السادة الحضور ..
ما أحوَجَنَا اليومَ ، في ظلمةِ الجهلِ الذي يسودُ من حولِنا ، إلى شمعةِ أملٍ تُنيرُ طريقَنا ، وتؤكدُ أننا رغمَ العولمةِ التي تجرفُنا بأفكارِها الدخيلةِ ، سنبقى متمسكين بعراقتِنا وثقافتِنا وجذورِنا .
إننا نعيشُ في عصرٍ سريع التغيرِ تختلفُ فيه العقولُ والمعتقداتُ ، وفي المجالِ التربوي تحديداً ، أصبحنَا نلمسُ أساليبَ تربويةً حديثةً ومناهجَ تواكبُ تطوراتِ العصرِ ، وأبناؤُنا أصبحوا أكثرَ وعيًا وإدراكًا منا ، ولكي نستطيعُ اللحاقَ بهِم أصبحَ لزاماً علينا أن نحسنَ قدراتَنا ونطورُ أساليبَنا التقليديةَ .
أعزائي ،
مَن منا لم يحفظْ درسَ الجغرافيا قبلَ أن يحفظُه ولدَه ، ومَن منا لم يجلسْ لساعاتٍ يستعيدُ دروسَ الرياضياتِ والفيزياءِ قبلَ أنْ يُعيدَ شرحِها لأولادهِ ، معظمُنا إذَا لمْ نقلْ جميعنا.
من هنا كانتْ فكرةُ " مركز الدعمِ التربوي " ومِنْ هنَا انطلقنَا ، وبسببَ المعاناةِ كان لا بدَ لنا مِنْ البحثِ عنْ حلولٍ تخففُ عنا الأعباءَ وإعطاءَ كلِ ذي حقٍ حقِه .
إن مركزَ الدعمِ التربوي يسعَى ومن خلالِ فريقِ عملٍ متخصصٍ أنْ يدعمَ اولادَنا، ويعززُ ثقتَهم بنفسِهم ، ويصقلُ شخصيتَهم وصولا إلى رفعِ مستواهم التعليميِ ، بإعتمادِ أفضل الأساليبِ التربويةِ الحديثةِ. إيمانا منا بأن نجاحَ ولدنا في المدرسةِ اليومَ هو أساسُ نجاحِه في عملِه في المستقبلِ .
ولا يقتصرُ دورُنا على دعمِنا التعليمي والتوجيهي فحسب إنما دورَنا وأهدافَنا أعمقُ وأوسعُ بكثيرٍ ،
فنحنُ نعيشُ اليومَ معَ الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بكافةِ أطيافِه " فوضى المعرفةِ " ،
أي أننَا من خلالِ هذهِ الشبكاتِ الالكترونيةِ التي تجتاحُ حياتَنا بشكلٍ يوميٍ نعيشُ ثورةً في عالمِ المعلوماتِ ولكن للأسفِ "السطحيةَ" منها فقطْ .
فنحنُ رغمُ كلِ هذ الكمِ منْ الأخبارِ والمعلوماتِ والأفكارِ ، نواجهُ مشكلةً حقيقيةً وهي انحدارُ الثقافةِ .
منْ هنَا كانَ لا بدَ لنا أنْ نقدمَ لمجتمعِنا ، صورةً صحيحةً للثقافةِ ، منْ خلالِ حواراتٍ ولقاءاتٍ وندواتٍ اضافة الى برامجِ عملٍ ومحاضراتٍ تثقيفيةٍ، ودوراتٍ تدريبيةٍ هدفها تعزيزُ معرفتنا ، وتساهمُ برفع المستوى الحقيقي لمجتمعنا ، حتى يصبحَ قادرا على مواكبةِ العصرِ، بالتعاون مع أصحابِ الاختصاصِ ، ليقدموا لنا ما يساعدُ على تطويرِ قدراتِنا المعرفيةِ وتعزيزِ معلوماتِنا .
وندوتُنا اليومَ والتي هي بعنوان " التربية النفسية والصحية لأولادنا ، وتأثيرها على تفوقهم الدراسي " هي باكورةُ أعمالِنا ، تهدفُ الى ترسيخِ عاداتٍ ومفاهيمٍ صحيحةٍ في تربيةِ الاطفالِ ، بما يساهمُ بتعزيزِ دورِهم وأدائِهم في المدرسةِ والمجتمعِ .
دورُنا الأساسي هو مساعدتكُم ، لعلنَا بهذا نكونُ قد وفينَا مجتمَعنا حقهِ ليواكب متطلباتِ العصرِ الحديثِ
وفي الختام ، أتوجهُ بالشكرِ لكلِ منْ ساهمَ في تحقيقِ هذا العملِ ، وأخص بالذكر هنا المكتبة الوطنية في بعقلين بشخص مديرُها الاستاذ غازي صعب ، وفريق عملهِ لما أبدوهُ من دعمٍ وتعاونٍ مثمرٍ.
وفقنَا اللهُ واياكُم بما فيهِ خيرِ مجتمعِنا وشكرا جزيلا لكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها