البيانات .. المورد الأهم في الاقتصاد الرقمي وسوق تحليل المعلومات يتجه إلى 402 مليار دولار بحلول 2032
البيانات .. المورد الأهم في الاقتصاد الرقمي وسوق تحليل المعلومات يتجه إلى 402 مليار دولار بحلول 2032
إعداد : سمر ضو
ماجستير ادارة المعلومات
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت كل نقرة على زر، وكل بحث، وكل تفاعل على الإنترنت مصدرًا مهمًا للمعلومات. نشاطنا على مواقع التواصل الاجتماعي، الفيديوهات التي نشاهدها على يوتيوب، المشتريات عبر الإنترنت، وحتى استخدام الأجهزة الذكية، كلها تتحول إلى بيانات قيّمة.
ولكي نفهم مدى أهمية هذه البيانات، يمكن النظر إلى طرق استفادة الشركات منها في حياتنا اليومية. فهي تستفيد منها لفهم سلوك المستخدمين بشكل أعمق، وتقديم محتوى وخدمات مخصصة تتوافق مع اهتماماتهم. فمثلاً، قد يقترح تطبيق مشاهدة فيديوهات عن اللياقة البدنية، عروضًا لمكملات غذائية أو حصص تدريبية، بما يجعل بيانات المستخدم جزءًا من محرك نمو وإيرادات الشركات.
ولا تكتفي الشركات بجمع البيانات، بل تقوم بتحليلها بطرق دقيقة لتحويلها إلى رؤى استراتيجية. حيث يتم تصنيف المستخدمين حسب العمر والجنس والموقع الجغرافي، وتحليل اهتماماتهم وسلوكياتهم الشرائية والترفيهية. هذه العملية تساعد الشركات على التنبؤ بما قد يهم المستخدم في المستقبل وتحسين تجربة الاستخدام بشكل دائم.
نتيجة لهذه التحليلات، يمكن للشركات تحويل البيانات إلى مصادر أرباح مباشرة عبر استراتيجيات متنوعة. فمثلًا، تجمع ميتا بيانات التفاعل والإعجابات والمشاركة لتقديم إعلانات موجهة بدقة للشركات، ما يجعل الحملات الإعلانية أكثر فعالية ويرفع العائدات.
مع كل هذه الفوائد، تبرز أهمية التعامل المسؤول مع البيانات، لضمان حماية خصوصية المستخدمين. لذا، من الضروري أن تتبع الشركات سياسات واضحة لحمايتها، وأن توفر للمستخدمين تحكمًا أكبر في كيفية جمع بياناتهم واستخدامها، بما يضمن التوازن بين الاستفادة التجارية وحقوق الأفراد.
و تستفيد الشركات من هذه البيانات لتخصيص الخدمات والمنتجات لكل مستخدم، وتحسين حملاتها التسويقية والإعلانية من خلال الاستهداف الدقيق، ما يزيد من رضا العملاء ويعزز ولاءهم. كما تُمكّن هذه البيانات الشركات من التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وتحسين الأداء واتخاذ قرارات استراتيجية أكثر فعالية.Amazon تستخدم بيانات الشراء السابقة للتنبؤ بالمنتجات التي قد يرغب العملاء في شرائها، وتخزينها مسبقًا في المخازن لضمان سرعة التوصيل.
ويشهد العالم اليوم تحولًا رقميًا كبيرًا يؤثر مباشرة على الاقتصاد. ويساهم الاقتصاد الرقمي بأكثر من 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقًا لتقديرات البنك الدولي ، حيث من المتوقع أن يصل حجم هذا الاقتصاد إلى 23 تريليون دولار بحلول عام 2025، أي ما يزيد على 24% من حجم الاقتصاد العالمي.
توازيا مع ذلك، ينمو سوق تحليل البيانات بسرعة هائلة، فقد بلغت قيمته 64.99 مليار دولار أمريكي في 2024، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 82.23 مليار دولار في 2025، ثم يصل إلى 402.70 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب 25.5٪.
ان عملية تحليل المعلومات تسهم في فهم كميات ضخمة من المعلومات وحل المشكلات في مختلف المجالات، عبر الجمع بين البرمجة والإحصاء والرياضيات. وفي هذا السياق، تبحث الشركات باستمرار عن أدوات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وأنظمة مشاركة البيانات لتحسين الأداء والابتكار.
فالبيانات والتي أصبحت اليوم أحد الموارد الأكثر قيمة في العالم، تشكل العمود الفقري للاقتصاد الرقمي. ويمكن تعريفها أنها إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات اعتمادًا على المعلومات، حيث تستفيد الشركات من البيانات لتطوير منتجات جديدة وتحسين سلاسل التوريد وتعزيز تجربة العملاء، بينما تستخدمها الحكومات لاتخاذ قرارات أفضل وتقديم خدمات عامة أكثر فعالية.
وقد بدأت هذه الظاهرة منذ أواخر التسعينيات مع انتشار الإنترنت والحواسيب الشخصية، وتوسعت لاحقًا مع ظهور الهواتف الذكية والأجهزة الذكية الأخرى، ما أدى إلى تجميع كميات ضخمة من البيانات ونمو مستمر لاقتصاديات البيانات على مستوى العالم.
ويلعب اقتصاد المعلومات دورا كبيرًا في دعم الابتكار وتحسين الكفاءة وخلق فرص العمل. من خلال تحليل البيانات المتوفرة من مصادر مختلفة، لابتكار أساليب جديدة لتحسين المنتجات والخدمات وتخصيصها وفق احتياجات العملاء. مثلا Netflix تحلل بيانات المشاهدة لتحديد البرامج والمسلسلات الأكثر شعبية، وتستثمر في إنتاج محتوى مشابه لتلبية أذواق الجمهور. أما Spotify تقترح قوائم موسيقية مخصصة لكل مستخدم اعتمادًا على سجل الاستماع.
وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة هائلة في حجم البيانات عالميًا، حيث قُدرت بنحو 123 زيتابايت في 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 182 زيتابايت في 2025.
ووفقًا للإحصاءات، بلغ حجم اقتصاديات البيانات في الاتحاد الأوروبي 544 مليار يورو في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 851 مليار يورو بحلول 2030. وقد بدأت الدول في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تشمل مراكز لتحليل البيانات الضخمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إصدار قوانين لحماية البيانات الشخصية، ما يضعها في موقع يمكنها من أن تصبح لاعبًا إقليميًا رئيسيًا في مجال اقتصاديات البيانات.
أرباح طائلة تحققها الشركات من تحليل وجمع البيانات التي أصبحت “سلعة استراتيجية” تناظر النفط. 739 مليار دولار حجم سوق مراكز البيانات عالميًا وتوقعات بنمو مركب %7 بحلول 2030م. الاستثمار في البيانات يوفر فرصًا واعدة وخطوةً ذكيةً للاستفادة من نمو قطاع البنية التحتية التقنية.
تمتلك البيانات خصائص فريدة تميزها عن رأس المال التقليدي. إنه بطبيعته غير تنافسي، مما يعني أن مجموعة بيانات واحدة يمكن استخدامها في وقت واحد من قبل كيانات أو تطبيقات متعددة دون تقليل فائدتها أو توفرها للآخرين، مما يمكّن من تحقيق وفورات كبيرة في الحجم والنطاق. علاوة على ذلك، البيانات غير قابلة للتبادل؛ حيث أن الأجزاء الفردية أو مجموعات البيانات غالبًا ما تكون فريدة ولا يمكن استبدالها بسهولة، مما يبرز ندرتها ومحتواها المعلوماتي الفريد، على عكس التصور الشائع للبيانات على أنها وفيرة فقط.
و تبقى مجموعة من التساؤلات مطروحة في نهاية هذا المشهد العالمي المتغيّر: كيف يمكن للدول النامية أن تستفيد من اقتصاد البيانات دون أن تتحول إلى مجرد مصدر خام تستغله الشركات الكبرى؟ وما هي الآليات الكفيلة بتحقيق توازن بين حماية الخصوصية وتمكين الابتكار؟ وإلى أي حد يمكن أن يستمر نمو اقتصاد البيانات من دون تشريعات وتنظيمات عالمية مشتركة تحكم ملكيتها واستخدامها؟
MEASURING DATA
AS AN ASSET: FRAMEWORK, METHODS AND PRELIMINARY ESTIMATES
ECONOMICS DEPARTMENT WORKING PAPERS No. 1731
By Carol Corrado, Jonathan Haskel, Massimiliano
Iommi and Cecilia Jona-Lasinio
Data asset valuation: Research and application in commercial banking
Corporate Intangible Assets Grew to USD 61.9 trillion in 2023
February 28, 2024
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها