّة الخاصّة الأخرى. أمّا المشكلة
فهي أنّ هذه البرامج التي ظهرت في السنوات الماضية لم تراعِ الأعراف
والتقاليد العربيّة التي تختلف جذريًّا عن تقاليد الغرب وعاداته. وهكذا لم ينجح
الإعلام العربيّ حتّى الآن في إيجاد أفكار جديدة مستمدّة من واقع مجتمعاتنا
العربيّة الزاخرة بالحياة.
لا شكَّ أنّ لبرامج "تلفزيون الواقع" أهدافًا اقتصاديّة واضحة، وهي في رأي
أحد الباحثين وسيلة عبقريّة لابتزاز المشاهدين بحَمْلهم على إنفاق أموالهم عبرَ
إرسال الرسائل النصّيّة القصيرة للتصويت لمرشّحهم، فضلاً عن المبالغ الهائلة
التي حقّقتها القنوات من جيوب المُعلنين الذين يتنافسون على بثّ إعلاناتهم أثناء عرضها.
"تلفزيون الواقع" العربيّ لا يمثّل الواقع الحقيقيّ، وهذه هي علامة الاستفهام الكبيرة التي توجّه إلى هذه البرامج. فالمشتركون يأتون من عدّة بلدان، ومن
عادات وتقاليد وقِيَم مختلفة، ويُجمَعون في مكان واحد لعدّة أسابيع تحت مراقبة الكاميرات؛ إذ لا يمكنهم التعبير عن حقيقتهم، فيقوم المشتركون بالتمثيل والتصنّع
أمام الكاميرات.
إضافة إلى ذلك، فإنّ القاسم المشترك لبرامج "تلفزيون الواقع" على القنوات الفضائيّة العربيّة هو اعتمادها على الصورة أكثر من اعتمادها على المضمون.
لهذا الأمر آثار سلبيّة تنعكس في الجوانب التالية: الفرديّة، الإغراء، العدوانيّة،
الأنانيّة والتمرّد. تُؤثِّر هذه الجوانب على إدراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم،
فتتحوّل من صورة ذهنيّة إلى نشاط عمليّ من خلال المحاكاة والتقليد.
في المقابل، قد يُكسب خوض هذه التجربة المشتركين ميزاتٍ إضافيّة تحفِّز
قدراتِهم على التكيّف والتأقلم مع ظروف مغايرة لبيئتهم المعتادة؛ منها زيادة
مرونة الشخصيّة، وتوسيع المدارك، والقدرة على التعامل مع غير المألوف، وتنمية المهارات الاتّصاليّة.
يبقى السؤال الأهمّ، في رأيي، هو: لماذا يُقبِل الشباب العربيّ على الاشتراك
في هذه البرامج أو متابعتها من خلال شاشة التلفزيون، رغم السلبيّات الكثيرة
التي انطبعت في أذهان الأهل وجمهور المثقّفين أو المُتـمسّكين بالتقاليد
والأعراف؟ هل يُمثِّل هذا الاندفاعُ الرغبةَ في تحقيق الشهرة، ومن ثمّ كسب
الأموال؟ أم أنّ المشكلة أكبر من ذلك؛ تُنذِر بوجود خطر كبير يهدّد جيلاً كاملاً من الشباب متأثّرًا كثيرًا بالغرب، ويحاول تقليده بصورة عمياء دون الخوض في المفيد
أو الضارّ، أم هو حبّ التمرّد لدى الشباب الذي يمكن أن يزول بمرور الزمن؟
بغضّ النظر عن الإجابة عن هذه الأسئلة، فإنّي أرى أنّنا أمام مفترق طرق
قد يقود إلى انحراف واضح في الأعراف والتقاليد والقِيَم التي توارثتها الأجيال،
نتيجة هذا الغزو الذي أطاح بعقول شبابنا. وقد ساهمت في ذلك عدّة قنوات
فضائيّة تخلّت عن دورها الإيجابيّ في بناء مجتمعات متأصِّلة ومتماسكة، وارتضت بكسب الأموال على حساب المجتمع العربيّ الذي غالبًا ما يدفع ثمنَ جَشَعِ مُنتِجي
تلك البرامج!
1. اذكر اختلافَيْن لبرامج "تلفزيون الواقع" عن البرامج الأخرى، بحسب الفقرة الأولى.
1-
2-
2. البرنامج الأبرز بحسب الأسطر 11-7 انطلق من التلفزيون
1 البريطانيّ.
2 الهولنديّ.
3 السويديّ.
4 الأمريكيّ.
3. أيّ ممّا يلي ينطبق على برامج "تلفزيون الواقع" العربيّة ؟
1 تقليدها الأعمى للبرامج الأجنبيّة.
2 إيجاد الأفكار الجديدة.
3 مراعاتها للأعراف والتقاليد.
4 إهمال المواهب الشابّة.
4. تُحقّق برامج "تلفزيون الواقع" ربحًا مادّيًّا كبيرًا. اكتب الوسيلتَيْن لهذا الربح.
1-
2-
5. كيف يؤثّر وجود الكاميرات على تصرّفات المشتركين في برامج "تلفزيون الواقع"؟
6. اكتب أمرَيْن إيجابيَّيْن يكتسبهما المشتركون في برامج "تلفزيون الواقع".
1-
2-
7. يُعبِّر الكاتب في الفقرة الأخيرة عن موقفه السلبيّ تجاه برامج "تلفزيون الواقع".
استخرِج تعبيرَيْن أو كلمتَيْن تشيران إلى موقفه هذا.
1-
2-
8. أيّ سؤالٍ من الأسئلة التالية لا نجد إجابة عنه في النصّ؟
1 على ماذا يرتكز برنامج تلفزيون الواقع؟
2 متى انطلقت برامج تلفزيون الواقع بشكلها الحاليّ؟
3 ما هي البلدان التي يأتي منها المتسابقون إلى البرنامج؟
4 ما هو المشترَك لبرامج تلفزيون الواقع المعروضة على الفضائيّات العربيّة؟
9. لو عُرض عليك الاشتراك في أحد برامج "تلفزيون الواقع"، فهل توافق؟
علِّل إجابتك بالاعتماد على النصّ.
----------------------------------------------------------
10. ما هي صيغة الفعل المناسبة للفراغ في الجملة التالية؟
المشتركون في برامج "تلفزيون الواقع" ............. أمام الكاميرات.
1 يُصانعون.
2 يُصنّعون.
3 يَصنعون.
4 يَتصنّعون.
11. أيّ من الأفعال التالية على وزن افتعل؟
1 يعتبرون.
2 يستنتجون.
3 يتناقضون.
4 يتطلّبون.
أو عرضها على نصّ مكتوب مسبقًا. يرتكز هذا النوع من البرامج على نقل
محدّدة من الناس، من الجنسَيْن، إلى مكان واحد وبيئة منتقاة وفقًا لفكرة
البرنامج. كما يرتكز على تسجيل حياتهم ونقلها إلى جمهور المشاهدين ليتمكّنوا
من متابعة تصرّفاتهم، وردود أفعالهم على مدار الساعة دون تدخُّل فريق العمل في الأحداث.
انطلقت هذه البرامج بشكلها الحاليّ عام 1992، من خلال برنامج "عالم
حقيقيّ" في قناة MTV الأمريكيّة. تلتها تجارب قام بها التلفزيون البريطانيّ BBC
عام 1996، ثمّ التلفزيون السويديّ عام 1997. إلاّ أنّ البرنامج الأبرز انطلق عام 1999 من التلفزيون الهولنديّ وحمل اسم "الأخ الأكبر"، وأصبح البرنامج الأكثر
شهرة في العالم فيما بعد.
أمّا عربيًّا فلم تكن برامج "تلفزيون الواقع" إلاّ نسخة عن البرامج الأجنبيّة،
مع بعض التغييرات في الشكل أحيانًا. وقد أخذت القنوات اللبنانيّة هذا الدور في
بادئ الأمر، فمن أوائل البرامج التي ظهرت على الشاشات العربيّة، "سوبر ستار" و"ستار أكاديمي"، وهما برنامجان لاختيار المواهب الشابّة في الغناء. بعد ذلك
انتقلت برامج "تلفزيون الواقع" إلى القنوات العربيّة الخاصّة الأخرى. أمّا المشكلة
فهي أنّ هذه البرامج التي ظهرت في السنوات الماضية لم تراعِ الأعراف
والتقاليد العربيّة التي تختلف جذريًّا عن تقاليد الغرب وعاداته. وهكذا لم ينجح
الإعلام العربيّ حتّى الآن في إيجاد أفكار جديدة مستمدّة من واقع مجتمعاتنا
العربيّة الزاخرة بالحياة.
لا شكَّ أنّ لبرامج "تلفزيون الواقع" أهدافًا اقتصاديّة واضحة، وهي في رأي
أحد الباحثين وسيلة عبقريّة لابتزاز المشاهدين بحَمْلهم على إنفاق أموالهم عبرَ
إرسال الرسائل النصّيّة القصيرة للتصويت لمرشّحهم، فضلاً عن المبالغ الهائلة
التي حقّقتها القنوات من جيوب المُعلنين الذين يتنافسون على بثّ إعلاناتهم أثناء عرضها.
"تلفزيون الواقع" العربيّ لا يمثّل الواقع الحقيقيّ، وهذه هي علامة الاستفهام الكبيرة التي توجّه إلى هذه البرامج. فالمشتركون يأتون من عدّة بلدان، ومن
عادات وتقاليد وقِيَم مختلفة، ويُجمَعون في مكان واحد لعدّة أسابيع تحت مراقبة الكاميرات؛ إذ لا يمكنهم التعبير عن حقيقتهم، فيقوم المشتركون بالتمثيل والتصنّع
أمام الكاميرات.
إضافة إلى ذلك، فإنّ القاسم المشترك لبرامج "تلفزيون الواقع" على القنوات الفضائيّة العربيّة هو اعتمادها على الصورة أكثر من اعتمادها على المضمون.
لهذا الأمر آثار سلبيّة تنعكس في الجوانب التالية: الفرديّة، الإغراء، العدوانيّة،
الأنانيّة والتمرّد. تُؤثِّر هذه الجوانب على إدراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم،
فتتحوّل من صورة ذهنيّة إلى نشاط عمليّ من خلال المحاكاة والتقليد.
في المقابل، قد يُكسب خوض هذه التجربة المشتركين ميزاتٍ إضافيّة تحفِّز
قدراتِهم على التكيّف والتأقلم مع ظروف مغايرة لبيئتهم المعتادة؛ منها زيادة
مرونة الشخصيّة، وتوسيع المدارك، والقدرة على التعامل مع غير المألوف، وتنمية المهارات الاتّصاليّة.
يبقى السؤال الأهمّ، في رأيي، هو: لماذا يُقبِل الشباب العربيّ على الاشتراك
في هذه البرامج أو متابعتها من خلال شاشة التلفزيون، رغم السلبيّات الكثيرة
التي انطبعت في أذهان الأهل وجمهور المثقّفين أو المُتـمسّكين بالتقاليد
والأعراف؟ هل يُمثِّل هذا الاندفاعُ الرغبةَ في تحقيق الشهرة، ومن ثمّ كسب
الأموال؟ أم أنّ المشكلة أكبر من ذلك؛ تُنذِر بوجود خطر كبير يهدّد جيلاً كاملاً من الشباب متأثّرًا كثيرًا بالغرب، ويحاول تقليده بصورة عمياء دون الخوض في المفيد
أو الضارّ، أم هو حبّ التمرّد لدى الشباب الذي يمكن أن يزول بمرور الزمن؟
بغضّ النظر عن الإجابة عن هذه الأسئلة، فإنّي أرى أنّنا أمام مفترق طرق
قد يقود إلى انحراف واضح في الأعراف والتقاليد والقِيَم التي توارثتها الأجيال،
نتيجة هذا الغزو الذي أطاح بعقول شبابنا. وقد ساهمت في ذلك عدّة قنوات
فضائيّة تخلّت عن دورها الإيجابيّ في بناء مجتمعات متأصِّلة ومتماسكة، وارتضت بكسب الأموال على حساب المجتمع العربيّ الذي غالبًا ما يدفع ثمنَ جَشَعِ مُنتِجي
تلك البرامج!
1. اذكر اختلافَيْن لبرامج "تلفزيون الواقع" عن البرامج الأخرى، بحسب الفقرة الأولى.
1-
2-
2. البرنامج الأبرز بحسب الأسطر 11-7 انطلق من التلفزيون
1 البريطانيّ.
2 الهولنديّ.
3 السويديّ.
4 الأمريكيّ.
3. أيّ ممّا يلي ينطبق على برامج "تلفزيون الواقع" العربيّة ؟
1 تقليدها الأعمى للبرامج الأجنبيّة.
2 إيجاد الأفكار الجديدة.
3 مراعاتها للأعراف والتقاليد.
4 إهمال المواهب الشابّة.
4. تُحقّق برامج "تلفزيون الواقع" ربحًا مادّيًّا كبيرًا. اكتب الوسيلتَيْن لهذا الربح.
1-
2-
5. كيف يؤثّر وجود الكاميرات على تصرّفات المشتركين في برامج "تلفزيون الواقع"؟
6. اكتب أمرَيْن إيجابيَّيْن يكتسبهما المشتركون في برامج "تلفزيون الواقع".
1-
2-
7. يُعبِّر الكاتب في الفقرة الأخيرة عن موقفه السلبيّ تجاه برامج "تلفزيون الواقع".
استخرِج تعبيرَيْن أو كلمتَيْن تشيران إلى موقفه هذا.
1-
2-
8. أيّ سؤالٍ من الأسئلة التالية لا نجد إجابة عنه في النصّ؟
1 على ماذا يرتكز برنامج تلفزيون الواقع؟
2 متى انطلقت برامج تلفزيون الواقع بشكلها الحاليّ؟
3 ما هي البلدان التي يأتي منها المتسابقون إلى البرنامج؟
4 ما هو المشترَك لبرامج تلفزيون الواقع المعروضة على الفضائيّات العربيّة؟
9. لو عُرض عليك الاشتراك في أحد برامج "تلفزيون الواقع"، فهل توافق؟
علِّل إجابتك بالاعتماد على النصّ.
----------------------------------------------------------
10. ما هي صيغة الفعل المناسبة للفراغ في الجملة التالية؟
المشتركون في برامج "تلفزيون الواقع" ............. أمام الكاميرات.
1 يُصانعون.
2 يُصنّعون.
3 يَصنعون.
4 يَتصنّعون.
11. أيّ من الأفعال التالية على وزن افتعل؟
1 يعتبرون.
2 يستنتجون.
3 يتناقضون.
4 يتطلّبون.