في عصر المعلومات أصبحت القراءة السريعة ضرورة ملحة
الجزء الثاني
التصفح لتطوير قدرتك في القراءة تخيل أن لديك اجتماما لمدة 15 دقيقة ، ولم تقرأ تقريرا من 10 آلاف كلمة سوف تناقشه في الاجتماع ، فماذا تستطيع أن تفعل ؟ أو لاحظ هذه الخطوات : عندما لا يكون لديك وقت لقراءة عشرات المطبوعات أو دلائل السفر فإن ما تحتاجه هو فكرة عامة عن أماكن الإقامة المتاحة المناسبة ، فهل هذا ممكن ؟ لأن هذه الأشياء وما شابهها كثيرة اليوم ، فمن المحتم أن تتعلم القراءة السريعة ، والوسيلة لكي تفعل ذلك هي التصفح السريع لتطوير قدرتك في القراءة
والتصفح هو وسيلة سريعة جدا في القراءة تسمح لك بإلقاء نظرة على القطعة بحثا عن معلومات معينة ، وهذه الطريقة مفيدة خاصة عندما تكون هناك معلومة واحدة خاصة تريد الحصول عليها من قطعة معينة ، ومع الممارسة لابد أن تصبح قادرا على تصفح صفحة خلال خمس دقائق أو أقل .
زيادة مساحة الفهم : ليس هناك كتب أو أكوام من الأوراق الميتة على الأرفف ، بل هي عقول حية يخرج من كل منها صوت ، وبمجرد الضغط على الزر يملأ الجهاز في غرفتنا بالموسيقى ، وعندما تتناول أحد هذه الكتب وتفتحه ، يمكنك استدعاء مجموعة من أصوات البشر البعيدة في الزمان والفضاء السحيق ، وتسمع الإنسان يتحدث إلينا عقل العقل وقلب القلب .
لماذا لا يستغل الناس معظم قدرتهم على القراءة ؟ هناك عدد من الأسباب ، منها : الإرتداد ، والقراءة الصامتة ، وقلة التدريب والقراءة كلمة بكلمة . وفحص كل سبب من هذه على حدة يساعدك على أن تصبح قارئا سريعا .
الارتداد : أول أسباب القراءة البطيئة ، هو الارتداد إلى قراءة كلمات معينة مرة أخرى أو عبارات أو جمل كاملة ، والعودة للقراءة مرة أخرى تسمى ارتداد ، فالقراءة تصبح بطيئة عند نهاية كل سطر ؛ حيث تركز العين على الكلمة الأخيرة مما يخلق ما يسمى بتثبيت البصر .
وفي معظم الأحيان لا تكون العملية إرادية ؛ فالارتداد يحدث لأن شيئا ما شد انتباه القارىء بعيدة عن الصفحة . والشعور بعدم الأمان والارتياح يجعل القاريء يعود مرة أخرى لإعادة ما قرأه ، ويفقد بذلك وقتأ ثمينا ، والواقع أن الارتداد ( إعادة القراءة ) لا يحسن درجة الفهم والاستيعاب ، بل يخفض منها . لماذا ؟ لأن إعادة قراءة نفس الكلمات والعبارات يجعل القارىء يفقد خط الإحساس بالقطعة بالكامل ؛ مما يؤثر سلبيا على الفهم ، وهذا يسبب إحباطا شديدا ، ويقلل من سرعة القراءة .
القراءة الصامتة ( بدون صوت ) : هناك سبب آخر يجعل الناس لا يستغلون كل قدرتهم على القراءة هو أنهم يقرأون لأنفسهم بدون صوت ، وهو ما يسمى بالقراءة الصامتة . هذه العادة السيئة تقلل من سرعة قراءتك كما يحدث في ساعات ذروة المرور على الطرق السريعة . عندما تقرأ بصوت مسموع تستطيع استيعاب مجموعات من الكلمات في وقت واحد وعبارات وجمل كاملة في نفس الوقت ، أما عندما نقرأ في صمت ينخفض عدد الكلمات التي تقرأها في آن واحد وإليك دليلا على ذلك : معدل الكلام = 50 كلمة في الدقيقة معدل القراءة = 250 كلمة في الدقيقة فمن الواضح ، أننا إذا نطقنا كل كلمة في صمت ( في سريرتنا نخسر ۱۰۰ كلمة في الدقيقة .
قلة التدريب : بالنسبة لغالبية الناس ، يتوقف تعليم القراءة في المدرسة رسميا وغالبا في المدرسة الإعدادية . ونتيجة ذلك ، فإن أكثر الحاصلين على درجات علمية عالية يقرأون بنفس سرعة ما تعلموه في المدرسة الابتدائية ، وقد عوضوا ذلك طوال عدة سنوات بزيادة فترات القراءة الساعات وساعات ، ونحن نعرف أن الوضع لن يستمر هكذا ببساطة في المستقبل ، فسوف تكون مواد القراءة هائلة الكم ، ولا يتوافر الوقت الكافي لقراتها جميعا .
القراءة كلمة بكلمة : تعلم غالبيتنا القراءة بالنظر إلى كل حرف على حدة ونطقه . مثلا : عندما ترى كلمة « قبعة ، تكرر حروف « ق . ب . ع . ة » لتكون الكلمة ، وبعد أن تحدد نطق الكلمة يمكنك استيعاب معناها ، ولتستوعب ما نقصده ، عليك قراءة الجملة التالية حرفا تلو الآخر : ( الحدائق العامة أفضل فكرة طرأت لنا ؛ فهي تعكس أمريكا في أبهى صورها ) . لقد زادت سرعة قراءتك عندما تعلمت وضع الكلمات معا لتكون جملة غالبا في الصف الأول أو الثاني الإعدادي . ولسوء الحظ يظل كثير من القراء عند هذه المرحلة ، فهم يقرأون كل كلمة ؛ مما يخفض كثيرة من سرعة القراءة والفهم .
مساحة الفهم : مساحة الفهم هي عدد الحروف أو الرموز التي تستطيع عيناك استيعابها وفهمها في الطرفة الواحدة . وكلما زادت هذه المساحة ، كلما زادت سرعة قراءتك الكل طرفة عين ، فعليك أن تزيد من مساحة الفهم ، وسوف تزداد سرعتك في القراءة . ومساحة الفهم عند القاريء المتوسط هی 24 حرفا أو رمزا أي في حدود كلمتين ، ومع الممارسة والتمرين يمكن أن تتضاعف هذه المساحة لتصل إلى ثلاثة أضعاف .
استخدام العين واليد في القراءة حقائق عن القراءة السريعة : كان الرئيس جون كنيدي يقرأ ۱۲۰۰ كلمة في الدقيقة ، والرئيس تيودور روزفلت يقرأ كتابا كاملا في اليوم قبل تناول طعام الإفطار .
كيف يمكنك أن تضبط مخك حتى تستطيع التحكم في عدد أكبر من مجموعات الكلمات ؟ كيف تستطيع أن تقرأ بسرعة كافية لتنتهي من كتاب بالكامل في يوم واحد من أكثر الطرق فاعلية لكي تصبح قارئا سريعا هي أن تعلم يديك أن تساعد عينيك لاستيعاب عدد أكبر من الكلمات بطريقة أسرع .
هناك بعض الجدل حول القراءة باستخدام العيون والأيدى ؛ لكن إذا استخدمت هذه الطريقة بالأسلوب السليم يمكن أن تلم بأسرع الطرق في القراءة .
القراءة الديناميكية : يضيع من يقرأون بسرعة متوسطة نحو ربع زمن القراءة في النظر إلى الهامش وليس إلى الكلمات ، وتستطيع أن تزيد من سرعة القراءة والاستيعاب عن طريق تعلم كيفية التركيز على الكلمات ، وليس على المسافات الخالية حولها وإليك الطريقة : إن القراء غير المدربين يميلون إلى التركيز على الكلمة الأولى من السطر الأول ، ويتابعون هذا السطر حتى نهايته ، فماذا يحدث ؟ يضيع نصف مساحة الاستيعاب في النظر في الهامش .أساليب القراءة الديناميكية الذين قرأوا الأدب الجيد ، قد عاشوا - حقيقة - فترات أطول من الذين لم يقرأوا . فليس صحيحا أننا نعيش حياة واحدة . فإذا كنا نستطيع القراءة يمكن أن نعيش أكثر من حياة وأنواعا مختلفة منها كما نريد ونحب .
ما معنى كلمة قراءة ؟ إنك تعرف أن القراءة أكثر من مجرد النظر إلى الكلمات ، بل هي تلقي المعلومات من الكلمات وتصنيفها . والذين يقرأون بسرعة ، تعلموا كيف یکیفون وسيلة وأسلوب قراءتهم لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من القراءة .
كيف تكون قارئا نشيطا: الطريقة التي تقرأ بها الكتاب والأساليب التي يطبقها القارئ على الكتاب يمكن أن يكون لها علاقة وثيقة بفائدته ، وفائدة كل ما وضعه فيه الكاتب . وأي شخص يستطيع القراءة يمكن أن يتعلم كيفية القراءة العميقة ، وبذلك يعيش حياة أكثر ثراء وعمقا .
تعرف أنه ينبغي عليك أن تقرأ بسرعة حتى تتكيف مع المستقبل ، لكن السرعة ليست كافية ، فلكي تستفيد من عصر المعلومات ، يجب أن تكون قارئا ذكية تستطيع القراءة بسرعة وخبرة .
فالقراءة اذا عملية ديناميكية القراءة ليست عملية سلبية بل تنطوي على أكثر من النظر إلى الكلمات ، فالقراءة عملية تفاعلية بين الصفحة والعين والعقل . عليك أن تلعب دورا فعالاً أثناء القراءة منذ البداية ، وسوف تحسن مستوى فهمك لكل ما تقرأ .اجر حوارا مستمرا مع القراءة ، واسال نفسك هذه الأسئلة ماذا أعرف عن هذا الموضوع ؟ الكتاب يكتبون لنقل أفكار مهمة بالنسبة لهم إلى من يقرأون ، ولديهم وسائل كثيرة لذلك ، من أهمها وأكثرها فاعلية التركيز على المعلومات المتوفرة لدى القراء بالفعل ، فعندما تقرأ ، يربط عقلك بين ما تعرفه وما هو جديد عليك . إنك تفهم وتتعلم موادة جديدة عن طريق ربطها بالمعلومات التي تعرفها بالفعل .
استقرأ المعرفة المبدئية قبل أن تبدأ القراءة ، امكث بضع دقائق تكتب ما تعرفه بالفعل عن موضوع القطعة التي تقرأها ، ودون رأيك في الموضوع ، وما هي المعلومات التي تريد . الذين يقرأون بسرعة يصلون إلى جوهر القطعة بسرعة أيضا . فكيف يفعلون ذلك ؟ من أكثر الطرق فاعلية التي اكتشفوها ؛ هي العثور على الفكرة الرئيسية في كل فقرة ، وهم يفعلون ذلك عن طريق البحث عن الجملة الرئيسية في كل فقرة ( جملة الموضوع ) . والجملة الرئيسية تفصح عن الجوهر الأساسي في كل فقرة ، وتكون عبارة عن تعبيرات عامة عن محتوى الفقرة ، وهي توصيل المعلومات التي تحتويها الفقرة عن طريق إعطاء فكرة عامة عنها ، ومجرد أن تجد الجملة الرئيسية ، تكون قد عثرت على روح الفقرة ، وإذا لم يكن لديك وقت ، يمكن أن تتخطى التفاصيل البسيطة المحيطة بالجملة الرئيسية ، والعثور على الجملة الرئيسية .
التلخيص :
هل تستطيع تلخيص قطعة باستخدام كلمات من أسلوبك ؟ إذا استطعت أن تفعل ذلك ، فأمامك فرصة لفهم ما يكتبه الكاتب ، والتلخيص هو استخلاص المعلومات المهمة في كتابة موجزة مختصرة . عندما تكتب ملخصا فأنت تعيد صياغة ما قرأت بكلمات من أسلوبك . هذه المهارة مهمة في زيادة الاستیعاب .
أنظر أيضا :
في عصر المعلومات أصبحت القراءة السريعة ضرورة ملحة - الجزء الأول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها