سر بكاء أمي
لم أَكُنْ أَتَخَيَّلُ أَنْ أُمّي تِلْكَ الْمَرْأَةَ الْقَوِيَّةَ يُمْكِنُها أَنْ تَبْكِيَ! كَثيرًا ما شَعَرْتُ بأَنَّها قاسِيَةٌ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ تَدْعَى ذَلِكَ لِكَيْ تَدْفَعَني لِلاجْتِهادِ في دروسي، إلا أَنْ ذلِكَ كَانَ يُضايقني كَثِيرًا... ربما لأَنَّني أُبالِغُ فِي اللَّعِبِ مَعَ عَرَائِسِي وَأَلْعابِي مِمَّا يَجْعَلُ غَضَبِها يَزْدادُ، وَتَمْنَعُ عَنِّي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أُحِبُّها. لَمْ أَشُكَ يَوْمًا فِي حُبِّها لِي ، فَقَدْ كانَتْ رَغْمَ شِدَّتِها مَعي تَرْعَانِي رعاية لا حُدودَ لَهَا. أَحْيَانًا كُنْتُ أَخْرُجُ مِنْ غُرْفَتِي الَّتِي أَعْتَبِرُها حَبْسي الدائم الذي فُرِضَ عَلَيَّ فِيهِ عِقابُ الْمُذاكَرَةِ، فَأَجِدُها ساهِرَةً تُنَفِّفُ الْبَيْتَ وَتَغْسِلُ الأواني، فَأَسْرعُ لِمُساعَدَتِهَا، فَتَنْهَرُني وَتَقولُ لي: "عودي إلى دُروسِكِ.. الآنَ تُريدينَ مُساعَدَتِي لِتَتَهَرَّبي من الْمُذاكَرَةِ، وَفِي الصَّيْفِ تُفَضِّلِينَ اللَّعِب عَلى كُلِّ شَيْءٍ ! ". فَأَنْسَجِبُ بهدوءٍ وَدَمْعَتِي تَسْقُني وَأَنا أَقولُ: "كَمْ بَقِيَ لِي مِنْ ساعَاتِ الْعِقَابِ وَيَحِينُ مَوْعِدُ نَوْمِي؟ وَعِنْدَما لا أَجِدُ حِيلَةً أَتَصَنَّعُ النَّوْمَ في مَكانِي، وَلا تَمْضي لحظات إِلا وَأَراها قادِمَةً نَحْوي في حَذَرٍ كَيْ لَا أَصْحُوَ .. فَتُغَطِّينِي وَتَطْمَئِنُّ عَلَيَّ، ثُمَّ تَضَعُ وَرَقَةً صَغِيرَةً داخِلَ الْكِتَابِ الَّذِي كُنت أَقْرَأَهُ لِكَي لا تَضيعَ الصَّفْحَةُ الَّتِي تَوَقَفْتُ عِنْدَها ..! اخْتَرْتُ كَثِيرًا، كَيْفَ جَمَعَتْ بَيْنَ الشَّدَّةِ وَالرَّحْمَةِ فِي وَقْتِ واحِدٍ!؟ دَفَعَنى كُلُّ هذا إلى الْحِيلَةِ في اختراع الألعاب التي لا يُمْكِنُها أَنْ تُلاحِظَهَا لِكَيْ أَقومَ بها أَثْناءَ الْمُدَاكَرَةِ، وَرَغْمَ ذَلِكَ نَجَحَتْ فِي اكْتِشافِها وَتَوْبيخي وَدَفْعِي مَرَّةً أُخرى لِلْمُذاكَرَةِ ... عُذْرُها أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُتَعَلِّمَةً، وَلَا تَدْرِي أَنَّ الْمُذاكَرَةَ لَا تَحْتاجُ إِلى كُلِّ هذا الْوَقْتِ، وَأَنَّهُ لابُدَّ لي أَنْ أَلْعَبَ وَلَوْ قَلِيلًا لِكَيْ أُرَوِّحَ عَنْ نَفْسِي بَيْنِ الْحِينِ وَالْآخَرِ.
كُنْتُ أَراهَا قَوِيَّةً ، وَأَحْيَانًا قاسِيَةٌ .. وَلَكِنِّي لَمْ أَكُنْ أَتَخَيَّلُ أَنْ أَراها يَوْمًا تَبْكي ..! نَعَمْ ، بكت .. بَكَتْ كَثِيرًا ..! مِنَ الْفَرْحَةِ يَوْمَ عَلِمَتْ بنَجاحي .. فَأَدْرَكْتُ سَاعَتَهَا كَمْ هِيَ رَقِيقَةٌ، وَكَمْ تُحِبُّنِي وَكَمْ تَعِبَتْ وَضَحَتْ مِنْ أَجلي .. وَخَجِلْتُ مِنْ نَفْسي لأَنَّني لَمْ أَفْهَمْهَا مُنْذُ الْبِدَايَةِ، وَلَمْ أَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَها لُغَةٌ لَطِيفَةٌ مِنَ التَّفاهُم، وَأَدْرَكْتُ أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الآن أَنْ أَجْعَلَ بَيْنَنَا حِوارًا وَاضِحًا وَوَعْ بِِالنَّجاحِ.
الأسئلة:
أَجِبْ عَن الأَسْئِلَةِ التَّالِيَةِ بِحَطَّ وَاضِحِ وَجَمِيلٍ!
س ١) ما الذي كانَ يُضايقُ الْبَنْتَ كَثِيرا؟
س (۲) ما هي ساعاتُ الْعِقَابِ فِي نَظَرِ الْبَنْتِ؟
س (٣) رَأَتِ الْبَنْتُ فِي صِفاتِ أُمِّها أَمْرًا مُحَيَّرًا ، فَمَا هُوَ؟
س (٤) ماذا فَعَلَتِ الْبَنْتُ لِتُسَلِّي نَفْسَهَا أَثْناءَ الْمُدَاكَرَةِ؟
س ٥) مَا هُوَ سِرُّ بُكاء الأم؟
س ٦) لِماذا خَجِلَتِ الْبَنْتُ مِنْ نَفْسِهَا فِي النَّهَايَةِ؟
أحط بدائِرَةِ رَقَمَ الإِجَابَةَ الصَّحِيحَةَ!
س ٧) قَرَّرَتِ الْبَنْتُ أَخيرًا:
1. أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أُمِّهَا حِوارًا وَاضِحًا
2. أَنْ تُساعِدَ أُمَّهَا فِي أَعْمَال الْبَيْتِ.
3. أَنْ تَهْتَمَّ بِالْمُدَاكَرَةِ أَكْثر
4- أَنْ لا تَلْعَبَ وَقْتَ الْمُذاكَرَةِ.
س ۸) فَأَدْرَكْتُ سَاعَتَها كَم هِيَ رَقِيقَةٌ "، الْمَقْصُودُ بِالْكَلِمَةِ الّتي تَحْتَهَا حَطَّ حَسَبَ السِّياق هُوَ:
1- 60 دقيقة 2- بَعْدَها 3- وَقْتَها 4- قَبْلَها
س (٩) النَّصُّ عِبارَةٌ عَنْ:
1. مَسْرَحِيَّة
2. سيرة ذاتية
3- شعر
4- قِصَّة مَثَل
س ١٠) يَغْلِبُ عَلَى النَّصّ التعابير:
١. العاطفية
٢. التقريرية
س ١١) الضمير الْغَالِبُ فِي الْقِصَّةِ هُو:
١. ضَمِيرُ الْمُتَكَلَّم
۲. ضمير الغائب
٣. ضمير المخاطب
س (۱۲) اسْتَخْرِجْ مِنَ النَّصَّ خَمْسَ جُمَل عَاطِفِيَّةٍ!
س ١٣) أَكْتُبْ "صحيح" أَوْ "خطأ" بَعْدَ كُلِّ جُمْلَةٍ مِمَّا يَلي:
كانَتِ الْبَنْتُ تَسُكُ فِي حُبِّ أُمِّها لَها. ----------
كانَتِ الْبَنْتُ فِي الصَّيْف تُفَضِّلُ اللَّعِبَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ.-------
أُمُّ الْبَنْتِ لَمْ تَكُنْ مُتَعَلِّمَةً. ------
تَحْتاجُ الْمُذاكَرَةُ فِي نَظَر الأُمِّ وَقْتَا كَثيرًا جدًّا.-------
بَكَتِ الأم أنَتَها قَدْ فَشِلَتْ وَلَمْ تَنْجَحْ.-------
كانَتِ الْبنْتُ تَكْرَهُ أُمَّها.---------
س ١٤) اختَرْ رَقَمَ السَّبَبِ الْمُناسِب وَاكْتُبْهُ فِي النَّتِيجَةِ الْمُنَاسِبَةِ مِنَ النَّتَائِحِ التَّالِيَةِ:
النتائج :
بَكَتِ الأُمُّ كَثِيرًا.
يَزْدَادُ غَضَبُ الأُمِّ وَتَمْنَعُ الْبَنْتَ عَنْ أَشْيَاءَ تُحِبُّهَا.
الأم تَضَعُ وَرَقَةً صَغِيرَةً دَاخِلَ الْكِتَابِ.
اخْتَرَعَتِ الْبَنْتُ الأَلْعَابَ.
أَدْرَكَتِ الْبَنْتُ كَمْ تُحِبُّها أمها وَكَمْ تَعِبَتْ وَضَحَتْ مِنْ أَجلها
الاسباب:
1. لِتَتَسَلَّى بها أَثْناءَ الْمُذَاكَرَةِ.
2. لكي لا تضيعَ الصَّفْحَةُ الَّتِي تَوَقَّفَتْ عِنْدَهَا.
3. بَكَتِ الأُمُّ كَثِيرًا.
4- نَجَحَتِ الْبَنْتُ فِي دِرَاسَتِها.
5- البنت تُبالِغُ فِي اللَّعِبِ مَعَ عَرَائِسها وَأَلْعابها.
قالت البنت: "... لا تَدْري أمّي أَنَّ الْمُذاكَرَةَ لا تَحْتاجُ إلى كُلّ هذا الْوَقْتِ ، وَأَنَّهُ لا بُدَّ لِي أَنْ أَلْعَبَ وَلَوْ قَلِيلًا لِكَيْ أُرَوِّحَ عَنْ نَفْسِي بَيْنِ الْحَينِ وَالآخَر ".
ما رَأَيْكَ بِهِذِهِ الْمَقولَةِ؟ هَلْ تُؤَيِّد ما جاءَ فيها أَمْ لا؟ أَمْ لَدَيْكَ بَعْضَ التَّحفُظات؟ إِشْرَحْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب لنا ما يراودك من مواضيع ترغب في الاطلاع عليها