يعدّ تعلم اللغات طريقةً رائعةً للحفاظ على صحة العقل، وتبين البحوث أنّ الأشخاص الذين يتقنون التحدث بلغاتٍ متعددةٍ يكونون أفضل في معالجة اللغة، وفي المهام التحليلية الأخرى، فالتبديل بين اللغات يجعل الجزء الخاص بحلّ المشاكل، وفلترة المعلومات يعمل بشكلٍ أكثر كفاءة، ممّا يعني تأخير الإصابة بالأمراض العصبية، مثل الخرف، والزهايمر.
وقد حوّل التطور التكنولوجي والتقني العالم لقرية صغيرة وهذا ما خلق نوعاً من الانفتاح على الثقافات الأخرى والحضارات فاضطر الناس إلى تعلّم اللّغات إلى جانب لغتهم الأم من أجل مواكبة التطورات التي يشهدها العصر .
لكن في الحقيقة إن تعلّم اللغات لا يفيد فقط في مدّ جسور التواصل الاجتماعي مع البيئات الأخرى فلها فوائد أخرى عديدة
أولاً: تعزيز القدرات العقلية :
أكّدت الدراسات العلمية الحديثة أنّ الأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة هم أكثر قدرة على القيام بالمهمات التي تتطلب تحليل وتفسير لأن القدرة على التبديل والتمييز بين مفردات ومصطلحات اللغات يُنشّط الجزء المسؤول عن التحليل في الدماغ فيصبح أكثر كفاءة وقوة، وهذا ما يحمي الشخص من الإصابة بالأمراض العصبية الخطيرة كالزهايمر.
ثانياً: تسهيل فرصة الحصول على عمل :
لا يخفى على أحد أنّ اللغات تزيد من فرصة قبول الشخص في وظائف مرموقة حيث تحرص الشركات الكبرى كشركات السياحة والبحوث العلمية والتجارية والاقتصادية على اختيار موظفين يمتلكون شهادات أكاديمية عالية إضافة لمهارات مميزة، ولعلَّ أحد هذه المهارات إتقان عدة لغات أجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية.
ثالثاً: التعرّف على أناس جدد :
الشخص الذي لا يتقن لغة أجنبية هو أكثر انعزالاً لأنه يمتلك عدد محدود من الأصدقاء، وفي المقابل الشخص الذي يُتقِن أكثر من لغة أجنبية لديه قدرة على التواصل مع أناس من خارج محيطه الاجتماعي ومن خارج بلده وهذا ما يسمح له بتكوين صداقات قويّة ومتينة.
رابعاً: المساعدة في عملية التعلّم :
معظم الكتب والدراسات والبحوث العلمية والمراجع تكتب باللغات الأجنبية وهذا ما يسمح للباحث وطالب العلم من الوصول إليها والاستفادة من المعلومات التي تقدمها، لذا من يمتلك معرفة في لغتين أو أكثر سيتمكّن من الوصول إلى كل ما يريده وهذا ما يدعم عملية التعلّم.
خامساً: تزيد من الحصيلة الثقافية :
تعلّم اللغة الأجنبية يزيد من الحصيلة الثقافية، كما أنّ من يتقنها يستطيع أن يقرأ الكتب الأدبية والمجلات الثقافية ويشاهد الأفلام التعليمية والوثائقية والأفلام وهذا ما يُوسّع دائرة ثقافته، والجدير بالذكر إنّ إتقان اللغات الأجنبية يجعل الشخص أكثر انفتاحاً على حضارات الشعوب الأخرى وهذا ما يساعد في تطوّر الحضارات البشرية.
سادساً: سهولة التنقل والسفر :
يسهل تعلّم اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنكليزية السفر والتنقل بين البلدان لدواعي السياحة أو العلاج أو الدراسة أو العمل حيث يتمكّن الشخص من التواصل مع الناس والتجوّل في الشوارع وطرح الاستفسارات حول أماكن تواجد الفنادق، والمشافي، والمطاعم، طرق السير.
نصائح هامة لتعلّم اللغات الأجنبية:
اطرح على نفسك سؤالاً: لماذا تريد أن تتعلم اللغة الأجنبية؟
فكلما كانت الدوافع أقوى كلما كانت فرص التعلم أسرع وأسهل. استخدم اللغة التي تريد أن تتعلّمها في حياتك اليومية خلال التحدّث مع الأصدقاء أو الأقارب، وقم باستخدامها خلال تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي والانترنت. حاول أن تتمرّن على التفكير والكتابة باللغة الجديدة لتصبح مع الوقت عادة وهذا ما يسمح بتعلمها بسرعة. اختلط مع الناس الذي يتقنون اللغة التي تريد أن تتعلمها، سيساعد هذا على تعلّمها بسرعة، وإذا كان بإمكانك قم بالسفر للبلدان الناطقة بها. تعلّم اللغات الأجنبية يفيد الشخص سواء على المستوى الشخصي أو المهني فلا تتردّد في تعلمها .
منقول ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها