في عصر المعلومات أصبحت القراءة السريعة ضرورة ملحة
الجزء الأول
كثرة المعلومات وتدفقها المذهل : لقد هاجمنا عصر المعلومات ولا فرار منه . إننا في منتصف أعظم انفجار للمعلومات حدث في العالم حتى الآن ، لم يشهد أي عصر سابق مثل هذا الكم من البيانات والتقارير والتفاصيل والأمثلة والآراء والاحصاءات والأرقام التي نشاهدها يوميا ، والمؤمنون بالمستقبل متاكدون أن هذه الموجة العارمة من المعلومات سوف تزداد .
انظر إلى هذه الحقائق التالية عن المعلومات في عصرنا هذا . الطبعة الواحدة من صحيفة نيويورك تايمز تحتوي على معلومات تفوق ما تعلمه شخص في القرن السادس عشر طوال حياته ، يصدر خمسون ألف كتاب في الولايات المتحدة سنويا . تصدر حاليا عشرة آلاف مجلة في الولايات المتحدة . تصدر سبعة آلاف دراسة علمية يوميا في أنحاء العالم .
وصدرت في الخمسين عاما الماضية كمية من المعلومات تفوق ما صدر في الخمسة آلاف عام الماضية واليوم ، فإن كمية المعلومات المتاحة تتضاعف كل 5 سنوات .
مرحبا بالمستقبل : يتم إنتاج المعلومات بسرعة هائلة حتى أن أجهزة الكمبيوتر والمتخصصين فيها والمهندسين والباحثين والعلماء سوف يضطرون لإعادة تطوير التعليم كل عشر سنوات .
ويحتمل أن يجد العاملون في أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا أنفسهم في موقع متأخر بزمن يقل عن 5 سنوات ، ولا استثناء لأحد من هذا ، فعندما تحصل على درجة جامعية وتطمئن إلى مهاراتك تكون قد أصبحت جزءا من الماضي.
وتثبت الدراسات أن الفرد العادي في أي مجال من مجالات العمل سوف يضطر إلى قراءة 4 ملايين كلمة شهريا على الأقل ، أي 50 مليون كلمة سنويا . حيث يصدر في مجال الطب وحده حوالی ۱۰ آلاف مجلة متخصصة سنويا . وماذا عن المواد التي يحب الناس أن يقرأوها للتسلية أو زيادة المعلومات ؟ ومتي يتوفر وقت لقراءة الروايات والمجلات والصحف والشعر ؟ فإذا كنت مثل غالبية الناس ، ستتكدس الصحف والمجلات والكتب في كل مكان من حولك حتى تشعر أنك تريد التخلص منها جميعا لتفسح مجالا للمطبوعات أخرى جديدة .
أثر الثورة الإلكترونية : لقد زادت الثورة الإلكترونية من تضخم المعلومات . وكان للتكنولوجيا أثر عكسی ، فهي التي وعدت بتبسيط تدفق المعلومات ، وجعل تناولها أكثر سهولة . فقد جعلت أجهزة الكمبيوتر الشخصي والمحمول والصغير وأقراص الليزر لحفظ المعلومات وشرائط الفيديو والألياف الزجاجية والأقمار الصناعية ، مما يترتب على ذلك نقل كميات من المعلومات في لمح البصر ، مثال ذلك : يمكن الآن نقل أعداد عام كامل من مجلة نيويورك تاميز في ثوان معدودة .
لم تقلل ثورة الكمبيوتر من كمية الأوراق التي يتم تداولها في المكتب العادي ويشير أحد التقديرات إلى أن كمية الأوراق المستخدمة قد تضاعفت أكثر من 6 مرات مع إدخال الأجهزة الإلكترونية ، والنتيجة : أننا نواجه كمية هائلة من المعلومات ولا يتوافر الوقت الكافي للتعامل معها .
واقع جديد : يتغير عالمنا بشكل مثير ومذهل ويعدنا عصر المعلومات بتغييرات جذرية في أسلوب عملنا وحياتنا وتفكيرنا . ومن أهم التغييرات هو كم المعلومات الذي نواجهه والطرق التي تتداولها بها . لقد أدت كل هذه المعلومات إلى تغيير جذري في طبيعة السوق والأكثر أهمية الآن هو كيفية تفكير الناس ، وتشير أحدث التوقعات إلى أنه بقدوم القرن الجديد سيعمل نصف العاملين من قطاع الخدمات في جمع المعلومات وتخزينها وتحليلها . والذين ينطلقون في عصر المعلومات هم القادرون على استيعاب كميات من المعلومات بسرعة ودقة ، مع حفظ الحقائق الضرورية والأمثلة والتفاصيل من بين المواد غير المهمة .
اختبار القلق المعلوماتي
حل هذا الاختبار إذا كنت ضحية القلق المعلوماتي ، ضع دائرة حول نعم ، أو لا ، أمام كل سوال :
ا- هل تعتقد أنه من المهم أن تواكب تيار الأحداث ؟
۲ - هل تصادف متاعب في قرامة كل المعلومات اللازمة لعملك ؟
٣- هل تتكدس الأوراق والمذكرات والتقارير والفاكسات على مكتبك ؟
4 - هل من المهم أن تواكب أحدث المعلومات في مجالك ؟
5- هل تضطر أن تأخذ العمل من المكتب إلى المنزل لتطلع عليه ؟
6 - هل تشعر بالتوتر خلال قراءة كل ما يجب أن تقرأه ؟
7- هل تحصل على ۱۰ صحف ومجلات أسبوعية على الأقل ؟
8- هل تجد صعوبة في توفير وقت القراءة كل الصحف والمجلات التي تحصل عليها ؟
9- هل تقرأ كل المعلومات التي تصلك بالبريد ؟
10- هل تشعر أحيانا أنك لا تحصل على ما تريد مما تقرأه ؟
11- هل بتشتت عقلك أثناء القراءة ؟
12- هل تعيد قراءة ما تقرأه ؟
13- هل تشعر بالحاجة إلى بعض القراءة الترفيهية ؟
14- هل تتمنى أن تقرأ بسرعة أكبر ؟
15- هل تتمنى أن تتذكر مزيدا مما تقرأه ؟ ع
16- هل تحسد الذين يستطيعون القراءة بسرعة ودقة ؟
إذا أجبت بنعم على 6 أسئلة أو أكثر ، فإن تعلم كيفية القراءة السريعة هي الحل.
القراءة السريعة مفتاح النجاح : في عصر المعلومات ليس سرا أن أسلوب قراءتك سيؤثر على مستقبلك ، فإن مواكبة أحدث المعلومات يمكن أن تكون مفتاح النجاح الشخصي والمهني ، فكلما حسنت مهاراتك في القراءة ، كلما استمتعت بها ، فمن يحب القراءة ، يجد له صديقا دائما هو الكتاب .
فإذا استطعت أن تضاعف سرعة قراتك مرتين أو ثلاث مرات ، أو أكثر ، يمكنك أن توفر ساعتين أو أكثر يوميا . ويمكن أن يوفر تزايد سرعتك بضع آلاف من الدولارات سنويا ، ويطلق حريتك لتتبع ما عرفته وتناولته من معلومات ، ويوجد الآن أسلوب للنهل من المعلومات ، وهو ليس صعبا كما تظن ، فقط تعلم القراءة السريعة .
وتعتبر القراءة السريعة أسلوب مضمون يساعدك على إجادة المهارات التي تحتاجها للقراءة بسرعة ودقة ، فسوف تتعلم كيف تقرأ كل ما تحتاجه من معلومات وبيانات للترفيه واجتياز الاختبارات ، وليس هناك إعداد ، بل كل ما تحتاجه هو رغبتك في قراءة أسرع وأفضل لبضع دقائق يوميا ، ومن أهم فوائد القراءة السريعة هو أنها تحتاج إلى التزام بسيط بالوقت لتحصل على مردود كبير ، فقط استغرق 15 دقيقة يوميا وستحصل بسرعة على الأدوات التي تمكنك من استيعاب ما تريد قراءته .
القراءة هي عملية تترجم فيها عقولنا الرمز إلى أفكار ، وسرعتك على حل الشفرة ومعالجة هذه المعلومات هي سرعتك في القراة ومستوى فهمك . وقبل أن تبدأ برنامج القراءة السريعة ، من الضروري أن تعرف سرعتك في القراءة ، وكم المعلومات الذي تستوعبه . وسوف تستخدم هذه المقاييس كمؤشرات للحكم على مدى تقدمك .
وهناك اختبارات كثيرة لمتابعة إجادتك لأساليب القراءة السريعة . اجر الاختبارات في مكان مناسب ، وتأكد أنك في وضع مريح ، ولديك إضاءة كافية للقراءة ، وليس هناك ما يشتت انتباهك .
أساسيات القراءة السريعة
التوقيت الدقيق أمر مهم جدا ، فعندما تبدأ برنامج القراءة السريعة ، سوف تحتاج إلى متابعة تقدمك عن طريق معايير القراءة المختلفة ، ولا تنزعج إذا كانت هذه المعايير تختلف كثيرا في بداية الأمر ، فالمعلومات المسبقة عن مادة القراءة والمشاعر الشخصية عن موضوعها يمكن أن يؤثر كثيرة في سرعتك ، غير أنك بعد مرور أسابيع لابد أن تلاحظ تقدما مهما في سرعة القراءة ، والفهم والتوازن بين الدرجات التي تحصل عليها . لقياس سرعة قراتك ، استخدم ساعة عادية أو منبه بعقرب ثوان .
وبرنامج القراءة السريعة ليس مجرد سرعة القراءة ، بل فهم ما تقرأ ، ولكی تستطيع التغلب على كميات القراءة الهائلة في ظل عصر المعلومات ، ينبغي أن تقرأ بسرعة ، فضلا عن الفهم الدقيق للمعاني التي وراء الكلمات .
تطوير قدراتك في القراءة حقائق عن القراءة السريعة : يقدر الخبراء أن ۸۰ - ۹۰ ٪ من المعلومات التي تحصل عليها تأتي عن طريق القراءة . تتطلب القدرة على الحياة بشكل متزايد اتباع أساليب جديدة في القراءة ، فلابد لك أن تستشف ما هو مهم من الوثائق التي تقرأها ، ولابد أن تكون قادرة على عملية تكامل المعلومات بسرعة ومهارة أكبر عن طريق القراءة بسرعة .
ولاحظ الخبراء أن الشخص المتوسط الذي يقرأ ۲۰۰ كلمة في الدقيقة يحتاج إلى بوم کامل ليقرأ كتابا من ۳۰۰ صفحة ، أما القراء الذين يقرأون بسرعة 750 كلمة في الدقيقة فيستطيعون الانتهاء من نفس الكتاب في أقل من ثلاث ساعات . والذين يقرأون بسرعة ينجزون أكثر في الوقت المتاح لديهم ؛ فسواء كنت محترفا تعمل طوال الوقت أو طالبا أو تعمل في المنزل أو تبحث عن مركز مرموق في المستقبل ، فيمكنك أن تعلم نفسك أن تقرأ بسرعة أكبر .
أساليب النجاح
لن يكون هذا البلد متحضرا إلا بإنفاق مزيد من الأموال على الكتب أكثر مما ينفق على العلكة , "البرت هوبارد"
1- الخطوة الأولى للقراءة بسرعة هي أن تجمع الأدوات التي تحتاجها للنجاح ، وأهم وأول هذه الأدوات في موقفك . فكر في النجاح ، يمكنك أن تقرأ بكفاءة عالية إذا أردت ، ويمكنك أن تحقق أقصى استفادة من وقتك ، وتزيد من كفاءتك ، ويمكنك أن تضع نفسك على طريق المستقبل .
طور آلية عقلية إيجابية ، وسوف يساعدك ذلك على استغلال إمكانياتك واستيعاب المعلومات بشكل أسرع وكفاءة أعلى وهناك خطوات أخرى مهمة أيضا ، يساعدك كل منها على زيادة التركيز بشكل كامل .
2- جهز مكانا خاصة للقراءة : الإنسان كائن متكيف ، ويمكن أن يعمل في أحلك الظروف ، ولكننا نعمل بصورة أفضل في المكان المناسب . يمكنك أن تقرأ في قطار يتحرك ، أو في ضوء خافت في الحافلة ، أو في غرفة انتظار مليئة بالضوضاء ، أو في حديقة هادئة . لكنك سوف تقرأ بصورة أفضل في مكان مناسب . حدد مكانا خاصا واجعله مكان القراءة ، واجعله محببا إليك بأقصى قدر ممكن . إن تهيئة مكان مناسب للقراءة يساعدك على التركيز ، ومجرد أن تجلس في مكان القراءة سوف تنخرط في القراءة بسرعة أكبر وسهولة أكثر من الأماكن الأخرى . واجعل مكان القراءة محببا إليك إلى أقصى قدر ممكن ، فهذا يساعدك على أن تجمع بين القراءة والأعمال المحببة إليك أيضا .
3- القراءة من شاشة الكمبيوتر : إن تطبيقات تقنية الحاسب الآلي ومايصاحبه من استخدام الشاشات الكمبيوتر أحدث ثورة في أماكن العمل في الولايات المتحدة وطريقة القراءة . ففي عام ۱۹۷۹ كان عدد المكاتب التي توجد بها هذه التقنية أقل من ۷۰۰ ألف ، وفي عام ۱۹۸۹ زاد العدد إلى 30 مليونا ، وتشير التقديرات إلى أن العدد سيصل إلى 80 مليونا بحلول نهاية القرن .
فإذا كنت تقرأ من شاشة الكمبيوتر تأكد أن هذا سيكون مكان عمل مريح جدا ، وخالية من الزحام والضوضاء ، وأي عوامل تشتيت أخرى .
4- اختر المقعد السليم : غالبا ما يقول لي الناس : كلما قرأت في السرير أنام ، ماذا أفعل ؟ والإجابة لا تعتمد على هدفك ، فإذا كنت تريد أن تنام لابد أن تقرأ في السرير ، لكن إذا كنت تريد إنجاز قدر من القراءة من الأفضل أن تجلس على مقعد اختر مقعدا مريحا يساعدك على الجلوس في وضع معتدل ، فإذا كنت في هذا الوضع تنخفض احتمالات فقدان التركيز
وإذا كنت تقرأ عن شاشة كمبيوتر ، اختر مقعدا يجعل ظهرك مستقيما ويجعل ذراعيك ورجليك وقدميك في وضع مريح . فارتفاع المقعد المناسب ودعمه للجزء السفلي من الظهر عوامل مهمة في التخلص من الإرهاق بسبب القرامة . ضع ما تقرأ بين يديك بشكل مريح ضع الكتاب بحيث تكون المسافة بين السطور العليا وعينيك هي نفس المسافة بين السطور السفلي وعينيك . ضع الكتاب على مسافة مريحة من عينيك حوالي 14 بوصة في المتوسط ، وإذا كنت تقرأ من شاشة الكمبيوتر تأكد أنك ترى الشاشة دون إمالة رقبتك أو ظهرك أو ذراعيك .
5- اقرأ في مصدر ضوء جيد : القراءة في ضوء خافت تزيد من فرص إرهاق البصر ، فإذا قرأت في ضوء خافت أو في ضوء يزيد عن الحاجة ، سوف تلقي بالكتاب أو تبتعد عن جهاز الحاسب الآلي . ابتعد عن مصادر الضوء التي تكون شديدة التركيز على الصفحة التي تقرأها فقط وتترك بقية الغرفة مظلمة . ضع اللمبة أو مصدر الضوء بحيث ينتشر في الحجرة ، واستخدم هذا الاختبار البسيط . إذا شعرت بإرهاق عينيك عدل وضع مصدر الضوء . إن إرهاق العينين ، والتعرض للإصابة بالحساسية تعان من أكثر المشكلات التي يعاني منها الذين يقرأون من شاشة الكمبيوتر . فعندما تقرأ من شاشة كمبيوتر ، قم بتوجيه الضوء بحيث لا يكون ساطعة في عينيك وهي في مواجهة الشاشة .
وتأكد أن الضوء كاف حتى ترى النص على الشاشة بوضوح ، وألا يكون ساطعة فيسبب إبهار ، أو عدم ارتياح . والإضاءة العالية جدا تخفي الكلمات من على الشاشة ، ولذلك ينبغي أن تكون مستويات الإضاءة أقل من المستويات الموصى بها في القراءة المطبوعة ، ولكي تتخلص من عدم الارتياح البصري الناتج عن تجاور مناطق مضيئة وأخرى مظلمة ، عليك بتقليل الفارق في الإضاءة بين شاشة الكمبيوتر والسطح الأفقي لمكان العمل والمناطق المحيطة ليكون أقل ما يمكن . تطوير قدراتك في القراءة أن يكون مصدر الضوء في مكان القراءة سهل التعديل والتغيير ، وموجه إلى مادة القراءة وليس إلى سطح شاشة العرض . ويمكنك تقليل إرهاق العينين عن طريق فترات الراحة مثل النظر أعلى شاشة العرض والنظر إلى أشياء بعيدة .
6- اجعل درجة الحرارة مناسبة حاول أن تجعل درجة حرارة مكان القراءة حوالي 65 درجة فهرنهيت ، فإذا كانت حرارة الغرفة أعلى من ذلك سوف تميل إلى النوم ، وإذا كانت أقل من ذلك لن تشعر بالراحة ، وبذلك يتشتت انتباهك . فدرجة ۹۰ فهرنهيت ستكون معتدلة بالنسبة لك وإذا لم تكن كذلك يمكنك ارتداء سترة .
7- افحص عينيك : عليك بإجراء الفحص الطبي لعينيك سنويا ، واجعل إخصائي العيون يتولى ضبط عدسات نظارتك ، ولا تشتري نظارات بدون کشف . وإذا كنت في حاجة إلى نظارة أو عدسات لاصقة للقراءة تأكد ألا تقرأ بدونها .
8- خذ فترات راحة كافية : برتاح الجسم والمخ أثناء النوم ويعيد إصلاح نفسه ويجدد طاقته . ويعرف العلماء أن مرور ليلتين دون كمية النوم الكافية يقلل من سرعة القراءة والفهم . ولزيادة سرعة القراءة إلى أقصى حد وكذلك سرعة الفهم ، تأكد من حصولك على الراحة الكافية ولا تحاول القراءة إذا كنت منهكة . إن عصر المعلومات سريع الايقاع يتطلب التركيز العقلي الكامل ، فعليك أن توفر النفسك كل المميزات الممكنة .
أنظر أيضا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها