الاثنين، 10 نوفمبر 2025

16 وظيفة جديدة يطلقها الذكاء الاصطناعي لعصر المستقبل

 في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات حول العالم، من إمكانية أن تقود تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، موجة تسريحات كبرى تُقصي الإنسان عن عدد من كبير الوظائف التي يشغلها، تبيّن أن هذه التكنولوجيا لعبت دوراً في خلق 16 مسمّى وظيفياً جديداً في الآونة الأخيرة.

 فقد أظهرت بيانات حديثة أنّ تسريع عدد من الشركات تبنيها لتقنيات الذكاء الاصطناعي، كان عاملاً مباشراً في ظهور 16 مسمّى وظيفياً جديداً، وهو ما بدأ ينعكس بوضوح في سياسات التوظيف لدى الشركات الكبرى. فمن وول مارت التي تُعد أكبر جهة توظيف في الولايات المتحدة، مروراً بشركات التكنولوجيا مثل Salesforce وWorkday، وصولاً إلى شركة المحاسبة KPMG، تعمل مؤسسات كبرى على ابتكار وظائف جديدة كلياً، تساعدها على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية، وتحسين الكفاءة التشغيلية.

 وتُمثّل بعض المسميات الوظيفية الـ 16 الجديدة، امتداداً مُحدَّثاً لأدوار كانت موجودة سابقاً، بينما يأتي الجزء الآخر مبتكراً بالكامل، ولم يكن له وجود في سوق العمل قبل طفرة الذكاء الاصطناعي، حيث يُجسّد هذا التحول في المشهد الوظيفي بداية عصر جديد، يتم فيه بناء وظائف المستقبل، على أسس مختلفة عن تلك التي عهدناها سابقاً. 


أنواع الوظائف الجديدة

وبحسب تقرير أعدته صحيفة "واشنطن بوست"   فإن الأدوار الوظيفية الـ 16 الجديدة التي ظهرت مع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي لسوق العمل، هي:


مصمم محادثات الذكاء الاصطناعي أو AI Conversation Designer: 

هي وظيفة تركز على ابتكار أسلوب الحوار، وطبيعة التفاعل بين المستخدم والأنظمة الذكية، لتجعل التجربة بين الطرفين أكثر سلاسة وفاعلية. وتشترط هذه الوظيفة الإلمام بهندسة الأوامر وكتابة النصوص، إضافة إلى فهم نفسية المستخدمين.

مهندس معرفة أو Knowledge Architect: هي وظيفة يحدد صاحبها ما يجب أن تعرفه أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحديداً وكلاء الذكاء الاصطناعي، وكيف يجب أن تتصرف ضمن سياق العمل لتنفيذ المهام بدقة. وتشمل المهارات المطلوبة لهذه الوظيفة فهم كيفية هيكلة المعلومات في رسوم بيانية، والقدرة على وصف البيانات في سياق مُحدّد.

مصمم تفاعل أو Interaction Designer:

 هي وظيفة يصمم صاحبها نماذج للتفاعل بين الإنسان والآلة، ويعمل على تعزيز الثقة بينهما. وتشمل المهارات المطلوبة لهذه الوظيفة القدرة على شرح كيفية اتخاذ الأنظمة لقرارات معينة.

مهندس فني للذكاء الاصطناعي أو AI Artist Engineer: 

هي وظيفة تجمع بين الفن والتقنية لإنتاج محتوى بصري، يتماشى مع هوية العلامة التجارية وذلك باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وتشمل المهارات المطلوبة لتولي هذا المنصب القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى استراتيجي وجذاب بصرياً.

مهندس أوامر أو Prompt Engineer: 

هي إحدى أكثر الوظائف طلباً، ويتولى صاحبها تصميم الأوامر النصية التي تحدد سلوك النماذج اللغوية في المنتجات وتجربتها. وتشمل المهارات المطلوبة لتولي هذه الوظيفة القدرة على بناء شخصيات وسلوكيات وكلاء الذكاء الاصطناعي، وتصميم استجابات فورية لاستخدامات محددة. 

قائد التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي أو Human-AI Collaboration Lead: 

هي وظيفة يضع صاحبها إستراتيجيات وأطر لتنظيم العمل المشترك بين الفرق البشرية وأنظمة الذكاء الاصطناعي، لتحقيق أهداف العمل وتحسين الأداء، حيث يحتاج شاغلو هذا المنصب إلى خبرة في إدارة التغيير، والاستراتيجية التنظيمية، والقيادة متعددة الوظائف.

خبير إستراتيجية التبني أو Adoption Strategist:

هي وظيفة ناشئة مسؤولة عن دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في هياكل المؤسسات وضمان تقبّل الموظفين لها، مع مراعاة معايير الأمان والأخلاقيات. وتشمل المهارات المطلوبة لهذه الوظيفة القدرة على التواصل ومعرفة الأطر الأخلاقية والآمنة والموثوقة لتطبيق الذكاء الاصطناعي.

مهندس الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي أو Responsible Use AI Architect: 

هي وظيفة يتولى صاحبها تصميم الضوابط الأخلاقية والتقنية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث تشمل المهارات المطلوبة لتولي هذا المنصب الإلمام بتعلم الآلة، والخبرة في قيادة جهود هندسية مشتركة بين الفرق، وشهادة جامعية في علوم الحاسوب أو مجالات ذات صلة.

مهندس تنسيق أو Orchestration Engineer: 

هي وظيفة يربط صاحبها بين وكلاء الذكاء الاصطناعي والأدوات المختلفة لضمان سير العمل المتعدد بانسجام وفاعلية وسلاسة. كما يُحدد صاحب هذه الوظيفة الاستقلالية والحواجز الأمنية لوكلاء الذكاء الاصطناعي. وتشمل المهارات المطلوبة لتوّلي هذا المنصب الخبرة في تصميم السياق والذاكرة، ووضع الضوابط الأمنية، وتحسين الموثوقية.

مهندس ذكاء اصطناعي أو AI Engineer:

على الرغم من وجود مهندسي الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، إلا أن هذا الدور الوظيفي آخذ في الازدياد في الشركات حتى خارج قطاع التكنولوجيا. والمطلوب من صاحب هذه الوظيفة بناء حلول ذكية قابلة للتوسع، والعمل على تطوير نماذج تعلم الآلة لخدمة مختلف القطاعات، حتى خارج نطاق شركات التقنية.

مهندس بنية الذكاء الاصطناعي أو AI Architect:

هي وظيفة يصمم صاحبها ويدير البنية التحتية التي تستند إليها أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومنها قواعد البيانات والنماذج والخدمات السحابية. وتشمل المهارات المطلوبة لتولي هذه الوظيفة، تصميم الأنظمة وهندسة السحابة وحوكمة البيانات.

مُصنِّف بيانات أو Data Annotator: 

هي وظيفة موجودة منذ عقود، لكنها في ازدياد بفضل الذكاء الاصطناعي. وعلى صاحب هذه الوظيفة معالجة البيانات الأولية وتصنيفها لتصبح صالحة لتدريب النماذج الذكية. قد يتطلب هذا المنصب الوظيفي معرفة لغة برمجة نصية مثل Python، والإلمام بنماذج اللغات الكبيرة.

رئيس قسم الذكاء الاصطناعي أو Head of AI:

على صاحب هذا المنصب أن يقود كافة مبادرات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسة، وأن يضع خطط الابتكار والإنتاج. وتشمل المهارات المطلوبة لهذا المنصب الجمع بين الإدارة التقنية للمنتجات والقيادة.

مدير عمليات الوكلاء الأذكياء أو Agent Operations Manager: 

على صاحب هذا المنصب أن يكون مسؤولاً عن إدارة الأداء اليومي لوكلاء الذكاء الاصطناعي، وصيانة الحوادث وإجراء التغييرات المطلوبة. وتشمل المهارات المطلوبة لهذه الوظيفة الخبرة في إدارة المنصات التشغيلية التي تُدير وكلاء الذكاء الاصطناعي، والاستجابة للاضطرابات غير المتوقعة، والسيطرة على التراجع التدريجي في أداء نموذج الذكاء الاصطناعي.

نائب الرئيس الأول لإستراتيجية الذكاء الاصطناعي أو SVP of AI Strategy: 

على صاحب هذا المنصب أن يضع خطط طويلة المدى لاعتماد التقنيات الذكية في خدمات الشركة ومنتجاتها. والهدف من هذه الوظيفة هو مساعدة العملاء على التعامل مع تبني التكنولوجيا الجديدة وضمان قدرة الشركات على حل التحديات بمسؤولية.

نائب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي أو EVP of AI: 

هو دور تنفيذي أطلقته شركة وولمارت لقيادة التحول الذكي في مجالات التصميم والمنتجات والمنصات، بهدف تعزيز الإنتاجية وتسريع الابتكار. ومن المتوقع أن يُسهم هذا المنصب الوظيفي في المساعدة على بناء وتصميم مجموعة الأنظمة الذكية للشركات.

التدريب بدل الاستغناء

وموضوع إضافة الذكاء الاصطناعي لوظائف جديدة في سوق العمل يتماشى مع ما ذكره بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك مؤخراً، فبحسب تقرير نشرته "رويترز" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، قال البنك في تقرير تم نشره في شهر سبتمر 2025، إنه رغم تبني الشركات لتقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، إلا أن ذلك لم يؤد حتى الآن إلى تسريحات جماعية واسعة، بل إلى إعادة تدريب الموظفين، وهو ما يشبه النتائج التي تم تسجيلها في عام 2024 أيضاً.

 

ويقول الكاتب والمحلل المختص بالذكاء الاصطناعي ألان القارح،   إن قائمة الوظائف الـ 16 الجديدة دليل مباشر على أنّ سوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي، لن تذهب في اتجاه "اختفاء الوظائف"، بل نحو "تحوّلها"، فصحيح أن بعض الوظائف التقليدية قد تُستبدل بالذكاء الاصطناعي، لكن في المقابل ستظهر أدوار وظيفية جديدة، تماماً كما حدث تاريخياً مع كل موجة تكنولوجية سابقة، مشيراً إلى أن هذا الكلام ليس مجرد محاولة لتطمين العاملين، بل حقيقة مدعومة بالبيانات ومعترف بها من قبل الجهات الرسمية. 

ويشرح القارح أن منحى "تحوّل" الوظائف حصل تاريخياً عدة مرات، ففي عشرينات القرن الماضي عندما انتشرت الكهرباء في المصانع، اعتقد الناس أنّ آلاف العمّال سيفقدون وظائفهم لأن المحركات الكهربائية ستقوم بالمهام التي كانوا يقومون بها، وقد حدث ذلك جزئياً بالفعل ولكن في المقابل ظهرت وظائف جديدة مثل فني صيانة كهربائية ومهندس خطوط إنتاج ومراقب جودة، لافتاً إلى أنه في نهاية المطاف ارتفع عدد العاملين في الصناعة ولم ينخفض.


ويضيف القارح إن السيناريو نفسه تكرر عندما دخل الحاسوب إلى المؤسسات في الثمانينيات والتسعينيات، حيث أدت هذه التكنولوجيا إلى اختفاء ملايين الوظائف التقليدية مثل موظفي إدخال البيانات والأرشفة الورقية ومنسقي البريد الداخلي، ولكن في المقابل ظهرت وظائف لم تكن موجودة كمسؤولي قواعد البيانات ومهندسي الشبكات ومبرمجي التطبيقات ومسؤولي أمن الأنظمة وغيرها الكثير من الأدوار الوظيفية، مشيراً إلى أن السيناريو ذاته سيتكرر مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي ستعيد تشكيل سوق العمل وفق متطلبات العصر الجديد.

 

ويرى  أن سوق العمل ستشهد خلال السنوات الخمس المقبلة "آلام انتقال"، إذ سنرى تصحيحاً في بعض الوظائف وتحديداً تلك المتعلقة بالمهام الروتينية المتكررة، فهناك فئات ستتعرض لضغط قوي مثل موظفي خدمة العملاء والموظفين الإداريين الذين يقومون بمهام إدخال بيانات، وعمال الإنتاج الذين يعتمد عملهم على خطوات متكررة، وموظفو الخدمات اللوجستية في قطاع التجزئة، مشدداً على أنّ أي شخص يسعى للحفاظ على فرصه المهنية أو تعزيزها يحتاج اليوم إلى صقل مهاراته في مجالات الذكاء الاصطناعي وفهم كيفية دمجه في عمله، فالقدرة على التكيّف مع التحول الرقمي لم تعد خياراً بل ضرورة لمواجهة التغيرات المتسارعة في سوق العمل.


ويعتقد  أن العاملين الذين سيتقنون مهارات الذكاء الاصطناعي ويستطيعون توظيفه كأداة لتعزيز أدائهم سيكونون الروّاد في هذا العصر الجديد، في حين سيصبح المتخلفون عن مواكبة هذه الثورة الرقمية مجرد مراقبين للحداثة لا مشاركين فيها.


مراجعة : سمر ضو 


أنظر أيضا :

حقائق وأرقام // مستقبل الوظائف 2025: وظائف المستقبل والمهارات اللازمة للحصول عليها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها

16 وظيفة جديدة يطلقها الذكاء الاصطناعي لعصر المستقبل

  في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات حول العالم، من إمكانية أن تقود تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، موجة تسريحات كبرى تُقصي الإنسان عن عدد من كب...