الخميس، 16 سبتمبر 2021

الاتيكيت مجموعة قواعد تجمع بين الرقي والسلوك المهذب واحترام الذات وتقدير الآخرين.

 يعتقد البعض أن الإتيكيت هو كيفية استخدام الشوكة والسكين، أو كيفية ترتيب وتزيين الموائد، فهو بالنسبة للكثير فن الرفاهية الخاصة بالطبقات المخملية أو كبار الشخصيات، وأنه نوع من الكماليات نستطيع الاستغناء عنه.

الإتيكيت هو نمط عيش يهدف لوضع أسس للعلاقات المبنية على الاحترام والرقي وهو حتما ليس برفاهية، ولا فن يختص بالأمراء والملوك والميسورين، فقد ولى الزمان الذي كان فيه الاتيكيت فقط للقصور، وأصبحنا في زمن يدخل فيه الإتيكيت في كافة تفاصيل حياتنا المهنية والاجتماعية، الإتيكيت هو الأخلاق والصفات الحسنة واللطف وحسن التصرف عند التعامل مع الآخرين، والتي تساعد الناس على الانسجام مع بعضها لبناء العلاقات الاجتماعية أو المهنية، هو مجموعة قواعد ومبادئ تجمع بين الرقي والكياسة والسلوك المهذب واحترام الذات وتقدير واحترام الآخرين.

ركائز الإتيكيت :

 الركيزة الأولى والأهم "الأخلاق الحميدة"، فهي المبادئ والقواعد المنظمة لسلوك الإنسان، ويمكن ملاحظة الأخلاق الحميدة من خلال التعامل مع الآخرين، فأخلاق الإنسان ما هي إلا ترجمة لسلوكه بتعاملاته مع الغير، والأكيد أن المستوى الأخلاقي للأفراد والمجتمعات هو معيار لتطورها وتمدنها ودليل على ثقافتها ورفعة بيئتها.


الركيزة الثانية "تقنيات التصرف"، وهي القواعد والتقنيات المتبعة عالميا والتي تحدد كيفية التصرف وفق معايير متبعة، مثل تقنية المصافحة اليدوية، أو استخدام أدوات الطعام، أو ترتيب جلوس الضيوف وغيرها من التقنيات، هي موحدة ولذلك الجميع ملزم بمعرفتها.

الركيزة الثالثة هي العادات والتقاليد، وهي العادات التي تسود المجتمعات، تبعا للموروثات الاجتماعية والثقافية والأعراف المتناقلة، مثل طريقة الأكل والشرب والأزياء، ومن المهم أن نؤكد على أن الإتيكيت يحترم تقاليد كل مجتمع ولا يتخطاها، مثلا لو دعي شخص لحفلة غداء مقامة في بلد ما، وتم تقديم طعام شعبي يتم تناوله تقليديا باليد، من المعيب أن يطلب من مضيفه شوكة وسكين، مع أن الإتيكيت يعلمنا كيف نستخدم الشوكة والسكين، فالإتيكيت ينص على أنه يجب علينا تناول الطعام وفق عادات وتقاليد المضيف.

 


  الإتيكيت مبني على التواضع والاحترام بعكس ما يعتقد البعض، هو أساس فطري نقلنا إياه الأجداد، حيث أن أغلب الذي كانوا يفعلوه يندرج ضمن الإتيكيت أو حسن التصرف، ولكن البعض لديه فكرة خاطئة عن هذا الأساس، فالبعض يعتقد أن التكبر والتعالي إلزاميان لما يسمى ب "البريستيج"، لذلك أصبح البعض يعتبر أن كل متعالي هو شخص يتبع الإتيكيت مع أن العكس هو الصحيح، فالبساطة والتواضع شرطان أساسيان من شروط الإتيكيت.

   إتيكيت الحديث

يعتبر الحديث وإجادته إحدى ضرورات المجتمع المتحضر، ويتطلب فن الحديث متابعة المستمعين، والرغبة في سماع الحديث من خلال كل كلمة يقولها المتحدث. وإذا كان الاتيكيت هو فن السلوك المهذب، والتصرفات الراقية، فهو لا يكون بهذه الصفة إلا إذا كان نابعا من أعماق النفس البشرية دون تكلف أو تصنع. ويعتبر الحديث موهبة من الله سبحانه وتعالى، وهو من المواهب التي يستطيع الإنسان تنميتها.

إدارة الحديث

تستطيع أن تحكم على شخصية انسان آخر ومستوى تعليمه، وثقافته، وأسلوب حياته، والوسط الإجتماعي الذي ينتمى إليه من حديثه ومن نبرات صوته. 

ونتيجة لذلك يجب تجنب استخدام المصطلحات الخاصة بفئات اجتماعية معينة، لأنها غالبا ما تحمل مدلولات يقتصر إستعمالها على تلك الفئات الاجتماعية، وفي حالات خاصة، ومن الأسلم استخدام اللغة الصحيحة والسهلة، إلا إذا كنت ضليعا وتعرف تاريخ وأسرار اللغة التي تتحدث بها، عندئذ لا شك أنك تعرف الكلمات الثقيلة التي يجب تجنبها وتستطيع أن تختار الكلمات والمصطلحات التي يقبلها المجتمع، والمكان الذي تتحدث فيه ودائما.


الحديث باللغات الأجنبية

من المألوف جدا لأي عربي أن يتكلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو الأسبانية أو الروسية أو اليابانية بلكنة واضحة، ولهذا السبب فإن الحاجة ماسة عند الكلام أو في المقابلات الهامة أن ترتب حصيلتك اللغوية، وأن تبحث عما لديك من مصطلحات مفيدة ومرتبطة بموضوع الحديث الذي تريد أن تعالجه، ويعتبر متحدثي اللغة العربية بما فيها من ثروة زاخرة في أحرفها وتركيبها وبنيتها هم أكثر الشعوب قدرة على التكيف مع نبرات اللغات الأوروبية، ولكن هذا التكيف يحتاج إلى جهد ودراسة.


رفع الكلفة والمناداة بالإسم الأول للأشخاص

يدل التخاطب مع الآخرين بالمناداه بالإسم الأول مجردا من الألقاب على رفع الكلفة بين المتخاطبين، ويعتبر ذلك من الأمور الطبيعية بين أفراد الأسرة الواحدة أو الأصدقاء متقاربي السن. ولا يجوز عند التعارف لأول مرة، أو أثناء مقابلات العمل، أو المقابلات الرسمية أن ينادي الشخص الآخر باسمه مجردا من ألقابه سواء العلمية، أو الألقاب المتعارف عليها، والسائدة في المجتمع، أو أن يتم مخاطبة شخص ما بلقب غير محبب إلى نفسه .

الإصغاء

يعتبر الاصغاء الجيد والواعي مهارة لازمة ومكملة لفن الحديث، تستدعي التركيز وبذل الجهد، لذلك يجب أن تستغل حكمة الإنصات الجيد، والتفكير المركز أثناء الإصغاء، وأن يكون الرد على ما يقال فعلا، وهناك سببا آخر – تقليدي – وهو أننا لا نستطيع الإنصات الجيد والفعال في الحوار لأننا كثيرا ما نطمع في "أخذ الميكروفون" والتحدث بدلا من الإنصات، وبالتالي لا تكون لدينا أصلا رغبة في معرفة ما يقوله الآخرون.

إستخدام لغة الجسد

تعتبر الإيماءات والتعبيرات التي تصدر عن الإنسان بشكل إرادي أو لا إرادي في كثير من الأحيان من أقوى من الكلمات وهذا ما يسمى بلغة الجسم. فكما أن الصوت يعبر عن صاحبه فإن الجسم بتعبيراته المختلفة يعكس إنطباعاتنا سواء أن كانت إيجابية أو سلية.


بعض النصائح العامة لاتيكيت الحديث:

تجنب الحديث في موضوع تجهله ، و عليك أن تجمع كافة المعلومات و البيانات الحديثة إذا كنت ترغب الاشتراك فى نقاش موضوع مهم.

وجه كلامك للآخر بعد أن تناديه باسمه ثم عبر عن رغبتك صراحة في التصرف السليم.

لا تبق صامتا من دون كلام في لقائك مع الناس وإنما شاركهم الحديث.

كلما كان صوتك هادئا رقيقا كنت قريبا من القلوب وكان حديثك خفيفا على الأسماع،ومهما احتدت المناقشة فعليك ألا ترفع من صوتك لأن الصوت العالي لا يفرض رأيا ولا يقنع أحدا، اجعل صوتك معتدلا في درجته.

إذا ما قابلت استفزازا من أي شخص فاجتهد في عدم إثارة المشاكل وحاول الانسحاب بدبلوماسية.

إذا كنت على المائدة أثناء تناول الطعام فاحرص على عدم فتح موضوعات تثير اشمئزاز الآخرين.

لا تتكلم عن نفسك طوال الوقت "ما يضايقك وما يبهجك". - "من فضلك" ، "بعد إذنك" "لو سمحت" "إذا أمكن" وما إلى ذلك كلمات استئذانية يجب أن تبدأ بها حديثك إذا أردت الحصول على أي شيء أو أردت مقاطعة شخص ما لأمر هام. 

 لالالا... لازمة غير محببة لدى بعض الناس عند اعتراضهم على رأي يختلف مع رأيهم .

"لا" واحدة تكفي عند الاضطرار لاستخدامها ولاداعى لتكرارها.

لا تقل "لا" في بداية الإعراب عن معارضتك لرأي ما ، بل أبدأ بالإيجاب في القضية ثم اذكر رأيك المخالف.

لا تقدم النصيحة لأحد إلا إذا طلب منك ذلك ولا تتحمس لأي شيء من نفسك.

لا تتحدث وفي فمك قطعة لبان فهذا تصرف غير لائق، وبالمثل من تتحدث أو يتحدث وفي فمه سيجارة.

إذا وجه لك التحية بخصوص ملابسك المناسبة فلا داعي لأن تبخس نفسك قدرها فتؤكد أنها "قديمة" أو "رخيصة" أو لا تستحق الثناء" أو أي صفة تقلل من شأن ملابسك.

احذر العبث بمفاتيحك واحذري العبث باكسسوارك أو حقيبة يدك أثناء الكلام، لأنه يصرف انتباه الآخرين السامعين لك ويفقدك شيئا من الاحترام.


إذا كنت في ضيافة أشخاص لا يتحدثون بلغات أجنبية فمن غير اللائق أن تكثر من استخدام ألفاظ أجنبية،أو تندمج في حديث جانبي بلغة أجنبية مع شخص آخر يتقنها.

إذا أخطأ أحد الأشخاص في حضرتك في نطق كلمة ما ثم أعاد تكرار هذا الخطأ،فمن الأحسن ألا تذكر له شيئا عن خطئه وتدعه يكمل كلامه لئلا تجرحه، أما إذا كان صديقا حميما ولا ينزعج من انتقادك، فبإمكانك أن تسأله بطريقة عادية، "هل تنطق هذه الكلمة هكذا؟ لقد سمعتها تلفظ كذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها

توافق الصحة النفسية للطفل بين الاسرة والمدرسة

  توافق الصحة النفسية للطفل بين الاسرة والمدرسة إعداد : سمر ضو   1-العلاقات بين المدرس والتلاميذ التى تقوم على اساس من الديموقراطية والتوجيه...