الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

الحقيقة والوهم في رحلة الحياة / سمر ضو

الحقيقة والوهم في رحلة الحياة / سمر ضو 


الحياة مسرح كبير، تتبدّل فيه الأدوار وتتغيّر فيه الأقنعة.

 الأحلام سراب، والآمال كثيرًا ما تنقلب إلى كذبة، بينما الحقيقة الوحيدة التي لا لبس فيها هي أن المال لا يصنع لنا الأمان. الفقر قد يبقي الإنسان فقيرًا مادّيًا، لكن الغنى في غير محله يزيد من فراغ الروح وضياعها.

كم من إنسان عاش حياته يركض وراء المال، ظانًا أنه سرّ السعادة، ليكتشف في النهاية أنه كان يطارد وهمًا. فالحقيقة المؤلمة أن ما نحاول الإمساك به قد يتبخر في لحظة، وأن ما نطمح إليه قد ينقلب إلى عبء يثقل الروح بدل أن يخفف عنها.





كثيرون يظنون أن الفقر عجز أبدي، لكن الفقر الحقيقي ليس في الجيب، بل في العقل والروح. هناك من يولد فقيرًا لكنه يملك الغنى الداخلي الذي يرفعه، وهناك من يولد غنيًا، لكنه يظل فقيرًا في إنسانيته ومشاعره. الفارق الوحيد بينهما أن الأول يملك قيمة تضيء له الطريق، بينما الآخر يملك فراغًا لا يملؤه شيء.


في مواجهة الواقع، نصطدم دومًا بالحقيقة القاسية: لا جدوى من الهروب. كل محاولة للالتفاف حول الواقع، وكل وهم بأن الغد سيغيّر كل شيء فجأة، مجرد حلم هش يتبخر مع أول مواجهة. وحدها الإرادة الصلبة، والقدرة على التعايش، هي ما تزرع القوة فينا وتساعدنا على الصمود.


الحياة في جوهرها سُلَّم طويل. نصعده خطوة بخطوة، نتعثّر أحيانًا، نسقط أحيانًا أخرى، لكننا ننهض لنكمل المسير. لا وجود لطريق مستقيم بلا عقبات، بل هي درجات نتسلقها نحو الوصول، بينما الأيام تُعلّمنا أن الرضا والاتزان هما أفضل ما نكتسبه في هذه الرحلة.


في النهاية، الحياة ليست كما نتمناها دائمًا، لكنها كما نصنعها نحن بوعينا وصبرنا. هي مزيج من خيبات وأحلام، من هزائم وانتصارات، من صعود وهبوط. وما يميّز الإنسان في هذه الرحلة ليس مقدار ما يملك، بل مقدار ما يستطيع أن يحتمل ويصبر ويتعلّم

الحقيقة والوهم في رحلة الحياة / سمر ضو

الحقيقة والوهم في رحلة الحياة / سمر ضو  الحياة مسرح كبير، تتبدّل فيه الأدوار وتتغيّر فيه الأقنعة.  الأحلام سراب، والآمال كثيرًا ما تنقلب إلى...